حقيقة لا ادري سبب اشتعال غضب أنصار الجماعة حين يتم وصف جماعة الاخوان المسلمين و القائمين عليها بجماعة تُجار الدين .. رغم ان هذا الوصف له من الادلة و البراهين ما يجعله حقيقة تستعصي على مجرد الشك فيها .. بداية من اختيار اسم الجماعة و التي عمد مؤسسها الشيخ حسن البنا الى صنع تلازم و ترادف بين كلمتي الاخوان والمسلمين .. فكان من الممكن ان تسمى الجماعة بجماعة الاخوان فقط دون اضافة اخرى او يضاف اي وصف اخر لكلمة الاخوان و ما اثرى لغتنا العربيه بكلمت الوصف الجميلة و البليغة ايضا .. لكن مهما كان الوصف الذي سيلي كلمة الاخوان ما كان ابدا سيصبح في قوة و عظمة و مهابة لفظ اُشتق من الاسلام ذاته و هو الوصف الذي انهالت به الارباح على الجماعة طيلة ما يزيد عن ثمانين عاماً و حتى الان .. و لعل تعرُض الجماعة لتضييق السلطة على فترات زمنية متعددة قد جعل البعض يخلط عامداً او جاهلاً بين حرب تتعرض لها الجماعة و حرب تُشن للقضاء على الاسلام و الفارق شاسع و رهيب ..
اذ اننا و منذ قرون و عقود بعيدة نعاني من فقر في مصادؤ ثقافتنا الدينية كما كانت ولازالت تنتشر النماذج التي تعاني قصوراً في فهم مقاصد الدين و جوهره و حكمة و بلاغة احكمه .. فقطاع كبير منا لازال يعتقد ان اولى درجات التدين المظهر الخارجي فعلى سبيل المثال يكفي الشخص جلباب و لحية ليحظى باحترام و مصداقية مع من يعرفه و من لا يعرفه و ان يكسب من اول وهله الاعتقاد انه بسبب لحيته و جلبابه رجل فاضل صادق يجب تأيده ان تكلم و مهاكمة من يتجرء و يعارض ارائه .. تسألني لماذا هذه المكاسب دون سابق معرفه به او حتى التأكد من تساوي افعاله و قناعته مع ما يُوحي به مظهره الخارجي ؟ اجيبك بكلمات يرددها البسطاء ( ان هذا الرجل شكله بتاع ربنا )!!!! فقط لانه ارتدى جلباب و اطلق لحية اصبح كذلك فلا مانع اذن و بمنطقية ترتيب الاشياء ان يكون هذا الرجل بين جيرانه و عشيرته من ذوي الصوت المسموع خاة اذا تمكن من التواجد بالمسجد على فترات متقاربة او مستديمة لا فارق ..بعدها يحق له الحديث في الدعوة و في غير الدعوة و التأيد والمباركة معه اينما ذهب .. تسألني و ما سر حقد هولاء الاشرار الذي انا واحد منهم على امثال مرتدي الجلباب و مُطلق اللحية ؟ و مطالبة الاشرار الدائمة ان يكون للدعوة رجالها و انها علم مثلها مثل سائر العلوم لابد ان لا يتكلم فيه ان من درسه و اتقنه و اطلع على مدارسه ونهل من بحر علومه ..
واذا كان الطب الوسيلة المُثلي لمواجهة المرض و القضاء عليه و ما دون ذلك هو نوع من الجهل و التخريف .. اجيبك بأن آخذ الدين من غير اهله اشد خطراً و افدح اثراً خاصة ان العواقب حينها لن تعود على مُتلقي الدين من غير المتخصصيين فيه فقط بل ربما على قطاع لا بأس به من المجتمع المحيط به .. و من هنا نعود للاخوان المتنمرين بعد الاستحواذ على السلطة الزاجرين لكل من هم ليسوا ورائهم سائرين و قائمة الاتهامات جاهزة بدء من العمالة الى الوقوع تحت تأثير الشيطان الى الرغبة في محاربة ين الله و شريعته الى الى و القائمة بلا نهاية .. و الاخوان يستغلون في ذلك جهل منتشر و سذاجة سائدة و فقر غالب و انظمة تعاقبت على حكم مصر حمل استبدادها و فساد اغلب القائمين عليها الى اضفاء ثوب المضطهدين على الاخوان و لربما لو كان المجال قد تُرك للاخوان لاستطاع الناس فهم و تبيُن ان الاخوان ليسوا الاسلام و ان اتباعهم ليس واجب شرعي و ان الخروج عليهم ليس بكفر و الاختلاف معهم ابدا ما كان خطئية و انهم يلعبون سياسة يريدون به جني اكبر قدر من الارباح و ان استخدامهم للدين احد الاوراق المستخدمه لربح المنافسات السياسة يضاف الى ذلك بالطبع الكميات غير المحدودة من المواد التموينية لشعب اغلبه تحت خط الفقر و التواجد بين الناس اكثر و في مواقف و صور متعددة يحلون بذلك محل دولة كانت ولازالت غارقة في فسادها و مسئوليها لا يشعرون بشعبهم بالبعد الذي رسخه سكنهم ابراجهم العاجية ..
وها نحن و بفضل ارتباك و قلة خبرة قوى مخلصة غير مسيسة خاطرت بنفسها للقيام بالثورة تم اهداء كل ارباح الثورة المبدئية للاخوان و بفضل عشوائية و سطحية التقييم لدي اغلب قطاعات الرأي العام لازال الاخوان الاكثر وصولاً للناس خاصة القطاعات الفقيرة منهم لكن يبقى السر وراء كل هذا يتخلص في كلمة واحدة الدين هو سلعه الاخوان الرائجة الى ما لا نهاية ليس فقط لسمو الدين و رفعة قدر و هو ما ليس محل خلاف انما لان المؤسسات الدينية الرسمية عاجزة على نيل ثقة الناس و الشرح لهم بان الاسلام ليس حكر على احد و ان ما من احد يملك الحديث باسم الله او امتلاك دينه على الارض و ان من يشتريك بالتضليل او يستغل فقرك و قهرك و قلة حيلتك ابدا ما كان يستحق ان ينال ثقتك و ان الاخوان حين تحالفوا مع العسكر و صمتوا على جرائمهم في محمد محمود و ش مجلس الوزراء و ماسبيرو و غيرها هنا كانوا يلعبون بكارت اخر هو الصفقة و ليس الدين الذي ربما في هذه المرحلة تم استخدامه فقط لتشويه كل من ايد الثورة و تمسك بها و رفض المقايضة على حرية وطن و كرامة شعب بالسعي لربح كرسي برلمان او نصيب في تشكيل حكومة ...... و للحديث بقية