دعا الرئيس محمد مرسى إلي تكثيف العمل لوضع حد للمأساة في سوريا في إطار عربى مشترك، وبدعم دولى يحافظ علي التراب السوري ، وأكد أنه مازالت هناك فرصة لحقن الدماء وانه لا مكان للمزايدة ولن يدوم النظام في سوريا طويلا. وقال إن الشعب السورى اتخذ قراره بإنهاء الحكم السورى وانه على النظام السورى أن يتخذ العبرة والدرس من التاريخ القريب والقديم.
جاء ذلك في كلمة للرئيس مرسى امام اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد اليوم بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة.
وأكد الرئيس في كلمته أهمية دعم السودان في المرحلة الراهنة ومساعدته على المشاكل التي يواجهها ، ودعا دول الخليج العربى إلي زيادة دعمهم للصومال لمساعدته علي مواجهة التحديات التي يعانى منها الشعب الصومالي.
وفيما يلي نص كلمة الدكتور محمد مرسي أمام الاجتماع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اهله وصاحبه وعلى كل من سار على دربه واتبع هديه إلى يوم الدين اوعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا .معالي الاخ العزيز الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية . أخي الكريم العزيز وزير خارجية ونائب رئيس وزراء الكويت .. الاخوة الكرام الاحبه وزراء خارجية الدول العربية الشقيقة جميعا ..السادة الحضور …السيادات والسادة الحاضرين في هذا المكان ومن يسمعننا في كل مكان احيكم جميعا بتحية الاسلام الخالدة فسلام عليكم ورحمة الله وبركاته … وأود ابتداء ان ارحب بكم ايها الحضور في مصر في بيت العرب في قاهرة المعز من قلب التحرير من قلب القاهرة في هذا الميدان في حضن النيل شريان الحياة لمصر وهبة الله لها في هذا الميدان منطلق ثورة 25 يناير المجيدة التي خرج فيها الشعب المصري كله.
وقال الرئيس محمد مرسي في كلمته «وأود ابتداء ان ارحب بكم ايها الحضور في مصر في بيت العرب في قاهرة المعز من قلب التحرير من قلب القاهرة في هذا الميدان في حضن النيل شريان الحياة لمصر وهبة الله لها في هذا الميدان منطلق ثورة 25 يناير المجيدة التي خرج فيها الشعب المصري كله طالبا ومنتزعا حقه في الحرية والكرامة والعدالة .. هذه انتفاضة العرب جميعا وليس المصريين وحدهم لقد فتحت هذه الثورة صفحة مشرقة في تاريخ مصر المجيد». وأضاف مرسى «لم تكن ثورة 25 يناير مجرد تحرك قام به الشعب المصري من أجل حريته وكرامته لم تكن فقط معنية بالشأن المصري وانما كانت ايضا اعلانا لا لبس فيه عن رغبة هذه الشعب، شعب مصر في العودة لكي يحتل مكانته الطبيعية في قلب أمته العربية وليساهم بسواعد أبنائه في بناء مستقبل عربي مشرق بعد خروج مصر من منظومة العمل العربي لفترة». وأضاف «نعود من هذا التهميش الذي عشنا فيه على مدار العقود الأخيرة نعود لدور مصر التاريخي الطبيعي الفاعل المتحد المتفاعل المتكامل مع المحيط العربي وليس هذا فقط وانما مع المحيط الاسلامي والافريقي والدولي اذغا نهض العرب تنهض الدنيا». وتابع «ها هي مصر تستكمل اليوم انجاز تحولها الديمراطي وينتخب الشعب المصري لسلطاته التنفيذية والتشريعية في انتخابات حرة نزيهة تابع مراحلها المختلفة المجتمع الدولي والعديد من المنظمات الاقليمية والدولية بما في ذلك جامعة الدول العربية ..وأود ايها الأحباب بهذه المناسبة أن أعرب عن شكرنا، عن شكر شعب مصر للجهد الذي اضطلع به فريق خبراء الجامعة العربية في متابعة الانتخابات الرئاسية والذي حظي بتقدير وثناء الشعب المصري، ان التزام مصر بقضايا أمتها العربية هو التزام تاريخي جددته ثورة 25 يناير المجيدة وقراءة تاريخنا العربي وتأمل الواقع الدولي يصلان بنا الى النتيجة ذاتها وهي ان قدرتنا كعرب على مواجهة تحديات المرحلة التي نعيشها تتوقف بشكل كبير على قدرتنا على تطوير آلية العمل العربي المشترك». «ليس هناك شك في اتفاقنا على المبادىء والأسس والغايات والأهداف انما المطلوب منا أن نتكامل وان نكون قادرين على تطوير آليات ووسائل العمل العربي المشترك لنحيي في نفوسنا جميعا مفهوم الوحدة العربية واتفاقية الدفاع العربي المشترك والمصير الواحد بل والرؤية الواحدة نحو الأهداف والغايات التي نريدها لأبنائنا وأحفادنا من بعدنا ولمن يعيش معنا الآن في هذه المنطقة بل في الأرض كلها».
وقال الرئيس مرسي«ولعلكم أيها الأحباب تتفقون معي في أن الوقت قد حان لاستكمال الجهد التي كانت الدول العربية قد بدأته منذ عام 2004 لبحث تطوير منظومة العمل العربي المشترك وتحويل هذا الملف إلى أولوية تحتاج لتحرك حثيث وها نحن نتحرك جميعا ولا يستطيع أحدنا وحده أن يفعل ذلك للوصول إلى نتائج ملموسة وفقا لثلاثة مبادىء أساسية وهي: أولا : مراجعة المنهج الذي اتبعته الجامعة العربية منذ قمة تونس 2004 في مجال إصلاح وتطوير العمل العربي المشترك، والذي قام على التركيز على مسألة إنشاء أطر وآليات ومجالس إضافية في إطار الجامعة العربية وتحت إشرافها وتغيير أسماء بعض أجهزة الجامعة، فالقضية في جوهرها ليست في مجرد استحداث آليات أو مسميات جديدة، وإنما المطلوب هو إدخال تعديلات حقيقية على هذه الآليات القائمة، سواء من حيث المضمون أو الاختصاصات أو الدعم الحقيقي لتتحرك لتتجاوز قضية تطوير العمل العربي مرحلة الشعار والغاية النبيلة وتترجم في إجراءات تفصيلية واضحة ذات نتائج ملموسة يشعر بها ويقتنع بجدواها ثم يدعمها المواطن العادي في جميع أقطارنا العربية. ثانيا : إن العلاقة مع دول الجوار العربي بالنسبة لمصر، وهي دول تربطنا بها وشائج الجغرافيا والتاريخ والمصالح المشتركة التي ربما لا ترقى إلى مستوى التطابق في بعض الأحيان، وهو ما يدعونا إلى تشجيع استكمال الجهود الجارية لبلورة إطار موحد ومتفق عليه يحدد علاقاتنا مع دول الجوار، يحدد المصالح العربية ويرتب على أساسها أولويات التحرك وطبيعة العلاقة وأطر التعاون المطلوبة والممكنة مع كل دول الجوار وفقا لظروف كل حالة وخصوصيتها في إطار جهدنا المشترك لتطوير منظومة العمل العربي».