وسط تزايد الاستخفاف الإسرائيلي بكل المحاولات العربية لبدء مفاوضات جديدة غير مباشرة مع الفلسطينيين، تزايد الغموض حول مصير تلك المفاوضات، ففي الوقت الذي قال فيه مسئول فلسطيني إن الرئيس محمود عباس طلب من المبعوث الأمريكي لعملية السلام جورج ميتشل ضمانات بوقف تام للاستيطان في القدسالشرقية وإلغاء قرار إسرائيل بناء 1600 مسكن فيها، نفت الخارجية الأمريكية علمها بقرار من الجانب الفلسطيني بوقف المفاوضات غير المباشرة. وقال المسئول الفلسطيني «إن الرئيس عباس تلقي اتصالاً تليفونياً مساء أمس الأول في تونس من ميتشل لبحث الأزمة الناجمة عن قرار الحكومة الإسرائيلية بناء 1600 مسكن في القدسالشرقية» وأضاف أن ميتشل طالب عباس باعتبار اعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن توقيت الإعلان الإسرائيلي «تراجعاً عن قرار البناء في القدس، لاسيما أن بيان نتنياهو يوضح أن البناء لن يتم إلا بعد سنوات تكون خلالها عملية السلام والمفاوضات قد حققت إنجازات». وكان نتنياهو قد أعلن أنه تحدث إلي بايدن «وأعرب عن أسفه علي التوقيت المؤسف» للإعلان عن بناء المستوطنات.وأوضح «أن ميتشل اقترح أن تبدأ المفاوضات غير المباشرة بناء علي توضيح نتنياهو واعتذاره». وقال «لكن الرئيس عباس طالب ميتشل بضمانات أمريكية أن تقوم الحكومة الإسرائيلية بأي عمليات بناء قادمة». وأضاف «أن عباس أوضح لميتشل أن التجربة العملية مع حكومة نتنياهو تبين بوضوح شديد أن هذه الحكومة لا تلتزم بأي شيء وتواصل عمليات التهرب من أي استحقاقات لعملية السلام والمفاوضات، بل إن إجراءاتها تعرقل كل الجهود الدولية والأمريكية وتعرقل كذلك الاستجابة العربية والفلسطينية لهذه الجهود». وفي وقت سابق قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لم تتلق أي معلومات تشير إلي أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يشارك في محادثات غير مباشرة مع إسرائيل. وقال بيجي كرولي المتحدث باسم الوزارة في مؤتمر صحفي «لا أعتقد أن هذا التقرير الذي جري تناقله في الساعات الأربع والعشرين الماضية دقيق لم نسمع شيئاً يشير إلي أنهم انسحبوا». وميدانياً، شن الطيران الاسرائيلي غارتين مساء أمس الأول علي هدفين في خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة أوقعتا عدداً من الإصابات، رداً علي إطلاق صاروخ علي إسرائيل، بناء علي ما أفاد الجيش وشهود. وعلي جانب آخر قالت تقارير إخبارية لبنانية أمس أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بتوغل بري علي الحدود اللبنانية عند منطقة نهر الوزاني بجنوب لبنان. واخترقت ست دبابات إسرائيلية الحدود البنانية وتمركزتا علي إحدي التلال المطلة علي نهر الوزاني. وجاء ذلك بالتزامن مع تحركات إسرائيلية في موقع الحماري وتحليق للطيران الحربي فوق بنت جبيل والمروحي فوق مزارع شبعا، بالتزامن مع تحركات لآليات الاحتلال بين موقعي الرمتا والسماقة وعلي الطريق العسكري بين مستوطنتي المطلة ومسكاف عام.