نيازي فجر غضب الأهالي بقوله: إن القضية لا تثمن ولا تغني من جوع على مدار 120 دقيقة شاهدت محكمة جنايات بورسعيد أولى الاسطوانات المقدمة من اتحاد الإذاعة والتليفزيون وهي واحدة من 6 أسطوانات قدمت للمحكمة بشأن مجزرة بورسعيد، وقبل الانتهاء من عرضها قام محامي من هيئة الدفاع عن المتهمين مطالبا بالتعليق على المشاهد التي ظهرت في العرض ولو بجملة واحدة نقلا عن معلق المباراة وهي "الآن وبعد انتهاء المبارة في لقاء جميل ولقاء ممتع وفرحة ما بعدها فرحة، وخاصة فرحة الجماهير ببورسعيد" ولم يكمل ممثل الدفاع كلامه حيث قاطعه المدعين بالحق المدني معترضين على الوصف الذي قاله، مما تسبب في حدوث مشاحنات بين الفريقين من المدعين والدفاع.
حيث أكد المدعين بالحق المدني أن مقاطعة الدفاع أثناء عرض المقاطع يعد إهدارا لوقت المحكمة، وعلق أحد محامين الدفاع قائلا بأن هناك مشاهد تم اخفائها واتهم النيابة بالتواطؤ في إبداء هذه المشاهد خاصة عندما قامت بتقديم كل الاسطوانات المدمجة إلى الخبير الفني بمكتب النائب العام، والذي قام بحذف المشاهد لعدم أهميتها، وطالب الدفاع بعرض الأحراز الأصلية قبل الحذف، وليس الاسطوانات المنسوخة، وهنا تدخل نيازي إبراهيم أحد محامي الدفاع والذي وجه كلامه للمحكمة قائلا "الدفاع يسأل عن مقطع واحد يدل على أن هؤلاء المتهمين القابعين داخل قفص الاتهام قد ارتكبوا هذه الجريمة"، فرد عليه رئيس المحكمة بأن هناك اسطوانات أخرى لم يتم عرضها، فرد المحامي بأن القضية لا يوجد بها شئ يثمن أو يغني من جوع، وأطالب بعرض المكسر الأساسي للمباراة.
وهنا حدثت حالة من الهرج داخل القاعة لم تحدث منذ بداية الجلسات حيث أثارت كلمات نيازي أهالي الشهداء بطريقة غير مسبوقة، مما دفع والد أحد الشهداء بالنهوض من مكانه في حالة انفعال وهستريا موجها الشتائم والسباب إلى المحامي، وحاول الوصول إليه للنيل منه، إلا أن الأمن تحرك مسرعا لمنع الاشتباك، فقام باقي أهالي الشهداء محاولين الهجوم على محامي الدفاع وأهالي المتهمين الموجودين مرردين هتافات "والله ما هنسيب حقهم، ويا قانون سكسونيا، وحسبي الله ونعم الوكيل، وهناخد حقهم بأدينا ".
وتدخل رئيس المحكمة موجها كلامه للدفاع بلهجة غاضبة، قائلا لهم من يريد إبداء طلبات أو تعليقات، فعليه تدوينها وتقديمها مكتوبة للمحكمة في مذكرات، وأمر برفع الجلسة تاركا القاعة وقد اشتعلت عويلا وصراخا من أهالي الشهداء في محاولة منهم للوصول إلى محامي الدفاع للنيل منهم، رافعين صور أبنائهم الذين استشهدوا في أحداث المجزرة، كما سقط أحدهم مغشيا عليه من شدة التوتر والمشاحنات، وقام رجال الأمن بعمل حاجز بشري بأجسادهم لمنع وصول أهالي الشهداء إلى أماكن جلوس المحامين.