ملحمة وطنية جسدتها القوى المدنية والسياسية التى أحيت الذكرى السنوية الثانية لشهداء كنيسة القديسين مساء أول من أمس والتى راح ضحيتها العشرات من القتلى والمصابين قبل عامين ، حيث شهد شارع خليل حمادة الواقع بين كنيسة القديسين ومسجد شرق المدينةبالإسكندرية فعاليات إحياء الذكرى التى حملت شعار " مسلم ومسيحى إيد واحدة " ،
والتى حضرها العديد من ممثلى الأحزاب والحركات السياسية والمنظمات المجتمعية بالمحافظة ، فضلا عن حضور عدد من الرموز السياسية والإعلامية ، من بينهم جورج إسحق المنسق الأسبق لحركة كفاية والإعلامية جميلة إسماعيل ، بالإضافة إلى حضور كل من والدة وشقيقة الشهيد خالد سعيد ، الذى أعتبر الشرارة الأولى لثورة الخامس والعشرين من يناير .
المشاركون بالفعالية التى امتدت إلى منتصف ليل أول أيام العام الجديد ، قدموا خلالها الورود لرواد الكنيسة ،وقاموا بتقديم التعازى على أرواح شهداء الأحداث المؤلمة ، كما قام البعض بعمل وقفة بالشموع والملابس السوداء أمام الكنيسة حاملين لافتات تتضمن رسالة إلى كل من يحاول إحداث الفرقة بين أبناء الوطن وزرع الفتن لتحقيق مصالح شخصية ، بأن مصر ستظل فى رباط بأبنائها مسلمين ومسيحيين ، مشددين على وحدتهم ضد كل من يحاول العبث بوحدة وأمن أبناء مصر.
وقام بعض النشطاء السياسيين بإطلاق مبادرة وطنية تمثلت فى وضع لافتات ضخمة على جدران الكنيسة والمسجد المقابل لها ، حيث أشارت اللافتات المعلقة على جدران المسجد إلى بعض مواقف الرسول الكريم "محمد" ، وكيفية تعامله مع المسيحيين ، ومن بينها كيفية استقبال الرسول لنصارى نجران وتعامله معهم بسماحة طوال فترة إقامتهم بمسجده، بالإضافة إلى وصية الرسول بأقباط مصر ، فيما أشارت اللافتات المعلقة على جدران الكنيسة إلى بعض زيارات كبار علماء الدين الإسلامى للبابا شنودة بالكاتدرائية، مؤكدين أن مصر كانت وستظل حضنا لرسالات الله والأديان ، وستظل وحدة أبنائها كالخنجر فى ظهر كل نظام فاسد مستبد يحاول التفريق .
من جانبها قالت الإعلامية جميلة إسماعيل ان حضورها لإحياء ذكرى ضحايا القديسين جاء للتأكيد على ضرورة تحقيق العدالة ومحاكمة الجناة الذين لم يتم الكشف عنهم حتى الآن ، متابعة " لن نشعر بالسعادة ولن نستقبل عاما جديدا إلا بعد تحقيق العدالة والقصاص العادل للشهداء".
وأعلنت "إسماعيل " أن يوم 25 يناير القادم سيكون يوما هاما جدا فى حياة المصريين للتأكيد على استمرار المعركة من أجل دستور يشمل كل المصريين ،واستقلال القضاء ، وبناء دولة ديمقراطية حديثة .
وأشارت فى كلمتها أن مصر مقبلة على أكبر محنة اقتصادية واجتماعية خلال الفترة القادمة ، منوهة أن جبهة الإنقاذ الوطنى لديها مشروع قوى لإنقاذ الأزمة الاقتصادية ، إلا أنهم أن ينتظروا ليروا ماذا ستقدم الحكومة من حلول ،"حتى يفيق الرئيس الحاكم لرؤية الآخرين بعد أن يتدارك أخطائه ويعترف بها" .
فيما قال جورج إسحق عضو جبهة الإنقاذ الوطنى أن الجبهة على استعداد لتقديم حلول للنظام الحالى لتجاوز الأزمة الاقتصادية ، وتقديم المشورة من خلال متخصصين فى مجالات الاقتصاد ، لافتا أن تلك الخطوة فقط من أجل الشعب المصرى و للخروج من هذا النفق المظلم .
وأكد إسحق على أن الثورة مستمرة ضد الاستبداد والفاشية ، مضيفا أن جبهة الإنقاذ الوطنى بصدد خوض الانتخابات البرلمانية القادمة بقائمة واحدة للتصدى لجماعة الإخوان المسلمين ، على حد قوله .
وفى نفس السياق ، التقت " الدستور الأصلى " بوالدة الشهيد خالد سعيد ،أيقونة الثورة المصرية ، والتى حمّلت الرئيس محمد مرسي مسؤولية تباطؤ تحقيق العدالة ومحاكمة قتلة كافة الشهداء حتى الآن ، مؤكدة أن القصاص للشهداء لن يتحقق إلا بالعدل ، قائلة " محدش أخد حقه فى القصاص العادل من خالد إلى الحسينى" ، ومرسي غرّق البلد بقراراته التى انتهت بالأزمة الاقتصادية".
السيدة "ليلى مرزوق" أكدت على إيمانها بأن "أهل مصر فى رباط إلى يوم القيامة "، مما يجعل كافة المساعي للتفرقة بين المسلميين والمسيحيين تبوء بالفشل ، وتساعد على زيادة وحدتهم .
فيما اكتفت شقيقة الشهيد خالد "زهرة سعيد" بتوجيه كلمة للشعب المصرى ، أكدت فيها أن أهداف الثورة لم تتحقق ، مما يستوجب الدفاع عن حقوقهم التى أريقت من أجلها دماء الشهداء ، منتقدة فى الوقت نفسه التصريحات الأخيرة للقيادى الإخوانى عصام العريان بشأن أحقية اليهود فى العودة لمصر ، قائلة " لما المصريين ياخدوا حقهم الأول ، ابقى فكّر فى حقوق اليهود وعودتهم لمصر".
وعلى الجانب الآخر قدم أنس القاضي المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية، التهنئة لأقباط مصر عامة والإسكندرية خاصة، بمناسبة العام الميلادي الجديد .
وطالب "القاضي" في تصريح صحفي له بالقصاص العادل من مرتكبي حادث تفجير محيط كنيسة القديسين مطلع العام الميلادي 2011.
وأشاد بروح الوحدة الوطنية بين مسلمي وأقباط مصر، مؤكدًا أن النظام البائد فشل في إشعال فتيل الفتنة بين أبناء الوطن ، مطالبا المصريين مسلمين ومسيحيين من مختلف التوجهات الحزبية والسياسية والفكرية بالتوحد في هذه الفترة المهمة في تاريخ مصر، للعبور إلي مستقبل أفضل، يشارك فيه الجميع بناء مصر الجديدة .