أبو الغيط: توافق كبير في وجهات النظر بين مصر والسعودية.. واستمرار المشاورات المكثفة في الفترة المقبلة في إطار التشاور المستمر بين مصر والمملكة العربية السعودية ، تلقي الرئيس حسني مبارك صباح أمس رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز نقلها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، خلال استقبال الرئيس مبارك له أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة. حضر المقابلة أحمد أبو الغيط وزير الخارجية ، والسفير هشام الناظر سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة، وأحمد القطان المندوب الدائم للمملكة لدي الجامعة العربية. وصرح أحمد ابو الغيط وزير الخارجية بأن الرسالة التي تلقاها الرئيس حسني مبارك من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والتي نقلها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل تتعلق اساسا بالوضع العربي العام ، وبخاصة في اعقاب القمة العربية الاستثنائية بسرت . وأشار ابو الغيط الي ان الرسالة تناولت الكثير من الموضوعات في اطار معالجة الكثير من الموضوعات، وفي المقدمة منها مسألة العراق، وكيفية حسم الازمة المتعلقة بتشكيل الحكومة، والتشاور بين مصر والمملكة في هذا الشأن، وكذلك الوضع في لبنان، والتحركات الجارية علي المسرح الداخلي هناك، كما ان الوضع في السودان قد استحوذ علي كثير من الاهتمام خلال اللقاء، في ضوء الاهتمام المشترك من جانب مصر والسعودية إزاء الموقف السوداني. وأكد أبو الغيط انه بصفة عامة، فان اللقاء عكس وجود التقاء كبير في وجهات النظر بين الطرفين، فيما يتعلق بتقييم الوضع العربي العام في مجمله، وفي خصوصيات وتفصيلات المسائل والقضايا المطروحة بشأن العراق ولبنان والسودان، وايضا عملية تطوير منظومة العمل العربي المشترك في صورة الجامعة العربية. وقال وزير الخارجية ان الرئيس مبارك استعرض مع وزير الخارجية السعودي وجهة نظره ورؤيته ازاء القضايا المطروحة، وأشار ابو الغيط الي أن هناك نية للإستمرار في هذه اللقاءات والمشاورات المصرية السعودية بهدف تنسيق المواقف وحتي موسم الحج وما بعده. الأوضاع العربية من جانبه قال الأمير سعود الفيصل في تصريحات صحفية عقب المقابلة ان الرسالة تناولت أبرز القضايا المطروحة علي الساحة العربية والاقليمية واهم الملفات المطروحة في الاطار العربي ،وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية، والاوضاع في لبنان والعراق والسودان.. مشيرا الي ان اللقاء أكد اتفاق الرؤي الواحدة بين مصر والمملكة.. واضاف الامير سعود الفيصل أنه استمع خلال اللقاء الي رؤية ووجهة نظر الرئيس مبارك ازاء هذه القضايا حيث سيقوم بنقلها الي خادم الحرمين الشريفين في اطار التشاور المستمر بين الزعيمين. وردا علي سؤال حول زيارة الرئيس الايراني الحالية للبنان ، اكتفي وزير الخارجية السعودي بالقول "الزيارة أحدثت زخما كبيرا في لبنان .. لكن المهم هو النتيجة .. وان شاء الله تكون نتائج الزيارة بنفس هذا الزخم فيما يتعلق بالسلم اللبناني". وحول الوضع في السودان وما يمكن ان تقوم به مصر والسعودية، وبخاصة في ضوء اقتراب استفتاء الجنوب ، قال وزير الخارجية السعودي أن هذا الامر هو محل دراسة بين الحكومتين المصرية والسعودية، وكذلك حكومات عربية أخري مع السودان. وحول ما اذا كان التقارب السعودي السوري يصب في مصلحة الأوضاع علي الساحة اللبنانية والعراقية ، اكتفي وزير الخارجية السعودي بالقول »هذا ما نأمله بطبيعة الحال«. الازمة العراقية وردا علي سؤال ل»الأخبار« حول رؤية القاهرة والرياض لسبل انهاء الازمة السياسية في العراق ، في ظل اللقاءات التي أجرتها القيادتان المصرية والسعودية مع عدد من ممثلي القوي السياسية في العراق خلال الايام القليلة الماضية، قال الوزير السعودي ان ما تستطيع الدولتان ان تقدماه في هذا الخصوص هو النصح والمشورة ، ولكن يظل القرار قرارا عراقيا ن فلا أحد يستطيع ان يحل مشاكل العراق الا العراقيون.. واضاف ان كلا من مصر والسعودية يقفان علي نفس المسافة من كل العراق ، وان ما يتمنيانه ويطمحان اليه هو ان يكون هناك حكومة تمثل جميع العراقيين بشكل حقيقي، وتتساوي فيها كل الطوائف في الحقوق والواجبات. وردا علي سؤال حول ما اذا كانت المشاورات والزيارات المصرية السعودية المكثفة في الاونة الاخيرة مؤشرا علي وجود تحرك ما في الفترة المقبلة ازاء قضايا المنطقة، اكتفي الوزير بالقول »الأيام سوف تبين«.