اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الأربعاء ، أن انتخابات الرئاسة المصرية بوصفها "أول انتخابات نزيهة " تجري لانتخاب رئيس عربي يجب أن تكون دفعة لثورة إقليمية تجتاح كافة أرجاء العالم العربي وتطيح بسائر الأنظمة الاستبدادية . وأوضحت الصحيفة - في تعليق بموقعها على شبكة الانترنت - أنه حتى قبل إصدار الاعلان الدستوري المكمل من قبل المجلس العسكري -الذي تولى حكم البلاد منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير العام الماضي - كان التفاؤل بشأن ما ستحققه انتفاضات الربيع العربي قد انحسر إلى حد كبير.
وأردفت الصحيفة تقول أنه قد بدى للكثيرين أن ما بات يطلق عليه "الربيع العربي" قد آل في نهاية المطاف إلى " شتاء عربي " في ظل ممارسات المرحلة الانتقالية في بلدانه من قمع وحشي وثورة مضادة تمكنت في بعض الأحيان من " سحق واختطاف " الثورات العربية وبعض الاخر من " تحويل الضغط والزخم الشعبي المطالب للحفاظ على الحقوق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية إلى اعتبارات أخرى".ولفتت الصحيفة إلى أن التدخل الأجنبي في ليبيا قد خلف وراءه فوضى عارمة بينما غرقت سوريا في بحر الحرب الطائفية فيما اقتصر الحل بالنسبة للانتفاضة اليمنية على تغييرات لا تعدو كونها تغييرات "شكلية" يعقبها حملات وغارات أمريكية مكثفة على الأراضي اليمنية لاستهداف وملاحقة عناصر تنظيم القاعدة .
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية ، إن جماعة الاخوان المسلمين ترغب في " محاكاة" النموذج التركي للاسلام الديمقراطي غير أن "جنرالات مصر" قد يحبذون النموذج التركي الاقدم في ممارسات ما أصطلح على تسميته "الدولة العميقة" التي تمسك بزمام الامور من وراء واجهة أو ستار برلماني.
وحذرت الصحيفة من أنه في حال استمرت الأمور هكذا على حالها، فستكون بمثابة " ناقوس خطر" يحدق بمسيرة التحول الديمقراطي الجارية في مصر على وجه الخصوص ومنطقة الشرق الاوسط بصفة عامة..كما إنها قد تقضي على المصداقية التي تتمتع بها جماعة الاخوان المسلمين التي لديها سجل من "الصفقات سرية غير فعالة مع المجلس العسكري"، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي يتهمها خصومها بالسقوط مرة أخرى في الفخ ، يؤكد أنصارها إنه ليس هناك مجال للمساومة داخل الجماعة .
وأضافت الصحيفة " أن هناك خطرا واضحا يحدق بمصر وغيرها من الدول العربية وهى انزلاق المعسكر الثوري في تلك البلدان داخل صومعة الحروب الثقافية على النموذج الامريكي بين العلمانية والدين على حساب النضال لتحقيق عدالة اجتماعية واقتصادية واستقلال وطني من شأنه أن يحقق تغيرات فارقة بالنسبة لمعظم المصريين".
وأكدت صحيفة الجارديان ، أن السبيل الأكثر فاعلية للدكتور محمد مرسي يكمن في "حشد قاعدته الشعبية واحتضان مناؤيه من التيارات العلمانية والتقدمية في مواجهة خصومه فيما يتعلق بقضايا الديمقراطية الاساسية" بجانب حماية وتعزيز حقوق المرأة والحقوق المدنية.