أكدت وزارة الخارجية المصرية أن المباحثات التى عقدها أحمد أبو الغيط وزير الخارجية مع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى تناولت عددا من الملفات الإقليمية الهامة المطروحة فى إطار التشاور والتنسيق بين مصر والمملكة العربية السعودية. وقال السفير حسام زكى -الذى رافق وزير الخارجية فى زيارته القصيرة إلى السعودية الاثنين- "إن أبو الغيط والفيصل استعرضا عددا من الموضوعات وعلى رأسها الوضع فى لبنان وتطورات الأوضاع فى العراق وجهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل إضافة إلي الملف النووي الإيراني وتطوراته. وأشار إلى أن أبو الغيط ونظيره السعودى تطرقا فى مباحثاتهما إلى القمة العربية الاستثنائية المقرر عقدها فى مدينة سرت الليبية الأسبوع المقبل، لافتا إلى وجود توافق بين البلدين حول الموضوعات المطروحة على جدول أعمال القمة. وحول ما اتفق عليه وزيرا خارجية مصر والسعودية تجاه الوضع فى لبنان فى ضوء التوترات الأخيرة التى شهدها مؤخرا، قال السفير حسام زكي "إن الوضع فى لبنان دقيق فى ضوء التوترات الحالية وكان الرأى السائد فى اللقاء هو ضرورة إلتزام كل الأطراف باستقرار لبنان ودعم حكومته إضافة إلى دعم عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، مؤكدا أن كلا من مصر والسعودية لهما موقف واضح، كما أن المحاولات المبذولة لتعطيل عمل المحكمة هى محاولات لن تحقق الهدف منها. وتابع السفير حسام زكى "فبالتالى وجهة نظر مصر هى أن المساعى المبذولة من أجل الاستقرار في لبنان يجب أن تراعى هذه النقاط كما أن هذه المحكمة مهمة من أجل مستقبل لبنان ومن أجل وقف عمليات الاغتيال السياسى فى هذا البلد. وردا على سؤال حول سعى بعض الأصوات داخل لبنان لتشويه دور مصر فى الملف اللبنانى واتهامها بتدريب ميلشيات سنية وميليشيات من حزب القوات اللبنانية، قال السفير زكي "نحن اعتدنا على وجود البعض الذى لا يهمه على الإطلاق استقرار الوضع فى لبنان ويهمه أيضا إبعاد مصر عن لبنان، ونحن نعرف من يقف وراء هذه الأصوات ونعرف من يحركها ولكن لا نتعامل معها حتى مع المستوى الإعلامى لأننا نثق أن الجميع يعلم الأسلوب الذي تدير به مصر سياستها الخارجية وبالذات في الملف اللبناني، كما أننا نثق في حكمة كل من يستمع إلي هذا الكلام. وأضاف " لكن طالما طرح هذا السؤال، فبالتأكيد أن هذا الكلام لا أساس له، والهدف منه بالنسبة لنا معروف، وهو محاولة إبعاد مصر عن دورها الذى يسعي للاستقرار في لبنان ولن يتحقق مثل هذا الهدف، لأن مصر متمسكة بأن تلعب دورا داعما للدولة اللبنانية ولمؤسساتها. وفيما يتعلق بالملف الفلسطينى، أكد السفير حسام زكي وجود توافق مصري سعودي بضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضي الفلسطينية المحتلة بأي شكل وذلك لأن استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات يعوق تقدم جهود السلام والعملية التفاوضية، منوها بوجود دعم مصرى سعودى للموقف الفلسطيني في هذا الشأن. وحول ما يتردد عن وجود ضغوط أمريكية علي الدول العربية من أجل استمرار الفلسطينيين في المفاوضات المباشرة، دعا السفير حسام زكى إلى عدم استباق إجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية المقرر عقده فى سرت، وقال "إن الموقف الفلسطينى متسق مع نفسه تماما وهو موقف منطقى للغاية ولا يستطيع أحد أن يلوم الفلسطينيين على موقفهم الحالى لأنهم لا يريدون الاستمرار في التفاوض طالما النشاط الاستيطانى قائم. وأعرب السفير حسام زكي عن اعتقاده بأن هذه الموقف سيلقى قبولا عربيا، وقال "لكن علي حد علمنا أيضا أن الفلسطينيين لم يغلقوا الباب بالكامل انتظارا لجهود أمريكية ربما تبذل من أجل تعديل الموقف مع إسرائيل فإذا بذلت وتوفرت الظروف الملائمة، ففي هذا الوقت يصبح استئناف المفاوضات المباشرة أمرا واردا.