في مقدمته، شبه ابن خلدون القضاء بالهندسة، لأن كليهما يعتمد علي خلق رابط تطبيقي بين النظرية والواقع. بالرغم من أن كليتي الهندسة والحقوق تعجان بالنساء، مازال البعض يري أن المرأة لا تصلح قاضية، لأنها «حساسة وعاطفية». سجل: أولا: الرجال متبلدو المشاعر. (لو كنت رجلا لرفعت قضية سب وقذف علي المعترضين علي تولي المرأة القضاء بسبب عاطفتها، حد يقول الرجال ما بيحسوش؟) ثانيا: العدالة في مصر ترتبط ارتباطا وثيقا بانعدام الرحمة. فالنساء يقضين في كثير من الدول العربية والإسلامية. المشكلة إذن في مفهوم العدالة لدي المصريين. يظن المعترضون أن العاطفة هي سائل أسود يسيل علي المخ ويسبب التهابات خطيرة، وأعذرهم، لأنهم يتكلمون عن خاصية حرموا منها، تماما مثلما كنت أظن وأنا في الخامسة أن أصحاب العيون الخضراء يرون الأشياء خضراء. أما ما يظنه البعض من أن النساء لا يستطعن سماع تفاصيل جريمة قتل، ولو رأين دموع المتهم لرقعن بالصوت: عليك وعلي شبابك يا خوووووويييييا، فهذه مجاملة نشكرهم عليها.. صوصوصو. لكن هاكم الحقيقة: - النساء يعملن في الطب الشرعي ويشرحن الجثث. - النساء منذ بدء الخليقة يعاقبن أطفالهن بتوازن وصلابة، ولا يأبهن لفتحة حنجرة الطفل ولهاته الراقصة وهو يبكي، وعادة من لا يحسن التصرف هو الأب، إما يهرب من بكاء الطفل لأنه يضعف أمامه، أو يفقد أعصابه فيعذبه حتي يتشوه جسديا أو نفسيا. - شاب مثل الورد، يتقدم لها، وترفضه بمنتهي الجليطة، وربما تغسله وتعصره وتنشره حتي يصاب بعقدة. بينما إذا انعكس الوضع وعرضت فتاة حبها علي شاب لا يرغبها، يقع في حيص بيص: إ..أ.. أنا ما استهالكيش. ويفرط في وصم نفسه بكل النقائص. فتعود لتغسله وتعصره وتنشره! إيه الافترا ده يا ست؟ إنت ماسكة عليهم صور؟ - النساء لا يتأثرن بالدموع. الرجال هم من يسقط فكهم الأسفل مع انحدار أول دمعة من عين أي مخلوق يتنفس، إذا كان امرأة: «ما باستحملش دموع الستات»، إذا كان طفلا: «ما أقدرش أشوف طفل بيبكي»، إذا كان رجلا: «دموع الراجل حاجة كبيرة». بينما النساء يفرقن بين الدموع الحقيقة وبين «الكهن» نظرا لتدربهن علي النشاطين. - لو أن المرأة غير مؤتمنة علي تطبيق قانون مكتوب لن تبتكر فيه، فمن المؤكد أنها غير أمينة علي تربية الأجيال، وسينشأون غير قادرين علي الحكم حيث إنهم رباية مجنونة. الأم، أو بديلتها، هي المصدر الأول لكل المعلومات عن الحياة. وعليه، فكل الرجال في العالم لا يصلحون للقضاء لأن كلهم تربية نساء. لكن المرأة لا تصلح قاضية، فعاطفة المرأة تمنعها من تطبيق القانون المصري المفتقرة كثير من مواده إلي الرحمة والإنسانية وحتي المنطق. علي سبيل المثال: قانون المرور، الذي يعاقب بالحبس ثلاث سنوات مع الغرامة الباهظة. وناقص يعذبوا جوز خالتك ويغتصبوا عمتك. وكما أن تصور الطفلة عن نفسها ينمو من خلال صورة أمها، فالرجل لا يعرف امرأة في العالم إلا أمه، وما يقوله عن النساء ما هو إلا تقييمه لها، فليحذر العاقون.