على هيفاء وهبي أن ترسل تحيتها إلى الكهرباء التى لها البطولة المطلقة في ألبومها «ملكة جمال الكون»، فالآلات الكهربائية تستقبلك وتأخذ بيدك عندما تنحدر هيفاء بصوتها إلى القاع، وتعيدك إلى الاستماع مُكرَهًا خصوصا أن التوزيع الموسيقى له شأن خاص وعلى قدر عال من التميز، أيضا تحية إلى مصورَى بوسترات الألبوم حيث قدما لها طلة عالمية. كان جيدا جدا أن تكون موسيقى «ماتقوليش» أعلى كثيرا، وبالكاد يطل صوت هيفاء وهبى، الكلمات التى كتبها محمد جمعة خفيفة الدم، ولحن محمد رحيم رشيق، لذا كان الأفضل لهما أن يذهبا بأغنيتهما إلى نانسي عجرم مثلا لأنها تقدم هذا النوع المحبب من الدلع مع إمكانات صوتية أعلى من هيفاء، التى حاولت أن «تشتغل على صوتها» في هذه التجربة، لكن النتيجة أيضا محدودة، حيث تغنى «ملكة جمال الكون»، وكأن شيئا في فمها تضغط عليه بقوة، أو كأنها تمضغ اللبان، ظنا منها أنها بهذا تقدم اللون الرومانسى الناعم، وفى النهاية تفسد أى محاولات للملحن والشاعر الموزع في تقديم شىء لافت، ومرة أخرى يكتفى المستمع بالرقص على الموسيقى وتوزيع حسن الشافعى في أغنية «بايظة»، حيث تؤدى فيها هيفاء باستهتار عجيب، حتى إنها لا تعطى للحروف حقها في النطق، فلا تتبين في بعض الأوقات ماذا تقول. أغنية «يلّا مع بعض» رحلة تعذيب حقيقية، رغم موضوعها المتفائل لكن صاحبتها اختارت لها طبقة صوت طفولية ومصطنعة ومنفرة، مثلها تماما «سمعني»، «باهرب من عينيك» أغنية ذات مستوى جيد جدا، يمكنك أن تكملها وأنت مستريح البال دون أن تضع في اعتبارك أن تستمع كثيرا بصوت صاحبتها التى تؤدى بشكل أفضل حالا فى «عارف»، و«بحب فيك حاجات»، ثم تعود إلى رحلتها مع «آه آه» التى اشتهرت بها فى بدايته فى أغنية «كوبّا»، وهى أغنية لطيفة، لكن محمد رحيم خسر كثيرا عندما اختار لها حنجرة هيفاء التى تقدم أغنية جيدة أخرى هى «بكره بفرجيك». «بقولك إيه»، و«كنت هاقولك» تغنى فيهما هيفاء من أنفها ولا يصلحا كما معظم أغنيات الألبوم سوى الاستماع بصوت عال فى الأفراح حتى لا يركز أحد مع تقنيات صوتها، جاءت «بدّى أشوفك» تحمل حالة مختلفة، ومميزة، لتكون الخاتمة مع الكارثة :«هياء تغنى بالخليجية».