نتيجة الصف الثاني الابتدائي بالجيزة 2025.. رابط مباشر وخطوات الاستعلام ومواعيد الامتحانات    توافد طلاب الإعدادي بسوهاج على اللجان لأداء امتحاني الدراسات الاجتماعية و الرياضيات "فيديو"    أسعار الدولار مقابل الجنيه اليوم السبت 24 مايو 2025    السكة الحديد: تأخر القطارات على بعض الخطوط لإجراء أعمال تطوير في إطار المشروعات القومية    وزير الزراعة يبحث مع محافظ الوادي الجديد ملفات التعاون المشترك    "القاهرة _ واشنطن" جهود مشتركة وعلاقات وطيدة    مواعيد مباريات اليوم السبت 24- 5- 2025 والقنوات الناقلة    شادي محمد: التتويج بكأس مصر إنجاز تاريخي لسيدات الكرة النسائية    صفحات الغش الإلكترونى تنشر أسئلة امتحان التاريخ للصف الأول الثانوى بالقاهرة    اليوم.. أولى جلسات محاكمة 6 متهمين في واقعة انفجار خط غاز طريق الواحات    مواعيد مباريات اليوم السبت في الدوري الإيطالي والقنوات الناقلة    اليوم.. محاكمة متهمين ب«داعش العمرانية»    محاكمة أكبر متهم بتزوير الشهادات الجامعية والمهنية بوادي النطرون    تامر حسني يدعم كزبرة بعد أول حفل يجمعهما: «كمل يا وحش.. أخوك في ضهرك»    أغرب حكايات اضطراب النوم من داخل معمل «السلطان»    122 ألفا و572 طالبا بالصف الثاني الإعدادي بالدقهلية يؤدون امتحاني اللغة الأجنبية والهندسة    نبيلة مكرم عن شيخ الأزهر:" ما بقلوش غير أبويا وما استحملش عليه كلمة"    عيد الأضحى 2025.. أسعار الخراف والماعز في أسواق الشرقية    أخصائية اجتماعية تكشف أسباب ظهور سلوكيات عصبية الأطفال    ميلاد جديد ل«تاريخ لا يغيب».. العالم يترقب «سيمفونية الخلود» على أرض الأهرامات    «ترانس جاس» تنفي شائعة تسرب الغاز بكفر الشيخ    د. هشام عبدالحكم يكتب: خد وهات.. لتبسيط المفاهيم الصحية    تعاون شبابي عربي لتعزيز الديمقراطية برعاية "المصري الديمقراطي"    هزة أرضية بقوة 3 ريختر تضرب جزيرة كريت في اليونان    نبيلة مكرم عن أزمة ابنها: قررت اتشعبط في ربنا.. وابتلاء رامي كشف لي أنا جيت الدنيا ليه    "تاس": طائرة تقل 270 جندياً روسياً أُعيدوا من الأسر الأوكراني هبطت فى موسكو    «مش شبه الأهلي».. رئيس وادي دجلة يكشف رأيه في إمام عاشور    نجاح مركز طب وجراحة العيون بكفر الشيخ في إجراء جراحة دقيقة لزراعة طبقية قرنية    حملات أمنية لردع الخارجين عن القانون في العبور| صور    نشرة التوك شو| الاتحاد الأوروبي يدعم مصر ماليا بسبب اللاجئين.. والضرائب تفتح "صفحة جديدة" مع الممولين    خبيرة أسرية: البيت بلا حب يشبه "بيت مظلم" بلا روح    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    حرب شائعات.. المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء ينفي معلومات مغلوطة بشأن تصدير المانجو    الحالية أكثر| 77 عامًا على النكبة.. وفرصة أخيرة لحل الدولتين    ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50%    الضرائب: أي موظف يستطيع معرفة مفردات المرتب بالرقم القومي عبر المنظومة الإلكترونية    حلمي طولان: تراجعنا عن تعيين البدري مدربًا للمنتخب لهذا السبب    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة الصفطاوي بمدينة غزة    واشنطن ترفع العقوبات عن موانئ اللاذقية وطرطوس والبنوك السورية    وفاة 3 شباب إثر حادث سير أليم بكفر الشيخ    صلاح سليمان: مباراة بتروجت مهمة للزمالك لاستعادة الانتصارات قبل نهائى الكأس    تعرف على نتائج المصريين فى اليوم الثانى لبطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 24 مايو 2025    قبول 648 مدرسًا جديدًا ببني سويف ضمن مسابقة 30 ألف معلم    ترامب والشرق الأوسط.. خطط مخفية أم وعود حقيقية؟!    عمرو أديب: الناس بتقول فيه حاجة مهمة هتحصل في البلد اليومين الجايين (فيديو)    بعد وفاة زوجها.. كارول سماحة لابنتها: هكون ليكي الأمان والسند والحضن لآخر لحظة من عمري    "الثقافة" تصدر "قراءات في النقد الأدبي" للدكتور جابر عصفور    بالأسماء.. «تعليم الإسكندرية» تعلن قائمة المقبولين بمسابقة ال30 ألف معلم    "الظروف القهرية يعلم بها القاصي والداني".. بيراميدز يوضح تفاصيل شكواه للمحكمة الرياضية بشأن انسحاب الأهلي أمام الزمالك    الأرصاد الجوية: طقس الغد شديد الحرارة نهارا والعظمى بالقاهرة 37 درجة    مصر تعيد 71 مواطنا مصريًا من ليبيا    نصائح لتجنب الارتجاع المريئي، و7 أطعمة تساعد على تخفيف أعراضه    أخبار × 24 ساعة.. حصاد 3.1 مليون فدان قمح وتوريد أكثر من 3.2 مليون طن    وفقا للحسابات الفلكية.. موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025    ما حكم الكلام فى الهاتف المحمول أثناء الطواف؟.. شوقى علام يجيب    هل يحرم على المُضحّي قصّ شعره وأظافره في العشر الأوائل؟.. أمين الفتوى يوضح    خطيب المسجد النبوى يوجه رسالة مؤثرة لحجاج بيت الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ مصطفي العدوي‏:‏
الشعارات والمسميات سبب تفرق الأمة‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 11 - 03 - 2011

ظهرت علي الساحة العديد من الجماعات كالسلفية والإخوان والتبليغ والدعوة‏..‏ ما أثر ذلك علي الدعوة‏..‏ وهل تحب أن يطلق عليك سلفي؟ مثل هذه المسميات سبب في تفتيت الأمة, وتفرق المسلمين إلي شيع وأحزاب وأنا شخصيا لا أحب أن يطلق علي سلفي ولا أحب أن أتسمي إلا بالاسم الذي سماني الله به, وسماني به رسول الله صلي الله عليه وسلم.. قال تعالي:( هو سماكم المسلمين من قبل), وقال صلي الله عليه وسلم:( تسموا بما سماكم الله, هو سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله), والناس يطلقون علي كل من يطلق لحيته بأنه سلفي أي متبع للسلف الصالح, وغيرهم يقول أنه سني أي أنه متبع لسنة النبي صلي الله عليه وسلم.. وهذا خطأ ويكفينا أن نتسمي باسم المسلمين حتي لا يحدث افتراق كبير بين أهل الإسلام بسبب هذه المسميات.
ومتي ستنتهي هذه المسميات؟
لن تنتهي هذه الشعارات وهذه المسميات إلا بالعودة إلي شرع الله, فحينئذ لن يكون هناك مجال للجماعات.. فهذه الجماعات تولدت في زمن أبعدت فيه الشريعة عن الناس فبدأوا يجتهدون بحسب قدراتهم, فمثلا أقوام يحبون أن يتعلموا دينهم ويعلمونه للناس فتسموا باسم, وآخرون ركزوا في الدعوة إلي الله فتسموا باسم, وآخرون أحبوا التنظيم والترتيب فتسموا باسم وهكذا.. وهذه المسميات تؤدي إلي فرقة المسلمين.
ما رأيكم في تعصب الشباب لبعض المشايخ فيوالون ويعادون عليهم وينكرون علي غيرهم؟
هذا من القصور في الفهم لأن الله تعالي ما أمرنا بلزوم شيخ معين قال تعالي:( كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا), فعطاء الله قد يأتي شيخا وقد يأتي آخر.. فالاجتهاد الموفق يصيبه بعض القوم دون الآخرين, والتعصب لبعض المشايخ من الجهل وقلة العلم لأن الصواب والحق لم ينحصر في شخص واحد, إنما نحن دائما وأبدا كما قال ربنا:( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون), فلزاما علينا أن ندور مع الحق الذي هو كتاب الله وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم, فمن الحماقة أن يتبني الناس قول شخص برمته ويتحدث به لأنه إذا أخطأ الشيخ سيخطئون.. لأنهم متبعون ومقلدون لشخص بعينه.
كل العلماء يدعون أنهم علي صواب وأنهم يتبعون الكتاب والسنة.. فلماذا الاختلاف؟
أحيانا البعض يرفع شعار أنه يعمل بالكتاب والسنة لكنه لا يطبقه في العمل, كما أن هناك تفاوتا في العلم بين علماء وآخرين, فالتفاوت في العلم يولد الاختلاف قال تعالي في كتابه العزيز:( بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون), كما أن هناك بعض الأحاديث التي لم تثبت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وهناك طوائف لا تفطن لها ولا تهتم بها, وهناك شيء آخر مهم وهو أن قدرات الناس وطاقتهم تختلف فقد تكون طاقة عالم تختلف عن آخر فطاقة شخص مبذولة في الحفظ والفهم, فالله عز وجل أتاه فهما فيتجه للتعلم والتعليم في باب, وقد يكون آخر ذهنه نشط وعنده حركة واسعة للبذل والعطاء في باب آخر.. فتختلف القدرات ومن ثم تختلف الجهود المبذولة.
هل تفتقر الساحة إلي العلماء والفقهاء الربانيين.. وما السبب في نظركم؟
في الحقيقة العلماء الحقيقيون الآن قلة لأن العلم يحتاج إلي جهد كبير في تأصيل المسائل والزمن الذي نحن فيه الآن يكفي فيه من وجهة نظر كثير من المشايخ قليل من العلم, بمعني أن شخصا يسرق أو يزني فليس يحتاج إلي رسوخ في العلم حتي ينكر عليه المعصية, ومن ثم ينتشر فيعظ تارك الصلاة ويعظ في الأرحام وفي بر الوالدين.. أما الجزئيات العلمية الأخري فرأي العلماء أن وقتهم ضيق ولا يتحمل تأصيل المسائل لأن التأصيل يحتاج إلي جهد كبير ويحتاج إلي تفرغ, فأحيانا يصعب التفرغ إما لقلة الوقت وإما لقلة المال ومن ثم تجد أهل الرسوخ في العلم قليلين.
هناك اتهام لبعض العلماء بأنهم منعزلون عن الناس.. ما رأيكم؟
الإنطوائية ليست مطلوبة في العلماء, بل علي العكس يجب علي العالم أن يعلم أحوال الناس ويعلم من الشريعة ما ينزل علي أحوالهم.. ويجب علي العالم أيضا أن يخالط الناس ويصبر علي أذاهم قال صلي الله عليه وسلم:( من خالط الناس وصبر علي أذاهم خير ممن لا يخالط الناس ولا يصبر علي أذاهم), ثم إن مشاركة الناس من صلب الدين قال تعالي:( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما), فديننا يدعو للإصلاح بين الناس ويدعو للتعاون علي البر والتقوي.. قال صلي الله عليه وسلم:( من عاد اليوم منكم مريضا, من تبع منكم اليوم جنازة, من أطعم اليوم منكم مسكينا).
وما هي معوقات الدعوة في الفترة الماضية وكيف تغلبتم عليها؟
المشكلة أن العلماء في الفترة الماضية قد حيل بينهم وبين والناس, فكان هناك تضييق علي العلماء من جانب أجهزة الأمن.. فعندما يريد أي شيخ أن يلقي درسا فيجب أن يحصل علي موافقة مسبقة من الأمن, الأمر الذي جعل كثيرا من العلماء يهجرون المساجد ويلجأون للقنوات الفضائية حتي يصل صوتهم إلي الناس ويبلغوا عن الله عز وجل وعن رسوله صلي الله عليه وسلم وما أشرفها من رسالة, وبالرغم من أن الفضائيات قد صرفت البعض عن المساجد فإنه كان لها ايجابياتها الكثيرة حيث إنها أوصلت الدعاة إلي أقوام كان من المستحيل أن يصل إليهم العلماء, حتي إن بعض المسئولين قال: لقد غزوتمونا في بيوتنا.
كما أن التحزبات الموجودة في بعض البلاد من أكبر العوائق التي حالت بين العلماء والناس, فالبعض ينطوي علي شيخ معين أو تحت تنظيم معين لبعض الجماعات فيقولون لا نأخذ إلا من كان في حزبنا أو كان في جماعتنا.. فيحدث ذلك أحيانا مشكلات, إضافة إلي أن هناك جماعات أخري منحرفة عقديا كالجماعات الشاردة مثل جماعة التكفير ونحو ذلك التي لا نلتئم معها, وكانت هذه الجماعات تشوش علي وضعنا في الدعوة, إضافة إلي قيام الإعلام بتشويه صورة العلماء الملتزمين.. فكانوا يظهرون المستقيمين بأنهم أشرار, وقد جاء في الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم:( سيأتي علي الناس سنوات خداعات, يصدق فيها الكاذب, ويكذب فيها الصادق).
وما دور العلماء في الفترة القادمة لا سيما أن الفضائيات شغلت كثيرا من الناس عن المسجد؟
يجب علي العلماء أن يوازنوا في الفترة القادمة بين المسجد والقنوات الفضائية حتي تعم الفائدة علي كل المسلمين, وفي ظل التطورات الجديدة فإن عدد المشايخ سوف يزداد, فالعلماء الذين كانوا محجوبين عن الحديث وعن الدعوة إلي الله خرجوا كلهم إلي المساجد يتكلمون ويدعون الناس إلي دين الله عز وجل, وهؤلاء العلماء سيسدون فراغ العلماء الذين يظهرون علي الفضائيات.
بعض الشباب متهم بأنهم يتركون الدنيا ويهملون العلوم التجريبية كالطب والهندسة والفيزياء وغيرها.. ما تعليقك؟
هذه في الحقيقة قد توجد في البعض لكنها لا توجد في آخرين.. فكم من شخص ملتح وعلي دين وعلي خلق ثم هو أستاذ في كلية الطب وأستاذ في كلية الهندسة, ويتبوأ أعلي المراكز العلمية, وإذا كان الشخص يفهم أن اللحية تستلزم أن يترك الدنيا بما فيها, فهو الذي قصر فهمه, وقاصر الفهم ليس بحجة علي الشرع, فالإسلام يدعونا للأخذ بكل أسباب التقدم والنهضة.. فكل أصول العلوم في كتاب الله عز وجل, فكتاب ربنا ما فرط الله فيه من شيء, قال تعالي:( ما فرطنا في الكتاب من شيء), فأصل علم الحدادة في قوله:( أن اعمل سابغات وقدر في السرد) أي: اجعل المسمار علي قدر الثقب, لا توسع المسمار فيكون غليظا, ولا توسع الثقب فيحصل خلخلة, وكذلك أصل الهندسة والفواخير في كتاب الله:( وقدور راسيات) وكذلك قول الله تعالي:( صلصال كالفخار), وأصل علم الزراعة كذلك في كتاب الله,( قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله), وعندما يقول الرسول صلي الله عليه وسلم:( تداووا عباد الله, فإن الله ما أنزل داء إلا وأنزل له دواء), أليس هذا أصلا في الطب.. فلقد فتح لنا الإسلام باب التداوي والاكتشافات الطبية, وهكذا.
ولماذا أذن تأخرت الأمة
يرجع ذلك لعدم اهتمام الدولة بتنمية البحث العلمي, فكم من عالم عنده علم كبير, وكم من المبتكرين والبارعين كل في تخصصه تقدموا لوزارة البحث العلمي بأبحاث في مختلف المجالات خاصة في مجال الطاقة, ولكن للأسف قوبلت هذه الأبحاث بالرفض, وذهبت هذه المشاريع أدراج الرياح.. وبلا شك أن أعداء الإسلام كان لهم دور في تأخر المسلمين.
ما رأيك في تغير موقف الأوقاف من المشايخ غير الأزهريين والسماح لهم باعتلاء منابر الأوقاف؟
هذه سياسة طيبة ومحمودة وذلك ما كنا نبغي, وأرجو الله أن تتواصل وألا تكون مقصورة علي الفترة الحالية, وكنت قريبا في مسجد يعد من أكبر مساجد الأوقاف ببورسعيد, وهذه فرصة لنشر الدعوة وإزالة حد التوتر بين المسلمين وتوحيد الصف.
حرق الكنائس أحيانا يتم بأيد مسلمة.. ما تفسيركم؟
مثل هذه الأحداث ترجع إلي جهل وعصبية واستفزاز أحيانا, ويجب علينا أن نحافظ علي الكنائس في هذه الأيام وفي غيرها فإحلال الأمن في البلاد مطلب, والله عز وجل يقول في كتابه العزيز:( الذي أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف), ويجب ألا تقام حرب بين المسلمين والنصاري بسبب كنيسة, فهذا وقت نحتاج فيه تهدئة الحال في بلادنا, كما أن هناك وصايا من الرسول صلي الله عليه وسلم بأهل الذمة. قال صلي الله عليه وسلم:( ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ له شيئا بغير حقه فأنا حجيجه يوم القيامة).
بعد شيوع البلطجة.. كيف يعود الأمن إلي المجتمع؟
لابد من موقف حاسم لوقف حالات السلب والنهب واغتصاب الفتيات وأكل أموال الناس بالباطل, وإقامة حد الحرابة علي قطاع الطرق.. حتي يعود الأمن للمجتمع.
الشيخ محمود المصري:
العلم المعيار الوحيد للتصدر للدعوة
.. وهذه هي حقيقة الزهد
بعض الشباب يختزل الدين في إطلاق اللحية وتقصير الجلباب.. ما ردكم؟
إطلاق اللحية وتقصير الجلباب ليس وحده كافيا لأن يطلق علي الإنسان سلفي.. فالأصل في الإسلام أن يكتمل الظاهر مع الباطن.. فلابد للإنسان أن تكون عقيدته سليمة ومتبع لا مبتدع, إنسان يوافق الكتاب والسنة في أفعاله وأعماله, يتمتع بأخلاق عالية, وإذا لم يلتزم الإنسان بهذا المنهج فلا يمكن أن يكون سلفيا, كما لا يمكن لأحد أن يدعي أن كل الملتحين ملتزمون ويتبعون سنة النبي صلي الله عليه وسلم.. فالملتحون عينة من قطاع المجتمع, منهم الملتزم وقلة منهم غير ملتزمة, ويجب أن يعلم الناس أنه ليس هناك أحد معصوم غير النبي صلي الله عليه وسلم, فلا يظن أن الملتحي ملك من الملائكة لا يخطئ, فالعصمة دفنت يوم أن دفن النبي صلي الله عليه وسلم, ولكن المشكلة أن الميكروسكوب يسلط علي خطأ الملتحي فيضخمه, ويظهر الخطأ البسيط كأنه كبيرة, ولا يقتصر الأمر علي ذلك بل يتم اتهام كل الملتحين بأنهم علي خطأ, وهذه فرية عظيمة وكذب, فإذا وجدنا شخص يطلق لحيته ولا يلتزم بمنهج الإسلام فلا ينبغي أن نتهم المنهج ولكن نتهم الشخص, فالإسلام حجة علي الرجال, والرجال ليسوا حجة علي الإسلام.
بعض المشايخ متهمون بالغلظة في الدعوة.. لماذا؟
قد يتعامل بعض المشايخ بغلظة مع الناس وهذا يرجع إلي السمات الشخصية للشيخ نفسه وليس للمنهج الذي يتبعه.. فالأصل في الدعوة الرفق والرحمة قال تعالي:( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك), ويجب أن يكون النبي صلي الله عليه وسلم أسوتنا في ذلك, فيجب علي الداعية أن يكون رفيقا بالناس وألا يتعالي عليهم.. فلا يدعوهم لأنه عالم وهم جهلة أو لأنه المطيع وهم العصاة, وإنما يدعوهم لأنه في حاجة إليهم أكثر من حاجتهم إليه, ولكي يكون للداعية تأثير علي الناس فلابد من إخلاص النية لله تعالي.. فالله عز وجل هو الذي يسوق القلوب للداعية وييسر أن تقبل دعوته.
وما هي الصفات الواجب توافرها للداعية الناجح؟
لقد أجمل الله عز وجل صفات الداعية في قوله تعالي:( أفلا ينظرون إلي الإبل كيف خلقت, وإلي السماء كيف رفعت, وإلي الجبال كيف نصبت, وإلي الأرض كيف سطحت, فذكر إنما أنت مذكر, لست عليهم بمسيطر), فكأنها رسالة من المولي عز وجل لكل إنسان يريد أن يكون داعية ناجحا أن يكون لديه أربع صفات بعد الإخلاص لله وهي صبر الإبل, وسمو السماء فلا يكون هدفه من الدعوة شهرة أو مال, وثبات الجبال فالداعية أمامه عراقيل ومشاكل ويجب عليه أن يثبت, وأن يكون متواضعا, فإذا كان لدي الإنسان هذه الصفات الأربع فيجب عليه أن يذكر الناس, فإذا لم يسمعوا دعوته فيجب ألا يتهمهم بالكفر أو الإلحاد, ولكن يتهم نفسه بالتقصير, فربما لم يخلص لله في دعوته, وربما يكون مخلصا ولكنه غير مقنع.
هل تعد الدراسة الأكاديمية مثل الأزهر وغيره شرطا للتصدر للدعوة؟
الشهادة الأكاديمية ليست شرط في التصدر للدعوة, وإن كانت الشهادة تجمل شكل الداعية, والدليل علي ذلك أن الشيخ الألباني إمام الأمة في علم الحديث حاصل علي الشهادة الابتدائية, فالمعيار في التصدر للدعوة هو العلم, سواء تلقاه من الكليات الرسمية أو علي أيدي المشايخ الربانيين الذين يعيشون علي الكتاب والسنة المطهرة, فالعلم يؤخذ بالتلقي, فمن الممكن أن يكون خريج الأزهر وعلي درجة كبيرة من العلم وقد يكون ليس لديه علم, وكذلك قد يكون خريج كلية الهندسة أو الطب ولكنه درس العلوم الشرعية علي يد علماء كبار وأصبح مؤهلا للدعوة, والمشكلة أن أي شخص قرأ كتابا أو كتابين يتكلم في الدين, وبمجرد ظهوره علي أي قناة فضائية لمرة أو مرتين أصبح عالما, وهذه مصيبة لأنه قد لا يكون مؤهلا علميا, والإنسان عندما يتصدر للدعوة ويشتهر قبل أن يتعلم يستحي بعد ذلك أن يتعلم, كما أنه يستحي أيضا أن يقول لا أعلم, وفتنة هؤلاء من أعظم الفتن حيث أنهم يضلون الناس بغير علم ولا هدي.
أحيانا لا يهتم الشباب بمظهره معتبرا أن ذلك نوعا من الزهد.. ما تعليقك؟, وما حقيقة الزهد؟
حسن المظهر مطلب شرعي وسمة من سمات المسلم.. فالمسلم لا يمثل نفسه ولكن يمثل الدين الذي ينتمي إليه, فيجب علي المسلم أن يظهر بمظهر حسن ولا تكون ثيابه سببا للازدراء.. فقد جاء رجل إلي النبي صلي الله عليه وسلم وهو قشف الهيئة فقال له:( هل لك من مال ؟ قال: نعم. قال: من أي المال ؟ قال: من كل المال قد أتاني الله من الإبل والخيل والرقيق والغنم. قال: فإذا أتاك الله مالا فلير عليك), فالإسلام لا يحرم أن يكون الإنسان أغني وأنجح وأشيك شخص وأن يمتلك أفضل منزل وأفخم سيارة بشرط أن يستخدم كل ذلك في طاعة الله, فالزهد أن تكون الدنيا في يدك وليست في قلبك, قال تعالي:( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين), وقال صلي الله عليه وسلم:( نعم المال الصالح للرجل الصالح), وقيل للإمام أحمد أيكون الرجل عنده ألف دينار ويكون زاهدا.. قال: أجل إذا كانت في يده وليست في قلبه), والدليل علي ذلك أن عبد الرحمن بن عوف وهو من العشرة المبشرين بالجنة كان عنده من المال ما لا يعد ولا يحصي, وبالرغم من ذلك كان من العشرة المبشرين بالجنة لأن المال كان في يده ولم يكن في قلبه, وعندما يطلب من الإنفاق يسارع ولا يتردد حتي أنه أنفق في يوم واحد900 ناقة بأقتابها وأحلاسها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.