الحدوته باختصار أن انتخابات الرئاسه الماضيه لم تكن عرساً ديمقراطياً كما وصفها أو تمناها البعض بعد ثورة مجيده ,بل كانت مأتماً حقيقيا ً للديمقراطيه علي يد الشعب المصري المتفرد دوماً في اختياراته والذي لا هم له سوي إبهار العالم ,وقد اختار من بين "ثلاثة عشر" مرشحاً في الجوله الأولي الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق واختار الدكتور مرسي في الجوله الثانيه وهذه الواقعه تثبت أنه لا علاقة لغالبية الشعب بالثوره من قريب أو بعيد وأن كل هذا الكلام المتعلق بالعشرين مليون الذي خرجوا في أيام الثوره الأخيره لا يرقي لمرتبة الهجص وبالتالي يجب التنبّه كثيراً عند التحدث باسم الشعب عالفاضي والمليان.
قالت الصناديق لمرسي نعم وفهم شفيق الوضع بسرعه واتخذ قراره بالرحيل ,ثم جاءت عمليه قصقصة الريش وحل المجلس العسكري وحاز مرسي علي صلاحيات لم يحزها أحد من العالمين.
ألزم الرجل"نفسه" بتحقيق عدد من الانجازات في مائة يوم وفشل ,الأهم أنه فشل في بث روح الاطمئنان والتفاؤل والثقه بين المصريين تجاه "وجوه" تبعث علي القلق والتشاؤم حتي بدأ البعض يتشكك في نفسه وفي جدوي ثورته مادامت الأمور لم تختلف كثيراً عن أيام المخلوع بل بدأ البعض الآخر يلتمس للمخلوع العذر بدليل أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان.
هذا الرجل كذب علي الناس وأفهمهم أن هناك مشروعاً اسمه "النهضه" ورثه عن نائب مرشده خيرت الشاطر ثم أعلن الشاطر نفسه أنه لا نهضه ولا يحزنون وان غاية ما في الأمر أن الناس فهمت غلط,يذكر أن الكذب جريمه تستحق العقاب في الدول المحترمه.
الرجل يتكلم كثيراً ويفعل قليلاً,وتستطيع أن تقول بلا تجني أنه فشل فشلاً ملحوظاً في التحرك أي خطوه إلي الأمام,وإن كنت تري أن فترة الخمسة أشهر غير كافيه للحكم علي الرجل فأنت تحتاج لزيارة طبيب أمراض عقليه.
الكلام عن أن مرسي تسلم خرابة يُطلَق عليها دوله غير صحيح ,والوضع ليس بالسوء الذي يتصوره البعض والحلول المتاحه كثيره وفعاله وناجعه وملقاه في الأدراج لكن الإراده دائماً ما تكون غائبه,أو بالأحري فإن أولوية تمكين الجماعه تتقدم علي ما سواها من أولويات.
رجال أعمال مبارك تم استبدالهم برجال أعمال الإخوان ولحَّاسين مبارك تم استبدالهم بلحَّاسين مرسي وبلطجية الوطني تم استبدالهم ببلطجية الإخوان ,والدكتور حسام بدراوي أعطي الشاره للدكتور محمد البلتاجي ,,لكن وللحق فإن الشئ الوحيد الذي ظل علي حاله هو وزارة الداخليه ,فقد تم تغيير وجهتها بعيداً عن الإخوان وأتحداك ان تجد حاله واحده منذ الحادي عشر من فبراير من العام الماضي تم إلقاء القبض فيها علي احد أفراد الإخوان المسلمين.
الدكتور مرسي صنع من المستشارين عبد المجيد محمود وأحمد الزند ,وهما غنيان عن التعريف, أبطالاً بسبب تلك القرارات التي لا يمكن أن تصدر عن مؤسسة رئاسه حتي لو كانت تلك المؤسسه في إحدي جمهوريات الموز او المانجو وهذا تصرف غبي أمكن تداركه بستر الله وعفوه لكن أن تفعل نفس الشئ مره أخري وتتوقع نتيجه مختلفه فهذه كارثه تشي بأن وجود مثل هذه المستويات من الغباء بات خطراً علي الدوله ككل.
لم تقف الكارثه عند هذا الحد بل امتدت لتشمل حزمة قرارات وقوانين لا يمكن وصفها بأقل من فاجره داعره قُصِد بها اختبار الحاله الثوريه ومعرفه حجم رد الفعل الذي يمكن علي أساسه تقرير مصير الدوله إما ديمقراطيه علي ما تفرج أو اخوانيه إلي الأبد.
نحن نعيش في حلقه مفرغه من النكد ؛ فلو تخلصنا من مبارك جاء المجلس العسكري ولو تخلصنا من المجلس جاء الإخوان ولو تخلصنا من الإخوان ربما يجئ أتباع مبارك أو المجلس العسكري مره أخري,وقد حدث أن اضطر الإخوان الثوارَ السماحَ للفلول بتدنيس ميدان التحرير لأول مره وربما يصل الوضع إلي نزول الجيش مره أخري وحينها يصبح هتاف "يسقط حكم العسكر" بلا معني.
انطلقت قيادات الجماعه علي الفضائيات كالجراد لترد وتصد الهجوم الكاسح علي هذه القرارت والقوانين والكارثه كانت في أن هناك من خرج لتأييد تلك القرارات قبل أن يعرف ماهيتها وهذا يدل علي حجم المصيبه التي تدفع فرداً عاقلاً بالغاً راشداً يحمل رقماً قومياً ميزه الله عن البهائم والدواب بنعمة العقل للتجمهر من أجل قرار لا يعرفه بعد.
لم يكذب الرئيس مرسي خبراً فخرج لأبنائه عند قصر الإتحاديه واللذين لم تتعرض لهم لا قوات شرطه ولا جيش,ذهب ليخطب فيهم متناسياً أنه رئيس دوله لا عضو في جماعه يسعي لتأييد أنصاره في مؤتمر انتخابي للحصول علي مقعد في البرلمان ...
كل هذا الكلام الذي يعجز العبث عن توصيفه لا يدل علي أن الأمور تسير في طريقها السليم ,وهذا الذي يتم بالتزامن مع حوادث قطارات وطرق وأزمة وقود مستمره مع ارتفاع متوقع في أسعارها مع إقليمسيناء الذي ربما سيصبح دولة سيناء الشقيقه في المستقبل مع أوضاع لم تختلف كثيراً بل ساءت عما كانت عليه قبل الثوره لا يشي بخير.
الملفت للنظر في موضوع سيناء أن بيانات الجيش المصري لا تخرج عن النفي ,نفي وجود قوات أجنبيه ,نفي وجود جساسات ,نفي وجود اخطار ,نفي وجود اختراقات اسرائيليه,وفي القريب نفي وجود سيناء علي الخريطه المصريه من الأساس.
الرئيس يراهن علي جماعه تملك قوة التنظيم الذي يُمكِّنها من عمل مليونيات موازيه حتي لايبدو الأمر أكثر من اختلاف آراء, كما يراهن علي قطاع كبير من الشعب أَلِفَ الاستعباد والإستبداد وحنَّ للقبضه الحديديه ويري أن الدكتاتور هو الحل .
بعدما أعلن جميع مستشاري وأعضاء الفريق الرئاسي أنهم لم يعرفوا ولم يُستشاروا فيما يخص الإعلان الدستوري الذي أعلنه الرئيس فإن احترام الذات يوجب عليهم الاستقاله بلا رجعه كما أن احترام الذات يفرض علي من يريد التفاوض أن يتفاوض مباشرةً مع مكتب الإرشاد أو مع هيلاري كلينتون لا مع مؤسسة الرئاسه توفيراً للوقت والجهد فالأمر لم يعد يحتمل اللف والدوران.
الغريب أن نوفمبر من كل عام لابد وأن يكون مؤشراً حاسماً في تحديد وجهة الثوره المصريه المجيده,ففي العام الماضي وفي مثل هذا الشهر كانت مذبحة محمد محمود التي أرغمت المشير علي أن يخرج مذعوراً ليحدد لأول مره توقيتاً صريحاً لرحيل العسكر عن صدارة المشهد السياسي,وأتوقع أن يعلن الرئيس مرسي تراجعه .
لو استمر مرسي في عناده لكانت كارثه تنذر بحرب أهليه ,ولوأعلن تراجعه لكانت أيضاً كارثه ,فلا يوجد رئيس في الكون يتخذ قرارات ثم يعدل عنها أكثر من مره وهنا ستكون الهيبه قد ضربت في مقتل.الرجل وضع نفسه في "مزنق" لم يكن يتمناه أعدي أعدائه,لكن هنعمل إيه؟ : آدي آخرة المشي وراء الجماعه.
النسبة التي أصبح مرسي بها رئيساً للجمهوريه ليست مُطمئِنه بأي حال من الأحوال لأي عاقل,وكما تعلمون فالمتغطي بالأمريكان عريان ولو نفعوا مبارك ما أصبح مرسي رئيساً كما أن التخبط والتردد وعدم دراسة القرارات والفشل الذريع والواضح في شتي المجالات تنذر بأن الرئيس ربما لن يكمل مدته علي خير لو استمر علي النهج وسيستمر!!!