مر يوم أمس الثلاثاء بلا صحافة حرة وبلا أخبار، فقد قررت 11 صحيفة خاصة وحزبية الاحتجاب رفضا لمواد الصحافة فى الدستور الجديد، ودعما ودفاعا عن حريات الصحافة والرأى والتعبير، والاحتجاب فى عرف العاملين بمهنة الصحافة هو أعلى مراحل الاحتجاج، وقد مارسه الصحفيون مرات معدودة وفى أوقات الهجوم على الحريات الصحفية وعلى الحريات بشكل عام. الكاتب الصحفى يحيى قلاش -المتحدث الإعلامى باسم لجنة الدفاع عن حرية الصحافة والإعلام- قال إن احتجاب الصحف الحزبية والخاصة أمس هو الاحتجاب الخامس فى تاريخ الصحافة المصرية، لافتا إلى أن احتجاب الصحف بدأ فى أثناء وجود الاحتلال الإنجليزى ثم فى عصر مبارك، والآن فى عهد مرسى.
وأضاف قلاش ل«ادستور الأصلي» أن احتجاب صحيفة واحدة يهز عروش دول، لأن المعنى المباشر للاحتجاب هو أن الحريات العامة وحق المواطن فى الاطلاع ومعرفة الحقيقة فى خطر. معربا عن دهشته من وصول الأزمة فى مصر بعد ثورة راح ضحيتها شهداء إلى هذه الدرجة.
وأكد قلاش أن الاحتجاب يلفت النظر إلى أن الدستور به عدوان على حرية الشعب المصرى، ولكن النظام لا يتحرك. النظام رغم ادعائه أنه جاء عبر صناديق الانتخابات قائلا: «دى كارثة تدل على أن مصر تنتقل من حكم الاستبداد إلى حكم فاشى».
الكاتب الصحفى رجائى الميرغنى قال إن احتجاب الصحف هو شكل من أشكال الاحتجاج الديمقراطى الذى تمارسه الجماعة الصحفية تعبيرا عن موقفها الرافض للإعلان الدستورى ومشروع الدستور غير المتوافق عليه، وبالتالى الاحتجاب حق للجماعة الصحفية والمؤسسات الصحفية، قائلا: «كنا نأمل أن الصحف القومية تشارك ذلك الاحتجاب».
ووصف قرار الاحتجاب بالقرار «الشرعى»، حيث إنه كان قد اتخذ من مجلس نقابة الصحفيين والنقابة هى الممثل الشرعى للجماعة الصحفية، وبالتالى هو إجراء صحيح ويعكس الرفض العام لمشروع الدستور.
أما الروائى بهاء طاهر، رئيس لجنة الدفاع عن حرية الصحافة والإعلام، فأكد أن احتجاب الصحف الحزبية والخاصة خطوة رمزية، ولكنها تحمل إشارة هامة جدا إلى الجماهير وصانعى القرار فى مصر، وتعرب عن احتجاج تلك الصحف على القرارات الأخيرة التى مست الحريات العامة وليس حريات الصحفيين فقط.
وأضاف طاهر أن كل احتجابات الصحف السابقة كانت مؤثرة جدا، ونتج عنها خطوات إيجابية، إنما هذه المرة النتائج غير متوقعة، فمن الممكن أن يتم تجاهل الاحتجاب تماما. مؤكدا أن تجاهله لا يصب فى مصلحة الوطن.
الكاتب الصحفى والأمين العام السابق للمجلس الأعلى للصحافة صلاح عيسى طالب الصحف التى احتجبت بمقاطعة الشخصيات التى تتخذ مواقف معادية لحرية الصحافة، ومنهم أعضاء الجمعية التأسيسية الذين أصروا على تجاهل مطالب الصحفيين بحرية الصحافة فى الدستور، وأيضا القوى التى تنظم مظاهرات ضد الإعلام التى تشن هجمات وقحة على الإعلاميين والصحفيين الذين يدافعون عن الحريات والحقوق.