قلت لصديقى «عبد المجيد»: كان يفترض أن تكون خطيبتك مكانى فى هذه اللحظة، كنا نختار كروت دعوة فرح صديقى، فقال: أصلها عاملة ماسك طين مغربى على وشها ومش هينفع تنزل، قلت له مندهشًا: طين؟ وعلى وشها؟ فسمعته يتمتم (على وشها ووش اللى يعرفوها)، بتقول حاجة يا عبد المجيد؟ فقال: ما تكلم لنا برما صاحبك نسمع منه نصيحتين فى الليلة اللى الواحد داخل عليها، اتصلت به لكنه لم يرد، قلت لصديقى: طب ما تاخد عينات من الكروت وتروح لها آخر النهار يكون الطين فك، فقال: مافيش وقت. فى الوقت نفسه كان برما يعاود الاتصال، قلت له: يا برما عبد المجيد هيتجوز الأسبوع الجاى، فقال برما دون تفكير: يا ابن العبيطة. بدأت المكالمة وكانت تدور بينهما من طرف واحد، برما يتحدث وعبد المجيد فمه مفتوح لا إراديا مثل حازم إمام الصغير، طلبت منه أن يفتح الاسبيكر حتى أستفيد مما يقوله برما.
كان يقول: بعد الزواج لا تسقط فى النوم فجأة فأنت لا تعيش فى بنسيون، اضرب كلاكس أو قُل تصبحوا على خير.. لا تفاجئ زوجتك بصوت شخيرك.. حاول على الأقل أن تمهد له، ولا تفكر بمفردك فى الأمور وتفاجئها بالقرار، مشاركتها فى التفكير لو لم تكن مفيدة ستجعلها داعمة للقرار الذى ستتخذه أيًّا كان (لا تجرب هذه الجزئية إن كنت تفكر فى الطلاق).
وكل يومين اجمع خصلات شعرها المنسدلة على خدها وضعها خلف أذنها (كأنك قال يعنى شعرها مش مخليك تستمتع بجمالها)، ولا بد أن تهاديها، وحاول أن تكون هداياك لها حريمى قدر الإمكان، فلا تهاديها بجهاز «لابتوب» أو كارت «الجزيرة»، مثلا من الأفضل أن تهاديها بما يجعلها تتأكد أنك ما زلت تتذكر أنها أنثى (على قد ما تقدر يعنى).. عندك العطور مثلا، بالمناسبة لا تنسَ التواريخ المهمة فى حياتها.. حاول أن تنسى مرة واحدة عيد ميلادها وسترى رد فعل سيجعلك لا تنساه إلى الأبد، «البيت مش ناقصه حاجة».. اجعلها هى التى تقول لك هذه الجملة، لأنك إذا بادرتها بها وقلتها على سبيل المعايرة ستفاجئك بأن البيت ناقصه حاجات كتير قوى يا أستاذ، احذر أن تعلق يومًا ما على وزنها.. المرأة تزعجها جملة «إنتى تخنتى» أكثر من جملة «إنتى طالق»، لن أقول لك «اغسل المواعين» ولو أنه شىء يشرفك ولا ينتقص من رجولتك، سأقول لك اكتفِ بعرض المساعدة (اعمل نفسك بتلم الأطباق بعد الغذاء لتضعها فى الحوض لاستعداد للغسيل) وتأكد أنها ستشكرك وستقدر اهتمامك وستعفيك من المهمة.. ملحوظة: إذا لم تعفك من المهمة حاول أن لا تكون سخيفًا وتقول لها أنا كنت باهزر، لا تقل أمامها يومًا جملة «وانا أجيب لك منين»، إذا طالبتك يومًا ما بشىء فوق قدرتك المالية لا تهاجمها، لكن ذكرها فى البداية أنها تستحق أكثر مما تطلبه، وأنك كنت تفكر فى أن تحضره لها قبل أن تطلبه، ثم تحدث عن معاناتك المالية دون تأنيب لها، ستنشغل هى بفكرة أنك تراها تستحق أفضل مما طلبته وسيجعلها هذا تقدر ظروفك وتصبر عليها، وبالمناسبة قبل أن تطالبها بأن تهتم بنفسها لا بد أن تهتم أنت بنفسك، هل لاحظت مؤخرًا شكل أظافرك أو لون أسنانك أو رائحة عرقك أو رائحة أحذيتك الرياضية الصينى؟
يجب أن تكون مملا وتكرر على مسامع زوجتك كل فترة لماذا تحبها ولماذا أنت سعيد باختيارها زوجة لك وما الذى أعجبك فيها أول مرة وما الذى تطور فيها للأفضل، قد ترى من وجهة نظر رجالية بحتة أن هذا التكرار هو «شغل مغفلين»، لكن تأكد أن المرأة تراه «شغل معلمين»، وإياك أن تقع فى الخطأ التاريخى الذى يقع فيه الرجال كثيرًا وهو أن تقارنها بأحد حتى إذا طلبت هى منك ذلك، أرجوك لا تكن موضوعيًّا عندما تسألك عن الفرق بينها وبين إليسا، فلتبحث عن إجابة كوميدية (لو اتزنقت قوى)، لا تقل لها نظريات عن الجمال قد تفسر ضدك مثل الجمال جمال الروح يا بيبى، قلها لها صريحة وبثقة «إنتى خارج المنافسة يا حبيبتى»، وانت عارف كويس قوى إنها خارج المنافسة فعلا.
خد بالك من عاداتك اللا إرادية المستفزة، مثل أن تكون معتادًا على أن تبصق فى أى مكان بصوت عالٍ بعد مقدمة مرعبة «أخخووووت»، أو أن تكون معتادًا على العبث بأصابع قدميك أو نتف شعر أنفك أمام البشر، حاول أن تتخلص من هذه العادات التى تضايقها وتحول حياتها جحيمًا، واطلب منها المساعدة فى هذا الأمر وستجدها مستعدة للوقوف معك بقوة وإخلاص حتى تعود إنسانا طبيعيًّا.
كان فم عبد المجيد يتسع حتى كاد أن ينافس نفق الأزهر، قلت لبرما: هذا حمل ثقيل على الرجل يا مان، فقال: اللى مش قد الجواز مايتجوزش، وكل ما قلته لن يكلفه شيئًا، لكن سيضمن له سعادة مجانية، وبالمناسبة عندى أضعاف أضعاف ما قلته، لكن فى الجواز بالذات كل مرحلة ولها نصائحها وعن إذنكم علشان داخل على لجنة، قلت له طب نصيحة أخيرة للعريس يا برما، فقال: قل له برما بيبارك لك وبيقول لك كُل عيش.. سلام.
انزعج عبد المجيد من الكلمة الأخيرة قائلا بغضب: كُل عيش؟.. هو بيهددنى؟ ده مايعرفنيش.. يعنى هيحصل إيه لو ماكلتش عيش؟ طبطبت على كتفه قائلا: لو ما أكلتش عيش هتأكلك هى الطين اللى بتعمل بيه وشها.