فى خطوة من شأنها تفتيت أنصار التيار السلفى فى مواجهة الإخوان المسلمين، أعلنت الجبهة السلفية أمس السبت، عن انطلاق حزب الشعب، ذراعها السياسية الجديدة، بنقابة الصحفيين، وسط حضور لافت لقيادات حزب البناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية، وحرصت الهيئة العليا للحزب الوليد على تأكيد احترامها الكامل لمدنية الدولة وعدم اعترافها بالدولة الدينية، وأن أداء التيار الإسلامى فى برلمان ما بعد الثورة كان الدافع وراء تفكير الجبهة السلفية فى إنشاء حزب سياسى جديد. المتحدث باسم حزب الشعب، أحمد مولانا، قال فى كلمته إن الإسلام مدنى بطبعه، «لذلك فإن حزبنا مدنى ذو مرجعية إسلامية»، موضحا أن بعض الفصائل يعتقد أن المدنية مضادة للإسلام، نافيا صحة هذا القول مؤكدا عدم تحرُّج الجبهة السلفية من هذا الاتجاه.
مولانا أضاف أن الشريعة الإسلامية استوعبت كل الأديان السابقة، وأنها قادرت على قيادة البلاد إلى ما فيه الخير، لافتا إلى أن حزبه يسعى للاستقلال الكامل لمصر من تبعيتها لأوروبا اقتصاديا وسياسيا، مؤكدا أن الأحزاب الإسلامية الموجودة على الساحة لم تهتم بمثل هذه القضية نهائيا.
وعن تشكيل الهيئة العليا للحزب، قال مولانا إن الهيئة تضم 5 أعضاء فقط هم مدحت عبد البارى وخالد سعيد وطارق عبد الرحمن وهشام كمال وشريف ياسين، بالإضافة إلى تعيين 3 وكلاء مؤسسين لجمع التوكيلات هم خالد سعيد وهشام كمال وأحمد مولانا.
من جانبه، قال عضو هيئة شورى الجماعة الإسلامية صفوت عبد الغنى، إنه يشعر بالسعادة لمشاركته فى انطلاق حزب له بصمة إسلامية وطنية قوية شارك قياداته فى الثورة، مؤكدا أن قيادات حزب الشعب «شرفت القوى الإسلامية بسبب مواقفها الثورية المعروفة وتمسكهم بالهوية والشريعة الإسلامية».
عبد الغنى، أضاف أن «التعدد مطلوب وليس معناه الانقسام»، مؤكدا أن جميع أبناء الحركة الإسلامية هدفهم واحد ومشترك هو الوقوف مع الهوية والشريعة، وتابع «سنظل متماسكين وننسق معا حتى تتحقق أهداف الثورة».
المتحدث باسم أقباط 38، المطالبين بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على أحوالهم الشخصية، نادر الصيرفى، عبَّر عن سعادته بانطلاق الحزب الإسلامى الجديد، مطالبا قياداته بالتصدى للمادة الثالثة للدستور التى تسعى إلى تقسيم مصر إلى دويلات، حسب قوله، حيث تميز المسلمين من اليهود والمسيحيين وتدفع إلى فتنة طائفية.
عضو الهيئة العليا لحزب الشعب، الدكتور خالد سعيد، قال ل«الدستور الأصلي» إن اسم الحزب تقليدى، مبررا ذلك بعدم رغبتهم فى النظر إليهم كما ينظر أنصار التيار الإسلامى إلى الإخوان والسلفيين «على أننا شعب الله المختار»، مؤكدا أنهم يُنشِئون حزبا لكل المصريين لا جماعة ولا تنظيما.
وعن عدم اختيارهم مرجعية شرعية للحزب مثل حزبَى النور والأصالة، قال سعيد «المرجعية الشرعية مصطلَح للشيعة.. ونحن نحترم ونُجِلّ المشايخ ولكننا نرفض تحديد مرجعيات شرعية للأحزاب».