وقع محافظ الجيزة علي عبدالرحمن وعمدة مدينة اسطنبول التركية قادر طوباش اتفاقية تآخ وتعاون مساء اليوم الثلاثاء في احتفالية حضرها محافظ القاهرة أسامة كمال والسفير التركي بالقاهرة حسين عونى بوطصالى. وأشار الى أن وزيرى الخارجية محمد كامل عمرو والتركي أحمد داوود أوغلو سيلتقيان فى أنقرة الخميس للاعداد لعقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، أثناء زيارة اردغان، الذى سيصطحب معه عددا كبيرا من رجال الاعمال الاتراك كما سيتم تنفيذ الشريحة الاولى من الاتفاق بتقديم قروض ومساعدات بقيمة2 مليار دولار.
وقال محافظ القاهرة ان الاتراك اعتمدوا على انفسهم ومصر ترحب بيد العون، لكننا أيضا سننجح فى تمويل انفسنا وتوليد مصادر للدخل فلدينا طاقات تم اهدارها.
من جانبه،قال علي عبدالرحمن محافظ الجيزة إنه تم اليوم توقيع بروتوكول تعاون فى عدة مجالات مثل المرور والنظافة وانشاء مواقف السيارات والجراجات وانشاء اسواق للباعة المتجولين والاسكان.
وأضاف أن هناك رغبة فى تكثيف التعاون فى مجال السياحة وسيتم التركيز على نقل التكنولوجيا،لان مصر فى حاجة الى ميكنة النظم فى المرور والمواقف ورفع كفاءة الادارة والنظافة خاصة أن اسطنبول لديها تجربة فريدة يمكن ان نستفيد منها وكذلك التنسيق للتعاون فى مجال السياحة.
ووجه محافظ الجيزة الشكر لقيادة البلدين لاتفاقهما على التعاون المشترك،مؤكدا أن ما يتم اليوم من اتفاقيات هو نتيجة لما تم الاتفاق عليه بين قيادتي البلدين.
وقال إن عمدة اسطنبول طرح فكرة تكوين لجان للقائمين بالادارات لزيارة نظرائهم للتعرف على كيفية حل المشكلات وتطويع التجربة التركية لتناسب الظروف المصرية فى القاهرةوالجيزة خاصة أن الجيزة تستضيف السفارة التركية فى مصر.
وأوضح طوباش إن الاتفاق هو استهلال لزيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردغان لمصر يومي 16 و17 نوفمبر الحالى، والتى سيتم فيها توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة.
وأعرب طوباش عن أمله في أن يتم تنفيذ الشريحة الثانية قريبا، مشيرا إلى أن العلاقات بين مصر وتركيا قديمة ووطيدة.
وقال طوباش " نعلم ان مصر تدخل مرحلة جديدة فيها قدر من المعاناة والصعوبات. وتركيا تريد تقديم كل ما فى وسعها لمصر،وعلينا ان نخطو معا لمحو الامية والفقر وتحقيق الانجازات".
وأبدى استعداد تركيا لتقديم المعلومات والخبرات للتعاون مع مصر، مشيرا إلى أنه اصطحب معه وفدا من الخبراء ورؤساء الشركات فى عدة مجالات مثل تدوير القمامة والصحة والتدريب لتبادل الخبرات بين الجانبين.من جهته، قال محافظ القاهرة أسامة كمال إنه كان قد تم توقيع اتفاقية تآخ بين مدينتى القاهرةواسطنبول عام 1998 وتم تجديدها عام 2011، مضيفا أنه يتم حاليا الانتقال من الجزء الورقى الى العملى.
ونوه بأهمية زيارة عمدة اسطنبول لمصر، حيث اصطحب معه عددا كبيرا من رؤساء الشركات التركية الناجحة فى مجالات مثل المرور وتدوير القمامة والصحة ومشاريع المياه والصرف الصحى لتبادل الخبرات والاستشارات، وهو ما يأتي فى إطار هيكلة الإدارة المحلية والمساعدة فى الملفات الخمسة التى طرحها الرئيس محمد مرسى لحلحلة الوضع فى مصر.
وأكد أن الأتراك كانوا فى نفس الوضع المصرى حاليا، لكنهم بعد سنوات قليلة استطاعوا تحقيق النجاح الذى يفخرون به، مشددا على أن مصر لديها الكفاءات والامكانيات لتحقيق نفس النجاح.
ولفت إلى أن هناك اتفاقات أخرى سيتم توقيعها أثناء زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردغان لمصر، كما سيتم تبادل الوفود للتدريب وتبادل الخبرات، معربا عن قناعته بأن مصر بعد الثورة ستستطيع التحرك فى الاتجاه الصحيح. وقال "بعد سنوات قليلة ستكون هناك نجمتان متلالئتان على ضفاف البحر المتوسط هما القاهرةواسطنبول".
وقال قادر طوباش فى رده على اسئلة الصحفيين إن تركيا قبل عشر سنوات كان لديها نسبة 70% تضخم و14% بطالة،لكن بوجود حكومة عادلة ومخلصة تحارب الفساد،استطعنا الوصول الى ما نحن عليه الان حيث انخفضت البطالة الى 8%.
وأضاف أن تركيا أصبحت الآن الدولة الثانية بعد الصين فى معدلات النمو برغم انه لا يوجد لدينا نفط او معادن،لكن لدينا ثقة فى امكانيتنا ومحاربة للفساد،مشيرا الى ان البنوك كانت ترفض إقراض بلدية اسطنبول بينما الان لدينا مشاريع ب' 34 مليار دولار عن طريق التوزيع السليم ومنع الفساد.
وقال ان زيارته لمصر تعكس مدى اهتمام تركيا وحرصها على توطيد العلاقات بين البلدين وتقديم كافة الخبرات للعاصمة المصرية،لحل مشكلات النقل والاسكان والنظافة بها،وبذل كل ما يمكن القيام به من أجل تحقيق ذلك الهدف،تمهيدا لانتقالها للمرتبة التي تستحقها القاهرة كعاصمة عربية ذات جذور ضاربة في عمق التاريخ،الى جانب قدرتها على أن تصبح مدينة من أكبر مدن العالم بتوفير حلول لمشكلاتها الاقتصادية ومشكلة القمامة والمرور.