وافقت السلطة الفلسطينية في رام الله على بدء مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل في ضوء ضمانات أمريكية بوقف الإستيطان في القدسالشرقية، الأمر الذي اشترطه الرئيس الفلسطيني لبدء المفاوضات. وفور إعلان الموافقة الفلسطينية التي سبقتها موافقة عربية على بدء المفاوضات، نفى مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى أن تكون تل أبيب قد وعدت الإدارة الأمريكية بأية ضمانات بشأن تجميد مشاريع الاستيطان بشرق مدينة القدس المحتلّة، ونقلت الإذاعة العبرية أمس عن المصدر قوله "إن إسرائيل لم تقدّم لواشنطن أية ضمانات فيما يتعلّق بمسألة البناء في شرقي القدس"، مشدّداً على أن الحكومة الإسرائيلية "ستواصل أعمال البناء كما كان الأمر في الماضي"، حسب تأكيده. بينما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل تريد مفاوضات دون شروط تقود بسرعة إلى مفاوضات مباشرة، ظلت معلقة منذ 18 شهرا بسبب استمرار الاستيطان الإسرائيلي. وجاءت تلك المواقف بعدما أعلن أمين سر تنفيذية منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه عن ضمانات أمريكية تتعلق ب"النشاط الاستيطاني وخطورته وضرورة وقفه"، وكذلك مرجعية السلام وهي قرارات مجلس الأمن وخطة خارطة الطريق ومبادرة السلام العربية. وحسب عبد ربه أكدت واشنطن أنها "ستتخذ موقفا سياسيا حازما تجاه أي استفزازات تؤثر على سير المفاوضات وعملية السلام"، وكان لهذه الضمانات دور أساسي في قرار التنفيذية، على حد وصفه. وتحدث أحد أمناء سر المجلس الثوري لفتح عن ضمانات أمريكية مكتوبة تتعهد بعدم تنفيذ أي نشاط استيطاني طيلة فترة المفاوضات. لكن مسؤولين إسرائيليين نفوا تكهنات بأن يكون نتنياهو وعد بوقف بناء المستوطنات في القدسالشرقية التي تريدها السلطة عاصمة للدولة الفلسطينية. وتوقع سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ألا تحقق المفاوضات تقدما، وقال لجيروزاليم بوست "لن يقبل أي زعيم فلسطيني أقل مما رفض الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في كامب ديفيد قبل عِقد، ولن يعرض أي رئيس وزراء إسرائيلي المزيد". وأعلن المبعوث الامريكي لعملية السلام جورج ميتشل أمس موعد انطلاق المفاوضات غير المباشرة الفلسطينية الإسرائيلية، وفق ما أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات. وقال عريقات خلال مؤتمر صحفي بعد لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع ميتشل في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله أمس الأول "سيعلن ميتشل شخصيا المواقف الامريكية وسيصدرون بيانا متى ستبدا المفاوضات ومواضيع البحث". واوضح "ان عباس سلم ميتشل رسالة خطية عبر فيها عن امتنانه وشكره لجهوده الشخصية وجهود ادارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما لصنع السلام وجهوده المبذولة على اساس انهاء الاحتلال الذي بدا عام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". واوضح المسؤول الفلسطيني أن السلطة أبلغت ميتشل استعدادها للتفاوض على ان يقوم ميتشل بلقاءات مكوكية بين الرئيس عباس وفريقه ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وفريقه". وشدد "لا نريد ان نبدا محادثاتنا من نقطة الصفر حيث قطعنا شوطا كبيرا عبر السنوات الماضية. ونريد الان قرارات وليس مفاوضات، نريد اليات تنفيذ وفرق رقابة على الارض لمراقبة التنفيذ". وتابع "اكدنا لميتشل اننا نرفض اي خيار انتقالي ورفض خيار الدولة المؤقتة". وتابع "اخذنا علما من ميتشل بما يريد القيام به في محادثات التقريب، وسيتم التركيز خلال مدة الاربعة اشهر الاولى من هذه المحادثات على قضيتي الامن والحدود. ونامل ان يبذل كل جهد ممكن لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ عام 1967 كما نصت على ذلك خطة خارطة الطريق". في السياق نفسه، هاجمت حركة المقاومة الإسلامية حماس موقف السلطة من تلك المفاوضات التي رأت في هذا الجهاز أداة بيد عباس، ووصفت القرار بأنه "مظلة للاحتلال لارتكاب مزيد من الجرائم". كما تحفظت على القرار الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وقالت على لسان عضو مكتبها السياسي تيسير خالد "إن التفاوض -إذا لم تلتزم إسرائيل بشكل واضح بوقف الاستيطان كاملا- مضيعة للوقت". لكن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قال إن السلطة لا تريد الانطلاق من الصفر، والمفاوضات ستعالج حسبه قضايا الوضع النهائي كحدود الدولة الفلسطينية المستقبلية والأمن، وإن الوقت وقت قرارات لا مزيد من التفاوض