«اقتصاد مترهل ومتدهور وشعب غاضب»، تلك هي أبرز التحديات التي رأت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن رئيس الوزراء الجديد هشام قنديل سيواجهه خلال إدارته للبلاد. وقالت الصحيفة الأمريكية إن المعارك السياسية وتضارب الصلاحيات بين رئيس الجمهورية والمجلس العسكري سيكون عائقا كبيرا أمام نجاح رئيس الوزراء الشاب، وستقيد عملها بصورة كبيرة.
وأضافت واشنطن بوست أنه على مدار العام والنصف الماضيين وتعاني البلاد من تزايد لمعدلات الجريمة وتهاوي للاقتصاد، وهو ما سيشكل عائقا إضافيا لتعطيل عمل قنديل أيضا، بالإضافة إلى غضب قطاعات كبيرة من الشعب بسبب انقطاع التيار الكهربائي والمياه في عدة مناطق.
وأشارت الصحيفة إلى أن المعضلة الكبرى أن الشعب المصري قبل ثورة 25 يناير اختلف عن الشعب المصري بعدها، حيث بات حاليا الغضب هو السمة الأبرز له، والصمت بات أمرا مستحيلا أمام أي أزمة أو مشكلة تؤثر على حياتهم اليومية، وهو ما سيشكل عبئا كبيرا على كاهل رئيس الوزراء الذي يجب عليه أن يرضي الجميع، حتى يعيد عجلة الاقتصاد للدوران.
لكن واشنطن بوست أرجحت إلى أن السياسة قد يكون لها أثرا سلبيا كبيرا على أداء قنديل، فرئيس الوزراء «الملتح» عليه أن يخوض معارك سياسية عديدة يستهلها بمسألة تعيين وزيرا الدفاع والداخلية، وهو ما سيكون بمثابة اختبار مبكر لقوة شخصية وزير الري السابق، وما إذا كان قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية سيسمحون للمدنيين بالتدخل في شؤونهم أم أنهم سيتمسكون بصلاحيتهم.
ومن جهة أخرى أشارت صحيفة لوس أنجلوس تايمز في تقريرها عن تولي هشام قنديل رئاسة الوزراء من أن الحكومة الجديدة سيواجه تحديات اقتصادية جمة تحدد مصير حكومته.
وتابعت الصحيفة الأمريكية قائلة «الوجه غير المألوف الذي فاجئ به الرئيس المصري محمد مرسي الجميع، عليه أن يفك طلاسم الاقتصاد المصري، خاصة وأن البلاد تعاني من مشكلات وأزمات اقتصادية وتحديات أمنية».
وأشارت لوس أنجلوس تايمز أن تعيين الرئيس المصري لقنديل بمثابة رهان ومخاطرة من قبل الرئيس المصري، الذي ستعتمد مصداقيته على مدى سرعة نجاح الحكومة في عقد المساومات السياسية وحل المشاكل الاقتصادية والقضاء على البطالة والتضخم المالي وتحسين الرواتب لعدد كبير من قطاعات الشعب.