في الوقت الذى يتواصل فيه نشر أخبار «المجاهدين المصريين»في سوريا، نشرت صفحة «ألتراس أبو إسماعيل»صورة جديدة لمواطن مصري، وقالت إنه قُتل في سوريا فى أثناء جهاده «استُشهد -بإذن الله- في سوريا الداعية المصري مصطفى المجذوب».
برز اسم المعارض السوري الدكتور أسامة الملوحي، وهو الاسم الذى بات ملء السمع والبصر في مصر في الشهور الأخيرة، فلا يكاد يغيب عن أى وسيلة إعلام مصرية سواء مسموعة أو مقروءة أو مرئية، ويكثر ظهوره على كل وسائل الإعلام الإسلامية، الإخوانية والسلفية بلا استثناء، ويظهر كمتحدث رسمى باسم الثورة السورية وثوارها في جميع برامجهم، بل وأكثر من هذا يجوب الدكتور أسامة الملوحي كل قرى ومدن مصر من الشمال إلى الجنوب في رحلات مكوكية، حيث يخطب ويلقى الندوات عن الثورة السورية ويجمع التبرعات من قلب الريف المصري من أسوان إلى الإسكندرية وكذلك يلقى محاضرات فى أغلب الجامعات المصرية.
الدكتور الملوحي هو معارض سورى مخضرم يقف ضد النظام البعثى منذ ثلاثة وثلاثين عاما، وهو أيضا إسلامى مستقل -كما عرف نفسه- وقد كان كادرًا كبيرًا من كوادر الإخوان فى سوريا، لكنه انشق عنهم وبات ينتقدهم نقدًا لاذعا، ويخرج لهم عديدا من الوثائق المحرجة وهو ما دعا الإخوان لاتهامه بالعمالة للمخابرات السورية، وكان الملوحى يعيش فى العراق إلى أن اتهمته الحكومة العراقية بتجنيد جهاديين وإرسالهم إلى سوريا للالتحاق بالجيش الحر، بحسب مصادر إخوانية، فخرج من العراق إلى مصر.
ويعد الملوحي متطرفًا في طبعه، لذا يشوب أطروحاته لنصرة الثورة السورية كثير من التشدد والمغالاة وعدم الواقعية، وهو ما يمنعها من أن تكون محل بحث، ففى المؤتمر السورى للتغيير الذى عقد فى أنطاليا بعد شهور قليلة من انطلاق الثورة السورية المجيدة، طرح الملوحي أفكارًا متطرفة، حيث قال «لقد ناديت في الجلسات التحضيرية قبل انعقاد المؤتمر بأن يتم تفجير ثورة فى الخارج لدعم الثورة فى الداخل، نحن نملك قدرة التحرك في الخارج كثيرا، فالنظام هجَّر الملايين من أبناء الشعب السورى خلال 40 سنة، وهؤلاء موجودون في كل أرجاء الدنيا، ولا تكاد تخلو مدينة كبيرة أو صغيرة عربية إسلامية أو أجنبية مسيحية إلا وفيها سوريون»وآلية ذلك فى نظره «إنشاء تنسيقيات في الخارج، تشبه تنسيقيات الداخل، تعمل في كل مدينة، ولها ائتلاف على مستوى الدولة التى تضم سوريين حصلوا على جنسيات هذه البلدان، أو مواطنيها بمختلف الحقول (دراسة، عمل، هجرة) ثم من خلال كسب أبناء البلاد التى يوجد فيها السوريون والعرب المتعاطفون مع القضية السورية، ليشكلوا لنا رأيًّا عامًّا ضاغطًا» لقد كان المعارضون يبحثون عن الدعم من دول العالم وهو يتحدث عن تصدير الأزمة للعالم.
ويتضح مدى التطرف في طبع الرجل حين يحدثنا عن تفاصيل أكثر لخطته فى العمل الخارجي لمساندة الثورة حيث كتب تحت عنوان «فج وغريب»هو «سنلزمكم ولو كنتم كارهين»، يقول «يجب أن نوجه عبارات الفرض والجبر والإرغام للعالم بأسره وأن نُفعّل العبارات بكل الإجراءات اللازمة من ملء قاعات أبنية الحكومات والبرلمانات والهيئات بأجسادنا وحشودنا التى يجب أن تصل للآلاف وعشراتها. يجب أن نسد الطرقات المؤدية بأجسادنا، يجب أن ندعو أنصارنا ونُخرج أطفالنا ونساءنا وأنفسنا ثم نصيح فى وجوه الجميع.. ما بالكم وقفتم متسمرين تشاهدون أنهار الدم السورى وتستمعون إلى صرخات الضحايا ولا تفعلون شيئا بل لا تأبهون».
إن الملوحي يدعو صراحة إلى الفوضى وسد الطرقات واحتلال المؤسسات الحيوية فى كل الدول لإجبار الجميع وإرغامهم على الانصياع لرغبته فى تأييد الثورة السورية، إنه يدعو لنقل الفوضى إلى كل البلدان تحت شعار نحيا جميعا فى سلام أو نموت جميعا فى الفوضى، ولقد دعا المسلحين فى روسيا إلى شن هجمات على الحكومة والمواطنين الروس، فكتب تحت عنوان «اضغطوا على روسيا من داخلها» يناشدهم ذلك.
وقد انتقل الملوحي للإقامة فى مصر، وتعرف فيها بأفكاره تلك على الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، وقد حضر معه مؤتمرا فى قاعة الأزهر للمؤتمرات في مطلع العام الحالي، ومدح فيه أبو إسماعيل ووصفه بالمساند للثورة السورية، وسط تصفيق حاد وهتاف كبير من الحضور، ويبدو أن توافقا كبيرا حصل بين الرجلين فقد كان الانتشار الكبير للملوحى فى الإعلام والصحافة المصرية بعد ندوته تلك مع أبو إسماعيل. ويبدو أن أفكار الملوحي لاقت قبولا من أبو إسماعيل فوجدنا تطبيقا لها على الأرض، فخرجت علينا مجموعات أبو إسماعيل «حازمون» و«لازم حازم»وغيرهم من مريدى أبو إسماعيل في مظاهرات حاشدة واعتصامات ومحاولات حثيثة ومتكررة لاقتحام السفارة السورية كان آخرها منذ أيام، وقد دعت لها حركة «حازمون»على كل صفحاتها، وكان نتيجتها أعمال عنف وشغب وبلطجة فى صورة مطابقة تماما لكتالوج الملوحى لنقل الفوضى المصاحبة للثورة السورية إلى مصر لإجبارها على مساندة قضيته بالشكل الذى يريده، فى صورة من صور الإرهاب الواضح للدولة المصرية. يؤكد هذا ما رواه أحد شهود العيان لمظاهرة أولاد أبو إسماعيل الأخيرة أمام السفارة السورية والتى انتهت بأعمال فوضوية قبض فيها على عديد من أولاد أبو إسماعيل، منهم كادر من كوادر الحركة هو الطالب مصطفى كمال أبو المجد، الذى تعرض لتعذيب شديد على يد «الأمن الوطني»، حسب اقوال أصدقائه.. وهو ما نرفضه. ويقول مصطفى أمين من حركة «6 أبريل»وهو أحد الشباب الذين تعاطفوا مع الدعوة للتظاهر لتأييد حقوق الشعب السوري الشقيق، فقد سجل في تدوينة له على حسابه ب«فيسبوك»ما رآه من فظائع، وكانت بعنوان «شهادة حق حول أحداث سفارة سوريا اليوم»، وقال «ما حدث اليوم أمام السفارة السورية هو : "كنت أمام خيمة سوريا فى ميدان التحرير الساعة 5 ونصف، لقيت مجموعة صغيرة من الشباب مستنيين المسيرة، وقفت معاهم حسيت إن فى حاجة مش طبيعية بتحصل بينهم، وكانوا بيوشوشوا بعض كتير، المهم وصل العدد لحوالى 500 واحد اتحركنا بمسيرة تجاه السفارة السورية، ووصلنا وقعدنا نهتف ضد بشار الأسد، وبعدين لقيت مجموعة نحو 50 واحد واقفين بعيد عننا وحسيت إنهم بيدبروا حاجة، حاولت أقرب منهم لقيتهم بيجيبوا شنط فيها زجاجات مولوتوف وفجأة لقيتهم بيجروا على الحاجز الأمني «وبيضربوا براشوط»وبعده نحو 15 زجاجة مولوتوف على الأمن، بعدها الأمن رد بقنبلة مسيلة للدموع، وظلوا يضربوا بالمولوتوف لغاية الأمن ماجرى ورانا ووصلنا إلى الكورنيش وقفت جانب سور الكورنيش لقيت شنطة مخبأة وفيها مولوتوف، والشباب بياخدوا منها ويضربوا على الأمن، والأمن بيرد بالعصيان وقنابل الغاز، وفضل الأمن يطاردنا لغاية ما وصلنا عند كوبرى قصر النيل، وبدأ الاشتباك يهدى شوية لأن ناس كتير ماعجبهاش اللى حصل ده، ومشيت بعدها لأنى حسيت إن اللى منظم المسيرة النهارده كان منظمها ضد قوات الأمن.. وليس للتضامن مع إخواننا في سوريا"