"رمزيا بشكل كبير" .. هكذا وصفت صحيفة وكالة أسوشيتد برس الأمريكية ترشح صباح السقاري لرئاسة حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، في أول انتخابات بعد استقالة الرئيس محمد مرسي من رئاسة الحزب، والمقررة 19 من أكتوبر الجاري. متابعة أنها محاولة غير مسبوقة أن تدخل إمرأة ساحات السلطة التي يسيطر عليها الذكور بالكامل، في الإخوان. كما قالت إن الحزب كان لديه بالفعل نائبات في البرلمان الأول بعد الثورة، لكن الرجال يحتكرون الهيئات المعنية باتخاذ القرارات والمناصب القيادية في الحزب والإخوان نفسها.
وأضافت أن على ما يبدو لا يوجد فرص لفوزها خصوصا أنها تواجه مرشحين مهمين على المنصب؛ عصام العريان وسعد الكتاتني، بالإضافة إلى خالدة عودة، عضو الحرية والعدالة الأقل شهرة منهما.
الوكالة الأمريكية تابعت القول إن هذه هي المرة الأولى التي تترشح فيها إمرأة إلى قيادة الحزب السياسي التابع للإخوان، أكثر جماعة إسلامية قوة في مصر.
وفي حوار للسقاري مع أسوشيتد برس، قالت إنها تريد زيادة المشاركة النسائية في السياسة، وأنها تدافع عن حق المرأة في الترشح للرئاسة، وهو ما ترفضه المنظمة التابعة لها.
السقاري رددت آراء الإخوان المحافظة في حوارها مع الوكالة، حيث قالت أن الشريعة الإسلامية ينبغي أن تكون المعيار الأساسي. وبخصوص ختان الفتيات، لم تعط رد مباشرا، قائلة: "نترك أمر تحديد ما إذا كانت الفتاة تحتاج إلى ختان أو لا إلى الأطباء. لست أن من أقرر، ولن تفلح القوانين".
وتابعت فيما يتعلق بسن زواج الفتيات: "يجب أن يتم ذلك هنا عبر التوعية لا عبر القوانين". مضيفة أنه لا يمكنها الدعوة إلى قانون يحظر ختان الفتيات أو يقيد سن زواجهن لمنع زواج الأطفال.
وقالت: "أريد أن أشهد مشاركة سياسية أكبر للنساء. أنا اتمتع بحقوقي السياسية وأريد استخدامها". مضيفة: "توجد ثقافة سياسية في مصر لا تقبل السيدات كرئيسات، لكن لدي الحق في الترشح للرئاسة".
وأضافت الوكالة أن الليبراليين غير معجبين بالفكرة، ويصفون ترشحها محاولة ساخرة يقوم بها الإخوان لنفي وجهة النظر المضللة حول موقفهم من المرأة. ونقلت عن نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصري لحقوق المرأة: "لا يزالون يستخدمون السيدات كديكور".
كما قالت الوكالة إن الإخوان تدعي دعمها لمشاركة السيدات في السياسة ومجال الأعمال والأجزاء الأخرى من الحياة العامة، لكنها تدعو في الوقت ذاته بقوة إلى دور النساء التقليدي كأمهات وزوجات، وأن المساواة لا يمكن أن تقوض الشريعة الإسلامية، أو تعارضها.
ونقلت أوسشيتد برس عن المتحدث الرسمي باسم الإخوان، محمود غزلان، فقال: "يقولون إن الإخوان لا تشجع المرأة على المشاركة في السياسة، وعندما تقوم السيدات بالمشاركة فيها بالفعل، ينتقدوننا". مضيفا: "نحن مرتبكون، لا نعرف ما ينبغي القيام به؟ لا يمكننا إرضائهم".
أما بهي الدين حسن، مدير مركز القاهرة لحقوق الإنسان، فقال إن ترشح السقاري يتناقض تماما مع المعتقدات الأصلية للإخوان فيما يتعلق بدور المرأة، مضيفا أن الجماعة لا تعتقد في أن الرجال والنساء سواسية وينبغي التعامل معهم بطريقة واحدة، في الدستور وفي أي قوانين".
وتابع حسن: "الإخوان مهتمة جدا بصورتها في الغرب، ليس بين الشعب المصري. يبذلون قصاري جهودهم من أجل الترويج لأنفسهم في الغرب وهذا ما تعنيه خطوتهم الأخيرة".