"ترشح السقاري يحمل دلالة رمزية كبيرة " بتلك الكلمات عبرت وكالة " الأسوشيتد برس " عن موقفها من ترشح "صباح السقاري"- الصيدلانية البالغة من العمر 49 عاماً و العضو في جماعة " الإخوان المسلمين - لرئاسة حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، واصفة هذه محاولتها لدخول أروقة السلطة للجماعة -التي لا مكان فيها للنساء - بأنها خطوة "غير مسبوقة". وفي في حوار مع وكالة "الأسوشيتدبرس" رددت "السقاري" آراء جماعتها المحافظة ، وقالت " إن الشريعة الإسلامية هي المرجع الأساسي وأكدت علي حق المرأة في الترشح للرئاسة، قائلة:" أريد رؤية مشاركة المرأة في الحياة السياسية بصورة أكبر.. لدي حقوق سياسية وأود استخدامها" وتستبعد الوكالة الأمريكية، في تقرير لها نشرته علي موقعها الإلكتروني، أي فرصة للفوز أمام "السقاري" ؛ نظراً لمنافستها لشخصيات بارزة لها "ثقل" في الجماعة ، مشيرة إلي الدكتور عصام العريان، والدكتور سعد الكتاتني، والعضو الأقل شهرة خالد عودة. ونقلت عن حلمي الجزار – العضو البارز في الجماعة – قوله بأن "السقاري" تواجه سباق "صعب" ، مشيراً إلي عدم خبراتها للدخول في منافسة أمام الكتاتني ، والعريان، اللذان طالما عملا في السياسة. وقال " إن ترشحها يحظي بالتشجيع ؛ لأنه يعكس توجه حزبنا وإننا علي استعداد لقبول ترشحها وإذا قُدر لها الفوز في الانتخابات فنحن علي استعداد لقبولها رئيسة لنا ...لكن إذا لم توفق في هذا السباق فإنها ستستفيد من "التجرية" في المستقبل القريب، مؤكدا أنه يرحب بها عضواً في المكتب التنفيذي للحزب . وقالت " الأسوشيتد برس" إن تلك الخطوة لم تحظي باعجاب القوي السياسية الليبرالية في مصر واعتبروها محاولة تدعو " للسخرية " لزعمهم أن الجماعة تسعي من ورائها؛ لتعزيز وجهة نظر مضللة عن نظرتها الحقيقية للمرأة، علي حد زعمهم. كما اعتبروها محاولة من قبل الجماعة لتحسين صورتهم بالخارج . ونقلت الوكالة عن بهي الدين حسين – مدير معهد القاهرة لحقوق الإنسان- " أن ترشح "السقاري" يتناقض تماماً مع القناعات الحقيقية لجماعة الإخوان المسلمين بشأن دور المرأة، قائلا:"إنهم لا يعترفون بمساواة المرأة بالرجل وأنهم ينبغي معاملتهن علي قدم المساواة معهم – في الدستور ، في أي قانون". وتابع بالقول :" إن الجماعة مهتمة للغاية بتحسين صورتها أمام الغرب ، وليس أمام الشعب المصري ... إنهم يبذلون قصاري جهدهم لتسويق أنفسهم للغرب ، وأن هذه هي أحدث خطوة للقيام بذلك ." محمود غزلان – المتحدث باسم جماعة " الإخوان المسلمين " – رد علي تلك الانتقادات وقال بأن ترشحها يعكس دعم الجماعة لحقوق المرأة ، موضحا:" إنهم يزعمون بأن جماعة "الإخوان المسلمين" لا تشجع مشاركة المرأة في الحياة السياسية . وحينما تشارك المرأة في حزبنا ، ينتقدنا النشطاء ... نحن في حيرة من أمرنا ، ما ينبغي علينا فعلة الآن ؟ حتي نرضيهم ." وذكرت أن الجماعة تدعي تأييدها لمشاركة المرأة في الحياة السياسية ، والأعمال التجارية ، والعديد من نواحي الحياة العامة ؛ لكنها أيضاً والكلام للوكالة تدافع بضراوة عن الدور" التقليدي" للمرأة بوصفها أم وزوجة [قبل أي شىء] ، قائلة بأنه ليس بمقدور دعاوي المساواة تقويض هذا الدور أو التعارض مع ما تنص عليه " الشريعة الإسلامية " . وأشارت إلي أن الإسلاميين يخوضون معركة سياسية " شرسة " – علي حد وصف الوكالة – مع القوي الليبرالية ، والعلمانية في مصر ما بعد الثورة – وبخاصة – فيما يتعلق بصياغة الدستور الجديد للبلاد ، لافتةً إلي هيمنة الإخوان والسلفيين علي اللجنة المخولة بصياغة الدستور . وتابعت بالقول إن الليراليين يعتقدون بأن تيار الإسلام السياسي يسعي لتقديم اجراءات من شأنها فتح الباب لتطبيق " نسخة صارمة " من الشريعة الإسلامية ، وفرض قيود علي حقوق المرأة ومن المقرر عقد الانتخابات الداخلية للحزب في 19 من أكتوبر الجاري؛ لايجاد بديل يحل محل الدكتور محمد مرسي الذي تخلي عن منصبه فور اعلان فوزه بمنصب رئيس الجمهورية في يونيو الماضي.