افتتحت الدكتورة ناهد عشرى وزيرة القوى العاملة والهجرة نائبة عن رئيس الوزراء والدكتور نصار الربيعى وزير العمل العراقى رئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربية وأحمد لقمان المدير العام للمنظمة صباح اليوم الأحد أعمال الدورة 41 لمؤتمر العمل العربى الذى تستضيفه مصر, تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية لمدة اسبوع بمشاركة 21 دولة عربية ممثلة في وزراء العمل العرب, والوفود المرافقة لهم, بالإضافة إلى ممثلي أصحاب العمل والعمال بتلك الدول, و22 منظمة عربية ودولية لمناقشة قضايا العمل والعمال فى الوطن العربى . بدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء الوطن العربى سواء فى مصر أو فلسطين أو ليبيا أو اليمن أو سوريا وغيرها وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء. وأكد الدكتور نصار الربيعى رئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربية – فى كلمته فى الافتتاح – تقدير أطراف العمل فى الوطن العربى لمصر وقيادتها وشعبها لاستضافة المؤتمر لتاريخها الكبير ومواقفها الداعمة لأمتها وبعد أن تجاوزت مرحلة التغير الأخيرة, معربا عن الأمل فى مزيد من الاستقرار لمصر وشعبها وعن الخروج بتوصيات لتعزيز العمل العربى. وأشار إلى المتغيرات الإقليمية التى تتعرض لها المنطقة مما يتطلب تعزيز التعاون العربى المشترك لمواجهتها بالتعاون بين أطراف العمل للحد من آثارها على العمال وأصحاب الأعمال , مستعرضا ما قام به المجلس خلال فترة انعقاده ومنها دراسة أوضاع فلسطين فى سوق العمل جراء الممارسات الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولى وآثار المستوطنات الإسرائيلية على قطاعات العمل , مؤكدا دعم منظمة العمل لفلسطين ولشعبها لإقامة الدولة الفلسطينية. يناقش المؤتمر عدة قضايا حول تعزيز التعاون الاقتصادى المشترك وانتخاب مدير عام جديد لمنظمة العمل العربية خلفا لأحمد لقمان الذى طلب إعفاءه طواعية من منصبه وانتخاب أعضاء مجلس الإدارة للمنظمة وبعض اللجان المتخصصة. شارك فى الافتتاح ممثلو المنظمات الدولية وسفراء بعض الدول العربية, فيما لم يشارك فى الجلسة الدكتور أحمد البرعى مرشح مصر للمنظمة. * كلمة أحمد لقمان: من جانبه, توجه أحمد لقمان المدير العام لمنظمة العمل العربية بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية لرعاية مؤتمر العمل العربى, مشيدا بدور مصر لرعاية قضايا العمل والعمال ومبينا أن المؤتمر قرر تأجيل عقد هذه الدورة من ابريل الماضى للشهر الحالى لانتهاء مصر من مرحلتها الانتقالية لتستمر فى الدفاع عن مصالح أمتها ويعود لها ريادتها وقررنا تغليب المصلحة العربية العليا بضرورة رعاية رئيس مصر المنتخب لدورة هذا المؤتمر. وأشار إلى فاعليات المؤتمر ومنها متابعة قضايا التشغيل والبطالة وإطلاق الشبكة العربية لسوق العمل لتوفير آلية لزيادة الترابط بين أطراف الإنتاج وتوفير البيانات حول سوق العمل العربية إضافة لتوقيع بروتوكول تعاون بين صندوق التنمية البشرية السعودى والمنظمة لدعم شبكة سوق العمل . ولفت إلى آثار البطالة على الاستقرار السياسى وتجاوزها إمكانات وزارات العمل فطالبت المنظمة بربط التنمية بالتشغيل وإعادة النظر فى السياسات الاقتصادية والاجتماعية خاصة بعد التحركات السياسية مؤخرا مما يتطلب عقدا اجتماعيا جديدا يضمن الإنصاف والمستقبل الراشد للشعوب العربية وتحسين أوضاع أطراف العمل العربية بعد اتساع البطالة بعد 2010 لتراجع الاستثمار والسياحة وعجز الموازنات فوصلت إلى 17 بالمائة 2013 ووصل العاطلون إلى نحو 20 مليونا ومثلت بطالة الشباب 28 بالمائة منها ومعظمها من الإناث. وطالب لقمان بتقديم الدعم المادى لوزارات العمل ولغرف التجارة والصناعة وتفعيل دور اتحادات العمال لدوران عجلة الإنتاج والتنمية العربية, مشددا على ضرورة ترسيخ قواعد الديمقراطية بين أطراف العمل. وأوضح أن التعاون العربى أصبح حتمية استرتيجية لا غنى عنها فى ظل المتغيرات الحالية وظهور قوى إقليمية جديدة تسعى لمصالحها والهيمنة والقوة على الآخرين, مشيرا إلى دور مصر لتجميع القوى العربية لمواجهة ذلك . وطالب بمشروع مارشال عربى يواجه المتغيرات الاقتصادية والسياسية ويوحد الجهود العربية وتعزيز التعاون العربى المشترك فى كل المجالات والاهتمام بالقضايا الاجتماعية للاستقرار بالمجتمع العربى, مشيرا إلى ما قررته القمم العربية فى هذا الصدد . وأدان لقمان, الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وانتهاك المسجد الأقصى, مطالبا بممارسة الضغوط من المجتمع الدولى على إسرائيل لإجبار إسرائيل لرفع الظلم عن الشعب الفلسطينى وتقديم الدعم لهم لتعزيز قدرات سوق العمل الفلسطينى والعمل على إقامة دولة فلسطين المستقلة عاصمتها القدس. * كلمة الدكتور محمد التويجرى: بدوره, أكد الدكتور محمد التويجرى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية, فى كلمته أمام مؤتمر العمل العربى, أهمية التشغيل فى الوطن العربى لمواجهة الفقر والبطالة خاصة أنه لا توجد لدينا مقاييس عربية لهما ونأخذ بمقاييس الغرب , مطالبا منظمة العمل العربية بإعداد مقاييس لقياس الفقر تتفق وطبيعة المجتمع العربى بدلا من الاعتماد على المقاييس الدولية. وقال التويجرى إن أسباب البطالة واضحة وعلينا تطوير التعليم العام والعالى ليتفق مع المتغيرات واحتياج سوق العمل والاهتمام بالتعليم الفنى والتدريب المستمر لتوفير العمالة الماهرة والتصدى للبطالة وإعادة صياغة الفكر العربى للاهتمام بالتدريب والتنمية البشرية, مطالبا المنظمة بالاهتمام بإعادة صياغة التعليم وربطه بسوق العمل العربى. وأشار إلى ضرورة إعادة صياغة التعليم العالى وآفق الاستثمار العربى لدعم الاقتصاد العربى للتصدى للفقر والبطالة ولخلق الوظائف وفرص العمل بنحو 25 مليون فرصة عمل سنوية والتركيز على الزراعة لتوفير الغذاء بدلا من استيراده. *كلمة الدكتورة ناهد عشرى ومن جانبها, أكدت الدكتورة ناهد عشرى وزيرة القوى العاملة والهجرة, فى كلمة مصر أمام مؤتمر العمل العربى, حرص مصر على تعزيز التعاون العربى المشترك والتكامل من أجل أطراف العمل العربية والتعاون الإقليمى مع المنظمات الدولية . وأشارت إلى تأثير المتغيرات السياسية الأخيرة على معدلات البطالة والاستثمار فى الوطن العربى وآثار الصراعات السياسية فى بلد عربى على قضايا العمل, مطالبة المنظمات العربية بمعالجة تلك الآثار على العمال وتعزيز التعاون الاقتصادى والربط بين التنمية والتشغيل والتصدى للبطالة . كما أكدت عشرى أهمية التوافق بين أطراف الدول العربية من أجل المصلحة العربية العليا وتعزيز التعاون الاقتصادى المشترك من أجل مواجهة البطالة والمتغيرات الاقتصادية.