لم تكن كلمات عابرة أن يقول لي "لن أتركك ،لن أنساكي "لم تكن كلمات عابرة وقت مسيرة سلمية أن يقول لكل من حوله "هذة محبوبتي "لم أكن أعلم وقتها أنها كلماته الأخيرة و يعلنها أمام كل من يسير علي جانبي الطريق،لم أعلم أنه سيسلمني دفة الأحلام لأقودها. "مايكل مسعد" يعلمه الجميع بل يعلم عنه العالم أجمع فقد أتصل بي الكثيرون من مصر وخارجها ليقدموا لي واجب العزاء، وفى كل مناسبة بيني وبينه أشارك كل العالم فيها كي يظل ذكري خالدة يعرفه مني من لم يعرفة ويراة فىٌ من لم يراه من قبل سوي لحظة المشرحة وصورتي الشهيرة معه.
لم يكن مايكل مجرد حبيب فقد كان حلم ظللنا مراراً وتكراراً نرسم فية أجمل الوصفات السحرية كي يبقي له بريق الحب والأمل ،لقد كان يرسم بهجته فى كل مطلع من اليوم يلونها بأحلامه يترك لها العنان كي تبقي إبتسامت مايكل مسعد صانع الإبتسامة ،لم أكن أعلم أننى يوماً ما سأحتفل بيوم خطوبتي عليه وحدي ،فلقد حلمنا أن نفعل الكثير والكثير ،لن أعترض علي ما حدث و لكن وجب القول أننى لن أقبل فيه عزاء فهو لم يمت بعد ،فهو يحيا بداخل أحلامه وبداخلي فهو لم يكن حلم فقد كان حبيب فقدته و فقدت معه الكثير ،هناك من يعاتبون وأخرون يرون أنه كفا ما حدث ولنكمل حياتنا ناظرين إلي الأمام أو أن العمر لن يعود أو أن مايكل مات وكفى !.
أحبائي مايكل لم يمت لقد قتل بيد العسكر فى مذبحة ماسبيرو والتي تعد من أبشع المذابح التي حدثت فى مصر علي يد العسكر ،أحبائي لن يترك دماء الشهداء لانها سبب قرائتكم لهذا الكلام ،فلقد تبني الشهيد حبة لوطنة وتبنيت أنا الحفاظ علي هذا الحب من الضياع ،رثائي ليس لمايكل حبيبي أو حلمي الضائع المقتول فى وطنة ،لكن رثائي علي وطني الذي قتل بعد مصرع الحبيب والحلم.
وطني الذي تركني أبكيه بدموعي ولم يبالي بتنهدات قلبي ،وطني الذي باع دم شهدائه لأجل مستقبل غير معلوم ،لأجل أمل غير محدد المعالم ،لاجل حلم قتل وترك فى مقالب القمامة كما حدث فى محمد محمود أو أن يقتل الحلم ويدفن بمقابر الغرباء كشهيد الوجة المبتسم ،حلم قتل لأجل وطن ووطن قتل لأجل حلم و حبيب قتل من أجل كل هذا ،ما بالكم اليوم تتنهدون وتقشعرون حينما ترون صورة المشرحة وأن أمسك بيدة فيها ؟؟
ألستم أنتم سبب وجودى بجواره ،كلماتكم الجارحة وترككم لحقوقكم هم من قادوه إلي القتل ،لن أنتظر طويلاً حتي تؤمنون أننى لا ولن أرثي حبيب فقط ،فقط توقفوا عن اللوم لانى سأظل هكذا رسولة كما قدر لي أن أكون و ليكن يوم خطوبتي الذي حلمت بة لسنوات هو يوم رثائي لوطني إلي أن يعود الوطن من الأحتلال ،سيظل رثائي لحلمي إلي أن أحققة.
سيظل رثائي لحبيبي إلي أن يفيق أهل وطني لعيلموا أن هناك شخص يدعي مايكل مسعد قتل بيد المجلس العسكري و أن حقه لن يأتي من السما قبل أن يأتي من علي الأرض التي سالت فية دماؤه الطاهرة ،فرسالتي ليست رسالة مقروة أو مسموعه بل هي رسالة روح أرحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء ،ستستمر حياتكم وحياتي و ربما نعيش حتي نري الوطن بات قوياً يحمي الضعيف قبل القوي ويرحم الفقراء قبل الأغنياء ويحترم الشهيد قبل الحي ،لربما يأتي اليوم الذي فية أقف أنشادكم بالأتحاد من أجل حقوق من قتلوا و أعلم أن من سيجتمعون علي أكثر ممن سيجتمعون معي ،أنا فى أنتظار تهنئتكم لي بخطوبتي لانها ستكون مميزة مع عريس رحل و لن يعود وأيادي وضعت فى يدي دبلة ذهبية أقيم ما قدم لي طوال حياتي ،ولكن ستكون التهنئة حقيقية حين تهنئوني بعودة حقة الذي يطمسه المجلس العسكري بإحالة المسئولين للتقاعد والمعاش ،ليكن الله فى عون مصر علي الدماء التي شربتها عنوه.