من الصعب على نفسى أن أجد أحمد شفيق رئيسا للجمهورية أو حتى ينافس على المنصب، وبدا قريبا منه وهو الذى كان من خَدَمَة حسنى مبارك ووقف إلى جانبه فى إجهاض الثورة ورئىسا لوزراء موقعة الجمل مع وزير داخليته محمود وجدى الذى يشارك بشكل رئيسى الآن فى حملته الانتخابية واستعادة رجال النظام القديم والبلطجية والمسجلين خطرا لإنجاحه بأى طريقة. ويصعب على نفسى أيضا أن أجد محمد مرسى رئيسا للجمهورية وهو الذى رضى على نفسه أن يكون «استبنًا» وأن يحركه آخرون رغم ادِّعائه أنه رئيس حزب الحرية والعدالة (يا راجل!).
لكن يصعب على نفسى أكثر أن يقول محمد مرسى ومن معه وجماعته إنه مرشح الثورة.
يا راجل! مرشح الثورة مرة واحدة! ولماذا لم تطرح ذلك فى الجولة الأولى وحرصت وحرصت جماعتك على الاتفاق مع الجماعات الدينية الأخرى والسلفيين (وهل السلفيون من الثورة؟!).
وبعدين يا راجل ويا جماعة كان هناك مرشحون معروف للناس أنهم من الثورة ومرشحو الثورة مثل حمدين صباحى وخالد على وعبد المنعم أبو الفتوح وأضف عليهم هشام البسطويسى وأبو العز الحريرى.
لكن لم يكن أحد يقول إن محمد مرسى مرشح الثورة، بمن فيهم محمد مرسى وجماعته، خصوصا أن مرسى ليس له فى الثور ولا فى الطحين، أو خيرت الشاطر، وإنما كانوا يقولون إنه مرشح الجماعة، وقد سعت الجماعة إلى كل القوى الإسلامية لتقديم مرشحها باعتباره إسلاميا، وحاولت الحصول على تأييد كل المشايخ، ورأينا جمعيات وهيئات إسلامية قد شُكِّلت من أجل هذا خصوصا وسط السلفيين، فهل كان السلفيون ثوارا؟ وهل كان تأييد مرسى من قِبل بعض مشايخ السلفية وخضوعه لامتحان من مشايخهم فى الإسكندرية باعتباره مرشح الثورة أو مرشحا إسلاميا؟!
عيب جدا أن يكذب مرسى وجماعته من أولها ويدّعوا الآن أنه مرشح الثورة! تلك الثورة التى أجهضوها بالتعاون مع جنرالات المجلس العسكرى بدءا من استفتاء مارس 2011 على الترقيعات الدستورية، وهم الذين تركوا الثوار فى الميدان سعيا إلى اقتسام «تورتة الثورة» مع جنرالات معاشات المجلس العسكرى.
وتركوا المجلس العسكرى يقتل فى الثوار فى أحداث ماسبيرو عندما داست المدرعات على المتظاهرين السلميين، وفى «محمد محمود» خرجوا ببيان يهاجم الثوار، واعتبروهم يتلقون أموالا من الخارج من أجل إحداث الفوضى فى البلاد، فى نفس الوقت الذى كان فيه قوات الأمن برعاية جنرالات العسكر يقتلون الشباب ويصفُّون أعينهم والإخوان مشغولون بتحقيق المكاسب والاستعداد للتمكين وإقامة دولتهم، دولة الجماعة لا الدولة الوطنية الحديثة التى سقط من أجلها الشهداء فى ثورة 25 يناير.
أليسوا هم الذين قالوا إن دور البرادعى قد انتهى بخلع مبارك (سمعتها بنفسى من أحد قياداتهم)؟!
أليسوا هم الذين أيّدوا حكومة الجنزورى ضد مطالب الثوار بإقامة حكومة إنقاذ وطنى من الثوار للخروج من أزمة الإدارة الفاشلة لجنرالات المجلس العسكرى، وأفشلوا ذلك، وقد كان ذلك من أهم المكاسب فى إطار مطالب الثورة، لكن الإخوان وقفوا ضدها بما يتوافق مع قناعتهم بإجهاض الثورة وضرب الثوار من أجل مصالحهم الشخصية.
ورغم سيطرتهم على البرلمان فإنهم لم يستطيعوا تحقيق أىٍّ من أهداف الثورة، ولولا أحداث «محمد محمود» وموقف الثوار فيها لم يكن هناك تسليم سلطة من العسكر، وتحديد موعد لانتخابات الرئاسة.
عيب قوى أن يأتى الإخوان الآن ويقولوا إن محمد مرسى مرشح الثورة.