طالب الدكتور جلال عثمان رئيس جمعية طاقة الرياح في مصر بإنشاء وزارة جديدة مستقلة للطاقة المتجددة, مشيرا إلى أن ألمانيا تخطط لانتاج 23 ألف ميجاوات عام 2020 من الطاقة المتجددة أو ما يعادل 10 سد عالي, كما تخطط لإنتاج 100 في المائة من احتياجاتها من الكهرباء من ?الطاقة المتجددة عام 2050, وتساءل "أين مصر من ذلك". وأوضح في تصريحات على هاش فعاليات الدورة الأولى للمؤتمر والمعرض الدولي للطاقة والبترول "كايرو إنرجى" التي بدأت أعمالها اليوم أن الجهود التي تتم في مجال الطاقة المتجددة في مصر بطيئة ولا تتناسب مع احتياجاتها في الفترة المقبلة, مشيرا إلى أن إنشاء محطات بقدرة 5 كيلووات فقط من الطاقة الشمسية من جانب بعض الوزارات والهيئات الحكومة غير كاف ووصفه بأنه لا يعدو أن يكون عملية تجميل أو "جر شكل". وقال: "إننا نحتاج إلى عملية قلب مفتوح ونبدأ في توليد 20 جيجاوات من الكهرباء من الطاقة الشمسية". وقال إن مطار برلين به سادس أكبر محطة شمسية فوتوفولطية في العالم مقامة على مساحة 600 فدان بقدرة 145 ميجاوات وتم تركيبها خلال 5 أسابيع فقط بمعدل 4 ميجاوات يوميا, وإذا كان لدينا في مصر 10 مقاولين وكل منهم يقوم بإنشاء محطة من هذه المحطات فإننا يمكن أن نوفر 5ر1 جيجا خلال 5 أسابيع", وكان يرد بذلك على من يقولون إن إنشاء هذه المحطات يحتاج إلى 10 سنوات. وحول سر انجاز ألمانيا لهذه المحطة بهذه السرعة, قال عثمان "لأن الحكومة تقدم حوافز على الاستثمارفي الطاقة المتجددة, حيث أعلنت أن من سيقوم بإنشاء محطة أكثر من 10 ميجا بعد أول أكتوبر 2012 لن يحصل على امتيازات التعريفة المميزة للطاقة المتجددة, فتولى المهمة 10 مقاولين وأنجزوها خلال 5 أسابيع فقط. ونوه بأن المحطة التي تنتج 145 ميجا في ألمانيا يمكن أن تولد في مصر 200 ميجا, على أساس زيادة عدد ساعات توفر الشعاع الشمسي في مصر لمدة أطول على مدى اليوم. وطالب عثمان بالخروج من الوادي الضيق في مصر الذي يمثل 8 في المائة فقط من مساحة مصر والانطلاق إلى الصحراء والأماكن البعيدة لإنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. كما دعا إلى الاعتماد على الكهرباء التي يتم توليدها خارج الشبكة القومية, من خلال المحطات المستقلة على مستوى الجمهورية, والابتعاد عن المركزية في الانتاج بالاعتماد على محطات متعددة صغيرة بقدرات صغيرة بدلا من الاعتماد على محطات كبيرة, وهو ما يمكننا من تجنب ما شهدته مصر من أزمة منذ يومين بعد خروج محطة غرب القاهرة بقدرة 1300 ميجاوات.. ونوه بأنه يمكن انشاء 20 محطة توليد كهرباء بالطاقة الشمسية بقدرة 4 ميجا للمحطة الواحدة, وتكرار هذا النموذج إلى أن نصل إلى القدرات التي تلبي احتياجاتنا. وشدد عثمان على 5 لاءات, وهي "لا لحرق البترول لتوليد الطاقة لأنه جريمة ولأنه يمكن الاستفادة من هذا البترول في الصناعات البتروكيميائية ذات العائد الأعلى بكثير جدا", و "لا لمصر الحالية المحصورة في 10 في المائة من مساحتها.. ولابد من الخروج إلى الوادي الواسع", و "لا للمياه من النيل لتوليد الطاقة لأننا نحتاج إلى نيل آخر عام 2050 لأغراض التنمية, ومن ثم لابد من الاتجاه إلى تحلية مياه البحر باستخدام الطاقة المتجددة, والحرب القادمة هي حرب مياه وليست حرب كهرباء", و "لا لانبعاثات الكربون للحفاظ على المناخ والتنمية المستدامة في مصر.. مشيرا إلى أن انبعاثات الكربون ستتسبب في غرق الدلتا إذا ارتفع منسوب المياه", و "لا لوزارة كهرباء وطاقة متجددة بل وزارة طاقة متجددة". كما دعا عثمان مصر إلى البدء في صناعة تخزين الطاقة سواء على الشبكة المركزية أو الشبكات المتفرقة في ظل التوسع في انتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح حتى يمكن الاعتماد على الطاقة المتجددة طوال اليوم وطوال العام. كما دعا إلى أن يكون هناك 2 مصر.. مصر الحالية المربوطة بسلوك ومصر الجديدة التي تولد كهربائها من سقفها وتحلي مياهها من كهربتها, مشيرا إلى أن هذا توجه عالمي يعتمد على الكهرباء من خارج الشبكة العامة. واختتم عثمان تصريحاته بالقول إن الطاقة المتجددة ستوفر فرص العمل لشبابنا الذي يجد ما يشغله, مشيرا إلى أنها خلقت 100 ألف فرصة عمل في ألمانيا.