أكد القائم بأعمال رئيس حزب "الحرية والعدالة" عصام العريان إن قرارات الرئيس محمد مرسي بإقالة القادة العسكريين قرارات ثورية وضعت أقدام مصر على أعتاب الدولة المدنية الديموقراطية وأنهت الحكم العسكري لها ، وقطعت الطريق على الذين يراهنون على إفشال الرئيس ومشروعه الإسلامي ويتمردون على برنامجه ، وقال إنها قرارات رئاسية شجاعة أحبطت مخططات الثورة المضادة وفضحت الطرف الثالث الذي يعمل على إعاقة مسيرة التحول الديموقراطي لشعب مصر ، وأن الرئيس أدى واجبه السيادي وحقق مطالب الثورة وعلى كل ثوري أن يساند الرئيس لمنع أي محاوت ضد الثورة فهذه هي الموجة الثانية لثورة الشعب المصري. وشدد على أن العالم اصبح يتعامل مع دولة مدنية حقيقية في مصر ، وشعبها هو السيد الحقيقي ، ومصدر السلطة رئيسها الذي انتخبه الشعب ، وحكومتها مسؤولة يحاسبها رأي عام قوي ، وأهلها متيقظون ، يشعر المواطن فيها أنه صاحب القرار ، وأن صوته كمؤيد أو معارض يحدد مسيرة هذا البلد ، ومن هنا تبدأ مرحلة ومسيرة التحول الديموقراطي في مصر لتصبح مصر وطنا للجميع ، مشيرا الى أن قرارات الرئيس ستتوالى على كل الصعد وان مسؤولية الشعب والقوى السياسية أن نحافظ على مكتسبات الثورة ونكمل مسيرتها مع الصبر والتحمل وتقبل الاخر. ودعا العريان في حوار خاص مع صحيفة "الراي" الكويتية الثوار والقوى السياسية إلى الالتفات حول الرئيس محمد مرسى وبرنامجه لكي تنطلق مصر نحو آفاق أرحب ، وقال إنه من قصر النظر السياسي المراهنة فقط على فشل الرئيس والحكومة في غياب البديل ،ونحن بحاجة إلى أن يشعر الجميع بالمسؤولية عن نجاح التجربة الديموقراطية الوليدة ، وذلك بجعل الرئيس وحكومته أولويات استتباب امن ومنع الفوضى ومعاقبة المخربين بالقانون وتوفير الطاقة وتقوية التماسك اجتماعي ودعم اللحمة الوطنية ويدعم كل هذا النضج السياسي الذي بات يتمتع به الشعب المصري وكلها مقدمات أساسية للنهضة والرخاء ، علاوة على توفير الخدمات الرئيسية وهي أساس وعصب حياة المواطنينوالتأكيد على أن كل من يخرب أو يهمل في تقديم هذه الخدمات يجب محاسبته وعقابه ونفى القائم بأعمال رئيس حزب "الحرية والعدالة" عصام العريان أن الدستور القادم سيكون اخوانيا، مؤكدا أن تشكيل الجمعية التاسيسية ورئيسها والمتحدث باسمها ، كلهم شخصيات وطنية لا علاقة لهم بالإخوان واللجنة تضم جميع الأطياف ، وأن من يرددون هذا الكلام يريدون تعويق المسيرة الإصلاحية في مصر بأي وسيلة ، معربا عن امله أن تشهد مصر استقرارا وتنمية في ظل دستور جديد يؤسس لديموقراطية سليمة ، موضحا انه تم انجاز الغالبية العظمي من مواد الدستور بفضل كثافة وتوالي الاجتماعات للجمعية ، ولم يتبق سوى 10 مواد وتنتهي الصياغة الأولى ، وبعدها يتم ترتيب إجراءات الاستفتاء ولكن بعد انتهاء اللجان الفرعية كذلك.
وعن زيارة الرئيس مرسي للصين القادمة ، أكد أن مصر لن تصبح تابعة لأحد وستمنعها كرامتها من مد يدها لأخذ أي معونات ، ولذلك فإن البديل هو البحث عن موارد جديدة وتنميتها ، وأن رحلة الرئيس محمد مرسي إلى الصين هي بداية لتدفق استثمارات جادة تساهم في رفع معدلات التنمية الاقتصادية في مصر من جهة وتساعدنا على الاستغناء عن القروض والمعونة من جهة أخرى ، وهذا يتحقق مع الصبر والعمل المتقن والجد والاجتهاد حتى تتزايد الاستثمارات ويرتفع مؤشر التنمية وتعبر مصر جميع الازمات ، حيث إن العديد من رجال الأعمال الصينيين الذين اجتمعت بهم اكدوا أن الانتاج في مصر أرخص بكثير من مثيله في الصين ، ما يعزز اتجاهات بناء المصانع في مصر برأسمال صيني أو أجنبي كحل وسط يساعد في حل أزمة البطالة عندنا وتنشيط الاستثمار ورفع معدلات التنمية من جهة ، ولتحقيق المزيد من الأرباح والاستفادة بالميزة النسبية المتمثلة في رخص الأيدي العاملة في مصر .
واضاف أن هذا الإعلام عمل ضد الثورة أثناء انطلاق شرارتها الأولى ولكنه فشل ونجحت ثورة 25 يناير، ثم قاد حملة ضد التعديلات الدستورية في 18 و19 مارس وفشل ونجحت التعديلات بنسبة تجاوزت ال 78 في المئة ، ثم قاد حربا شرسة ضد الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية إلا أنها فشلت فشلا ذريعا وكسبت الأحزاب الإسلامية بنسبة قاربت ال77 في المئة ، وكذلك استمر هجومهم ومعركتهم ضد الإسلاميين بلا هوادة في انتخابات رئيس الجمهورية.
ورغم ذلك فازالدكتور محمد مرسي وفشل الإعلام ، وطالب العريان أصحاب هذه القنوات التي تريد تشويه الوجه الجميل لثورة 25 يناير وتشويه الوعي الذي يتمتع به الشعب المصري أن يدركوا أن هذه الثورة أكدت أن المصريين شعب ناضج ويستطيع أن يكتشف التزوير والكذب.