ذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية اليوم الخميس أن إسرائيل ستدفع ثمن قرارات قادتها ، وذلك فى إشارة إلى قرار حكومة بنيامين نتنياهو الأخير بناء 3 آلاف وحدة استيطانية جديدة فى القدسالشرقية والضفة الغربية. وأوردت الصحيفة - على موقعها الالكترونى - أن دول أوروبا لن تستمر فى اقتناعها بإصدار مجرد الانتقادات والتعبير عن القلق بشأن بناء المستوطنات.
ولفتت إلى أن رد فعل رؤساء الوزراء فى إسرائيل فى الماضي على قرارات الأممالمتحدة وأوروبا ضد إسرائيل كان الازدراء والاحتقار ، مشيرة إلى أن رئيس وزراء إسرائيل الأسبق ديفيد بن جوريون قال إن الأممالمتحدة (حقيرة) فيما قال إسحاق رابين عن الأوروبيين (أعداء السامية) بينما قال مناحم بيجن بعد مذبحة صابرا وشاتيلا: "ماذا يريد العالم منا العرب يقتل بعضهم بعضا ويلقون باللائمة علينا".
ونقلت الصحيفة عن مسئول أوروبى رفيع المستوى قوله هذا الأسبوع إن هناك عهدا جديدا يمر علينا .. لن يكون هناك المزيد من الإدانات المعتادة والمتوقعة أو مجرد التعبير عن القلق بعد كل قرار بعمليات بناء إضافية فى الضفة الغربية، مضيفا أنه من الآن فصاعدا سوف يشعر الإسرائيليون بتكلفة قرارات قادتهم.
وذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية أن الدول الأوروبية تخطط لفرض عقوبات على حكومة تل أبيب تتمثل فى تجميد الاتفاقات ، ووضع العلامات التجارية على المنتجات التى يتم تصنيعها فى المستوطنات وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية.
وقال المسئول الأوروبى "إنه فى أعقاب قرار منح فلسطين صفة مراقب غير عضو فى الأممالمتحدة، تصرف نتنياهو مثل زعيم عصابة إجرامية وليس مثل رئيس وزراء هذا البلد الذى هو عضو فى تلك المنظمة الدولية"..مضيفا "لقد صدمنا من قرار بناء وحدات جديدة وراء الخط الأخضر، وتبين أن جميع تصريحاته بشأن فكرة حل الدولتين لا معنى لها".
وتابعت الصحيفة "من الواضح إن واشنطن تشجع توجه أوروبا ، وأن البيت الأبيض أعطاها الإذن لمعاقبة حكومة نتنياهو..وهذا لا علاقة له بسلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال الانتخابات الأمريكية..وأن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تدرك أنه لابد من إيجاد طريقة لتحريك المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين والتوصل إلى اتفاق".
وأعادت (يديعوت أحرونوت) إلى الأذهان تهديدات نتنياهو بشن هجوم برى فى قطاع غزة خلال عملية عمود السحاب على الرغم من أنه لم يكن ينوى مطلقا أن يقوم بذلك فى الواقع ؟ وأن هذا الوضع مشابه.
وقالت إن نتنياهو لا يعتزم تغيير سياسات أسلافه - حيث إنه كان قد أكد للأمريكيين أن إسرائيل لن تقوم ببناء أية وحدة واحدة فى المناطق ذات الإشكالية، ولكن الفرق أنه فى الوقت الراهن فإن إسرائيل سوف تدفع ثمن التصريحات غير المسئولة لقادتها.