في جلسة تاريخية انتظرها الملايين من المصريين بل والعالم أجمع فيما عرف بقضية القرن ،أصدر المستشار أحمد رفعت رئيس محكمة الجنايات اليوم حكمه بالسجن المؤبد على الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ووزير الداخلية حبيب العادلي عما نسب إليهما وإلزامهم بالمصاريف ومصادرت المضبوطات . كما قضت المحكمة ببراءة مساعدي حبيب العادلي الستة وهم كل من اللواءات أحمد رمزي رئيس قوات الأمن المركزي السابق واللواء عدلي فايد مدير مصلحة الأمن العام السابق واللواء حسب عبدالرحمن رئيس مباحث أمن الدولة السابق واللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة السابق واللواء أسامة المراسي مدير أمن الجيزة السابق واللواء عمر فرماوي مدير أمن السادس من أكتوبر السابق.
و كذلك بانقضاء الدعوى الجنائية ضد كل من مبارك ونجليه جمال وعلاء ورجل الأعمال حسين سالم في قضية التربح المتمثلة في حصول مبارك ونجليه على فيلات بأسعار زهيدة من حسين سالم مقابل تسهيل حصوله على مساحات من الأراضي بشرم الشيخ.
في بداية الجلسة ألقى المستشار أحمد رفعت رئيس محكمة جنايات القاهرة كلمة تمهيدية للنطق بالحكم فيما يلي نصها« إن واقعات التداعي المعروضة حسبما استقر في وجدان وضمير المحكمة من واقع غوصها في الأوراق وما حوته من تحقيقات وما أرفق من مستندات عن بصر وبصيرة ، وما ارتاحت إليها عقيدتها وما وقر صحيحا ولازما وقاطعا في وجدانها.. ورسخت صحة وإسنادا وثبوتا في يقين قاطع جازم تطمئن معه عقيدة المحكمة وتستريح مطمئنة مرتاحة البال هادئة الفكر إلى صحة وثبات وإثبات الثابت في أوراق التداعي .. وما كشفت عنه سائر الأوراق بما يقشع الظلم ويميت الغموض عن وقائعها وأحداثها ويسلط النور والضياء عليها فتظهر وتطل يافعة قوية ناضرة ملىء البصر والعين مستقرة لا مراء فيها .
ولا شك فإنه مع بزوغ صباح يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من يناير عام 2011 أطلت على مصر شمس فجر جديد لم تره من قبل أشعته بيضاء حسناء وضاءه تلوح لشعب مصر العظيم بأمل طال انتظاره ليتحقق مع نفاذ أشعتها شعاع وضاح وهواء نقي زالت عنه
الشوائب العالقة فتنفس الشعب الذكي الصعداء بعد طول كابوس ليل مظلم ولكنه أخلد لثلاثين عاما من ظلام دامس حالك أسود أسود أسود ، أسوداد ليلة شتاء قارس بلا أمل ولا رجاء أن ينقشع عنها إلى صباح مشرق بضياء ونضارة وحياة .
وهكذا كانت إرادة الله في علاه إذ أوحى إلى شعب مصر وأبنائها البواسل الأشداء تحفهم ملائكة الحق سبحانه و تعالى لايطالبون برغد العيش وعلياء الدنيا ، بل يطالبون ساستهم وحكامهم ومن تربعوا على عرش النعم والثراء والسلطة أن يوفروا لهم لقمة العيش .
وقال المحكمة قبل النطق بالحكم أننا قد استعنا بشهادت كبار المسئولين في الدلولة ممن وجدنا في شهادتهم احقاقا للحق لذلك استدعتهم المحكمة للإدلاء بشهادتهم التاريخية .
كنما استمعت المحكمة بكل ترحاب وسعة صدر لهيئة الدفاع واتاحت لهم الفرصة لتقديم دفاعهم شفاهات ومكتوبا ولم تغلق أمامهم ثمة طريق للدفاع ولكي توفي المحكمة بعدلها فقد سمحت لكافة المتهمين كل مايراه لدفاع عن نفسه فضلا عما قدمه الدفاع عنهم .
وبعد جلسات متعاقبة بلغت في إحدةى جلساتها 10 ساعات وأكثر حققت المحكمة كل قواعد العدل ، وقد أغلقت باب المرافعة وحددت السبت 2 يونيو 2012 موعدا للحكم وقد بلغ عدد جلسات المحاكمة 49 جلسة وعدد ساعاتها 205 ساعة بدأت من 3يناير 2012 وحتى 22 فبراير 2012 بما يقرب من شهرين متواليين .
وبلغت صفحات الجلسات أكثر من 700 صفحة بينما بلغ عدد المستندات والمذكرات ما يتجاوز 60 ألف صفحة وقد بذلنا أ،ا وسيادة المستشار أحمد عاصم بسيوني والمستشار هاني برهام ما في وسعنا ولم يغمض لنا جفن منذ أكثر من 100 يوم .
ليقضي بعدها بحكمة المتقدم . لتندلع بعدها اشتباكات بين المدعين بالحق المدني ودفاع المتهمين تم خلالها الاعتداء على صحفي التحريؤر الوليد إسماعيل والصحفي أحمد البهنساوي مما دفع عدد من زملائهم التدخل للدفاع عنهم .
في الوقت نفسه اندلعت اشتباكات خارج قاعة المحكمة فور سماع الحكم بين أنصار مبارك وبين أهالي الشهداء عقب النطق بالحكم قامك خلالها أنصار المخلوع بالاعتداء على الأهالي وتحطيم السيارات والكاميرات وقذف الأمن بالحجارة .
ردود الأفعال تباينت فورسماع الحكم حيث انطلق سيارة مصفحة تحمل الرئيس المخلوع خارج اكاديمية الشرطة وسط حراسة أمنية شديدة .