«البرادعي سيلتقى الرئيس مرسى يوم الثلاثاء المقبل»، هذا ما أكده مصدر في حزب الدستور، طلب عدم ذكر اسمه، في تصريحات خاصة ل«الدستور الأصلي »، مضيفا أن اللقاء سيناقش الأزمات التى تشهدها اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، ومحاولة إيجاد حلول للخروج من مأزق اللجنة التأسيسية، والوصول إلى حل توافقى فى ما يتعلق بالدستور الجديد، بالإضافة إلى مناقشة الوضع السياسى الداخلى فى مصر، فضلا عن التطرق إلى مناقشة أمور وتفاصيل أخرى تتعلق بمستقبل مصر. المصدر كشف أن الدكتور محمد البرادعى كان قد تلقى دعوتين من قبل مؤسسة الرئاسة للقاء الرئيس مرسى فى أثناء وجوده فى الخارج، إحداهما غير مباشرة عبر الدكتور أحمد البرعى عضو مؤسس بحزب الدستور، والأخرى دعوة مباشرة للدكتور البرادعى. مضيفا أن هناك جدية من مؤسسة الرئاسة للقاء الدكتور البرادعى، معربا عن ترحيب الدكتور محمد البرادعى بكل الدعوات الجادة التى تتحقق من ورائها أهداف تتعلق برؤى سياسية حول مستقبل مصر، وهو ما تم عقب عودة الدكتور البرادعى من الخارج، وتحديد موعد وفق أجندة أعماله للقاء الرئيس الثلاثاء المقبل.
المصدر توقَّع أن يتم اللقاء بمؤسسة الرئاسة مثلما تم مع كلٍّ من حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى، والمرشحَين السابقين الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى، ضمن سلسلة الحوارات التى يجريها الرئيس مع رموز القوى السياسية والمرشحين السابقين للرئاسة. مشيرا إلى أن الدكتور البرادعى سيؤكد للرئيس خلال لقائه إصراره على أن تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور غير معبر عن الشعب المصرى، ولا يمكن من خلالها الوصول إلى دستور توافقى يُرضِى كل الشعب.
الدكتور عماد أبو غازى الأمين العام لحزب الدستور، أكد عدم علمه بتفاصيل اللقاء وما إذا كان تحدد له موعد من عدمه، نظرا إلى وجوده خارج مصر، وهو أيضا ما أشار إليه خالد داوود المتحدث باسم حزب الدستور، الذى يوجد حاليا بالمغرب، من أنه لا يعرف تفاصيل اللقاء ولكنه أعرب عن ترحيب البرادعى بدعوة مؤسسة الرئاسة لمناقشة عديد من التفاصيل.
تجدر الإشارة إلى أن الدكتور ياسر على المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، كان قد أكد فى تصريحات سابقة أن الرئيس محمد مرسى قد وجه دعوة إلى الدكتور محمد البرادعى فى أثناء وجوده بالبرازيل، مشيرا إلى أن اللقاء سيكون قريبا، فى الوقت الذى كان الرئيس مرسى قد دعا فيه كلا من صباحى وأبو الفتوح وعمرو موسى لمقابلتهم ضمن سلسلة الحوارات التى يجريها مع رموز القوى السياسية والمرشحين السابقين، بهدف الوصول إلى توافق حول الدستور الجديد.
من ناحية أخرى، لم يتردد رئيس حزب الدستور، الدكتور محمد البرادعى، فى تأكيد أن الجمعية التأسيسية للدستور، لا تعبر بشكل حقيقى، عن 90 مليون مصرى، لافتا إلى أن أعضاءها افتقروا إلى المؤهلات المطلوبة فى وضع دستور يعيش 30 أو 40 عاما، قبل أن يقطع بحسم خلال لقائه عددا من ممثلى القوى السياسية بأسوان أمس، قائلا «لن نقبل بتمرير دستور لا نرضى عن مسودته الأولى».
البرادعى قال إن هناك من يحاول تغييبنا عن الواقع الثورى في مصر، وعن تحقيق أهداف الثورة، لافتا إلى أن من يتحدث الآن عن غلق المواقع الإباحية لا بد أن يتحدث أولا عن العشوائيات، معتبرا أن مستقبل مصر الآن يُدار بفهلوية، ومن ثم تحوّل 90 مليون مصرى إلى خبراء فى السياسة والدستور والدين، وقال «هناك عدد من الأراجوزات الدينية التى اتهمتنا بالعلمانية وكفّرتنا، وأقول لهم مَن شاء فليؤمن ومن يشاء فليكفر». رئيس حزب الدستور، تابع أنه إذا أردنا نجاح الثورة، فلا بد من التوافق الوطنى والتحول للعمل السياسى بدلا من العمل الثورى.
وعن محاكمة قتلة الثوار، قال البرادعى لا بد من محاكمة ناجزة عادلة، على الرغم من أن الأدلة كلها اختفت خلال حكم المجلس العسكرى. بينما رفض الاتهامات المثارة بإغفال قضية النوبة، وتابع «نحن أول من نادى بها فى مصر، والتقيت عددا من ممثلى النوبة لعرض القضية على الرأى العام»، وأضاف «لا بد من الاهتمام بالقضايا الوطنية دون تفرقة، سواء قضايا النوبة أو الأقباط أو بدو سيناء، فلا بد أن لا نغفل مشكلاتنا ونضعها تحت سجادة».