من الطبيعى جدا ان تحدث الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية ويخرج الثوار من جديد الى ميادين التحرير للتعبير عن غضبهم ، فلقد قاموا بثورة والثورة تعنى انتفاض الشعب ضد حكم ظالم لايحقق أهداف الوطن بهدف تحقيق نهضة مجتمعية ، وثورة تعنى التغيير من شىء الى افضل هذا هو التعريف الطبيعى والمنطقى لاى ثورة. وبقيام ثورة الخامس والعشرين من يناير التى كانت تهدف الى اسقاط النظام وتغيير الحكم المستبد الى حكم ديميقراطى تسوده الحرية والعدالة كان لابد من اعلان حكومة ثورية فجاءت حكومة على هوى الرئيس المخلوع وكان لابد من انتخاب رئيس يعبر عن طموحات ومتطلبات الثورة فجاء المجلس العسكرى والفترة الانتقالية وباسقاط النظام كان لابد من اعداد دستور جديد فتم ترقيع الدستور .
وجاءت الانتخابات الرئاسية وطالبنا بانتخابات نزيهة بلا تزوير وتطبيق قانون لعزل اتباع النظام السابق ولكن لم يدخل حيز التنفيذ القانونى واجريت الانتخابات .
فكان من الطبيعى ان يغضب الثوار حتى لا نعود لنقطة الصفر مرة أخرى وحتى لايعود النظام السابق مع تغيير الوجوه فقط .
الخطا هنا يعود على الثوار انفسهم الذين تهاونوا منذ البداية فى حقهم الثورى فكما ذكرت الثورة تعنى دستور جديد حكومة ثورية رئيس منتخب من قبل الارادة الشعبية الثورية بالاضافة الى محكمة ثورية لمحاكمة مستبدى النظام السابق على جرائمهم .
وعلينا خطأ آخر هو عندما كانت انتخابات الرئاسة تدق على الابواب وحدثت عدة انتهاكات من قبل اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة فقانون العزل لم يتم تطبيقه على بعض المرشحين ممن صعدوا لجولة الاعادة فى الانتخابات الرئاسية بالرغم من خروج بعض المرشحين الذين لم يكونوا ضمن من ينطبق عليهم هذا القانون واتهامه بان والدته تحمل جنسية اجنبية رغم اثبات المحكمة انها لا تحمل سوى الجنسية المصرية فكان علينا فى ذلك الوقت أن نعلم التلاعب الذى سوف يحدث وان هناك انتخابات مقبلة على تزوير وان هناك طرف ثالث يدير جميع الامور كما يريد .
هذا بالاضافة الى انسحاب الدكتور محمد البرادعى من خوض انتخابات الرئاسة وذلك لبعد نظره لما رآه من عدم نزاهة .
هناك احتمال اخر قد نوه عنه صديق لى بانه من الممكن ان يكون الطرف الثالث مدبر احداث مجلس الوزراء ومحمد محمود ومجزرة بورسعيد والعباسية وماسبيرو قد حول الانتخابات الرئاسية الى لعبة لصالحه وذلك من خلال ان تأتى نتائج الانتخابات بما لا يشتهى الثوار فتقوم الاحتجاجات فيقوم هو من ناحية اخرى بانقلاب ويعلن نفسه حاكما للبلاد بحجة أعطيتكم الديمقراطية فأسأتم استخدامها فحدثت الاعتصامات والمظاهرات الفئوية والاحتجاجات .
اذن احذروا أيها الثوار فالانقلاب قادم ، لذلك أتوجه للشعب بجميع طوائفه ومذاهبه ومسمياته ان يتحد فى وجه أعداء ثورته حتى لا نعطيهم فرصة تحقيق مطامعهم وحتى لايتحول الشعب الى لعان للثورة ومن قام بها ، وحتى لا تتحول الثورة الى انقلاب .