يعتبر بحق سامى مهران أمين عام برلمان ما بعد الثورة أقوى رجل فى مصر بلا منازع فكل سلطات الدولة لم تقدر على إزاحته من موقعه الذى يشغله قرابة ربع قرن من الزمان فلم تقدر السلطات الثلاثة مجلس الجنرالات والسلطة التشريعية والقضائية أن تقترب من هذا الرجل وكم ناشدت وسائل الإعلام على ضرورة إقالة مهران من منصبة ولكن لا حياة لمن تنادى فبدلاً من أن يقيله مجلس الجنرالات بسبب القضايا المتهم فيها ولأنه رجل النظام السابق القوى وخزانة أسراره نجده يجدد له ليستمر فى منصبه لمدة عامين كاملين ولم نرى من رئيس برلمان ما بعد الثورة أى إعتراض على ذلك بالرغم من أن مجلسه هو الذى أصدر قانون العزل السياسى ونرى البرلمان يقاتل من أجل تطبيق ذلك القانون الذى أصدره رداً على إستبعاد الشاطر من سباق الترشح لرئاسة الجمهورية ولا يستطيع أن يحرك مهران من موقعه بل أن رئيس البرلمان هو الذى سعى لإستصدار تصريح له بالسفر بعد أن تم منعه من السفر لإتهامه فى قضايا كسب غير مشروع وسافر بالفعل مهران ولم يجرؤ أحد على منعه من مغادرة الأراضى المصرية .
إن وظيفه مهران المعلنه هى أمين عام مجلس الشعب ومهمته الرسمية هى إدارة كافة الشئون الفنية والإدارية داخل المجلس إلا أن قوة هذا الرجل تتجاوز ذلك بكثير ونفوذه يفوق الحدود وقد قيل عنه أنه أحد أدوات نظام مبارك التى إستخدمت لمحاصرة المعرضة داخل المجلس وتوفير الدعم الفنى للقوانين سيئة السمعة التى أصدرها المجلس فيما مضى إلا أن كل ذلك لم يجعل القائمين على السلطة فى البلاد بعد الثورة يحركوا ساكنا تجاه ذلك الرجل الفولاذى فمازال مهران ورجاله فى مواقع عملهم كما كانوا وكأن شيئاً لم يكن وكأن البلاد لم تقم فيها أى ثورة ولم تستشهد فيها أرواح بريئة ولم تنتهك بها أعراض شريفة فلم نرى أو نسمع عن أى دولة فى العالم قام شعبها بثورة لإزاحة أى طاغية من الطغاة وبعد ذلك نرى رجال ذلك الطاغية كما هم فى مواقعهم كأن الثورة قامت فقط من أجل إزاحة رأس هذا النظام فقط وليس النظام بأكمله .
فمتى يتدخل مجلس الجنرالات الذى تعهد بحماية البلاد منذ بدء الثورة والحفاظ على مكتسباتها لحماية مصر وثورتها من رجال مبارك وأعوانه ؟؟؟ ومتى يتدخل الإخوان الذين قالوا فى شعارهم أنهم يحملون الخير لمصر لإزاحة رجال النظام السابق .
إن بقاء مهران فى موقعه إضافة إلى مواقفهم المعروفة للجميع تجاه الثوار جعل الشك يقيناً فى موقفهم من الثورة الذى بات واضحاً جلياً بعد أن كان خافياً مستتراً. فهم الذين أطلقوا على الثوار تهم البلطجة والعمالة وتعاطى الأدوية المخدرة ( الترامادول) وهم الذين كانوا يناقشون تحت قبة البرلمان أزمة الأنابيب فى الوقت الذى كانت أرواح المصريين تحصد خارج أسوار البرلمان إلى جانب عدم تقديمهم أى شيئاً يذكرلصالح شعب مصر منذ توليهم السلطة التشريعية حتى الآن والسؤال الأهم هو :
كيف يقبل الإخوان أن يبقى رجل من رجال ذلك النظام الذى نكل بهم فى يوم من الأيام فى موقع عمله كما هو ؟؟!!! أليس هذا أمر عجيب وغير مقبول فيه أى تبرير . وكيف قبل مجلس الجنرالات أن يجدد لمهران عامين مقبلين ألا يعلم مجلس الجنرالات والإخوان ورئيس البرلمان أن مهران قد طالته اتهامات بالتحريض على قتل المتظاهرين أمام مجلس الوزراء ، وبالرغم من ذلك فمازال مهران فى موقعه وعرينه الذى لم يستطيع أحد المساس به على الرغم من البلاغات المقدَّمة ضده إلى النائب العام بتهم الكسب غير المشروع والتورط في أعمال فساد أخرى إلى جانب الشكاوى المقدمة ضده بأن هناك اتهامات بالفساد الوظيفي تلاحق هذا الرجل ، ومنها تسخيره للوظائف الموجودة في المجلس لإرضاء رجال النظام السابق، وقادة الأجهزة الكبرى في الدولة. تلك الشكاوى التي قدَّمها موظفو مجلس الشعب ، إن مهران البالغ من العمر 77 عامًا، يحاول بكل ما أُوتي من قوة إرضاء القيادات الجديدة للمجلس، وتفريغ الأمانة العامة من الكفاءات، وتعيين أهل ثقته في أمانات اللجان والمكاتب الرئيسة وقد نجح فى ذلك نجاحاً باهراً . وأكبر دليل على نجاحه هو بقائه فى منصبه متمتعاً بنفوذه وسلطانه كاملاً حتى الآن بالرغم من كل ما أثير حوله . متى يتخذ مجلس الجنرالات إجراء لحماية مصر وثورتها من رجال نظام مبارك وأعوانه ؟ إلى متى سيظل دكتور سعد الكتاتنى متمسكاً بمهران بعد كل ما قيل عنه ؟ متى ستتخلص مصر من نظام مبارك وأعوانه وفلوله ؟ ومتى تسير ثورة مصر فى طريقا الصحيح ؟ متى ؟