هل مجلس الجنرالات هو المسئول عن تلك الدماء التى تراق الآن على أرض مصر وما آل إليه حال البلاد الآن لرغبته فى الإمساك بزمام السلطة إلى ماشاء الله ورفضه تسليم البلاد لسلطة مدنية وإن أعلن عكس ذلك أم الإخوان المسلمون بسبب أطماعهم التى لا يُعرف لها سقف أم السلفيون بقيادة أبو إسماعيل الذى مازل يحلم بكرسى الحكم أم الليبراليون والثوار الذين يريدون تطبيق مبادئهم التى يؤمنون بها يجب قبل الإجابة على هذا السؤال تفنيد وتفريد وقائع ما قام به كل فصيل على حده: مجلس الجنرالات : حمل المسئولية على عاتقه بتفويض من الشعب الذى إستقبله بالهتافات وأكاليل الغار وذلك من أجل تحقيق مطالب الثورة لكن مجلس الجنرالات أدخل البلاد فى متاهة طويلة يعلم الله متى تخرج منها وبدلاً من أن تسلك البلاد المسلك الطبيعى لإرساء دعائم الدولة المدنية الديموقراطية وذلك عن طريق وضع دستور يحمل بين طياته أحلام وطموحات المصريين بكافة طوائفهم وإتجاهتهم لجأ مجلس الجنرالات إلى الإستفتاء على ما يسمى بالإعلان الدستورى رافضاً كل ما نادت به القوى السياسية (بخلاف الإخوان والسلفيون) بوضع الدستور أولاً وتم ما أطلق عليها غزوة الصناديق والتى كانت نتائجها معروفة للجميع ، وبدلاً من إنشاء مجلس رئاسى لإدارة شئون البلاد مثلما يحدث فى كل دول العالم أنشأ مجلس الجنرالات ما يسمى بالمجلس الإستشارى وهو المجلس الذى لم يقدم أى شيئ يذكر للثورة نظراً لإنعدام صلاحياته وفى الوقت الذى كان لابد فيه من تأجيل الإنتخابات البرلمانية لمدة عامين على الأقل حتى تحصل الأحزاب المنشئة حديثاً على فرصتها فى العمل العام مثل غيرها وحتى لا يستأثر فصيل بعينه على مقاعد البرلمان منفرداً لكن المجلس العسكرى آبى أن يستمع لهذا الرأى وأصدر فرمانه بإجراء الإنتخابت البرلمانية التى أتت لنا بذلك المجلس الذى جاء مخيباً للآمال والذى بات الشعب ناقماً عليه ويرفضه تماماً كما أصر مجلس الجنرالات على إستقدام حكومة الجنزورى والتى كان يرفضها الشعب رفضاً تامة ما عدا الإخوان الذين رحبوا بقدوم تلك الحكومة التى ثبث فشلها الذريع فى إدارة أى أزمة (البوتاجاز - السولار – البنزين - الحمى القلاعية – الحرائق التى لا تنتهى – الأوضاع الأمنية – وغيرها). الإخوان المسلمون : هم آخر من إنضم للثوار فى الميدان وأول من تركهم سعياً وراء مصالحهم وهم أيضاً أول من باعوا الثورة بأبخس ثمن فهم الذين أصروا على إجراء الإنتخابات أولاً طمعاً فى مقاعد البرلمان وهم الذين تخلوا عن الثورة بعدم دفاعهم عنها داخل البرلمان وهم الذين دافعوا عن الداخلية وضباطها داخل البرلمان فى الوقت الذى كانت أرواح الثوار تحصد خارج أسوار المجلس وهم أول من إستمات دفاعاً عن حكومة الجنزورى وهم الآن أول الناقمين عليها محاولين قدر جهدهم إسقاطها بعد أن تأكد لهم عدم تحقق مصالحهم فى ظل هذه الحكومة ، الإخوان أول من تخلوا عن مليونيات الثورة لإرضاء مجلس الجنرالات وحينما لفظهم باتوا أول الداعين لهذه المليونيات، وحينما تأكد لهم خروج مرشحهم القوى الشاطر أسرعوا بإصدار قانون العزل السياسى والآن يلتفون حول الثورة مجدداً من أجل حفظ ماء الوجه وتعويض جزء من خسارتهم الفادحه بمليونيات فاشلة بزعم حماية الثورة والحفاظ عليها !!!.
السلفيون : ساروا على نهج إخوانهم المسلمون فى محاولة منهم لحصد جزء من الغنائم فقاطعوا المليونيات وليس هذا فحسب بل ألصقوا أبشع التهم بثوار مصر الشرفاء من عمالة وخيانة وبلطجة كما لم يهتز لهم جفن حينما سحلت وتعرت بنات مصر بل تهكموا عليهن كما كانوا هم أكثر المؤدين للإستفتاء الدستورى وإجراء الإنتخابات البرلمانية أولاً طمعاً فى مقاعد البرلمان لم يصدر الإخوان ولا السلفيون قانون واحد من أجل المواطن المصرى كل ما يسعون لإصداره هو قانون منع المواقع الإباحية وشغلوا الرأى العام بمواضيع أقل ما يقال عنها أنها تافهة ( تكسير التماثيل أو تغطيتها بالشمع وغيرها) لم يناقش برلمان الإخوان والسلفيون إستجواباً واحداً يدين مجلس الجنرالات أو الحكومة وبعد إستبعاد أبو إسماعيل من سباق الترشح للرئاسة خرج علينا أتباعه منادين بإسقاط حكم العسكر كرد فعل لإستبعاد أبو إسماعيل وفى محاولة منهم لإستعراض القوة غير عابئين بإشعال الفتن والدماء التى أريقت والتى ستراق مجدداً ويحاولون إستمالة الثوار والتودد لهم تحت إدعاء إنقاذ الثورة وإنهاء الحكم العسكرى وذلك من أجل حشد الشارع لتحقيق أهدافهم الآن يطالبون بالثورة والإعتصام وقبل ذلك كان الإعتصام والتظاهر محل إتهام بتعطيل عجلة الإنتاج ومصالح العباد !!! اليبراليون والثوار : هم أصحاب مبدأ الدولة المدنية وهم أول من حارب نظام مبارك وأعوانه وهم أول من وضع قدمه فى الميدان خلال الثورة وهم الذين إتهموا بالكفر والعمالة وأنهم أصحاب أجندات خارجية فى حين أن من إتهموهم هم أصحاب تلك الأجندات وهم الذين حاولوا نشر فكرهم بالعقل وليس بإستعراض القوة وهم أصحاب رأى الدستور أولاً وكانوا من أشد الرافضين لإنتخابات البرلمان وأعلنوا رفضهم للإعلان الدستورى لكنهم فى نفس الوقت تهاونوا فى الحفاظ على مكتسبات الثورة بصمتهم ورد فعلهم تجاه ما يحدث فى الوقت الذى سعى فيه غيرهم لحصد تلك المكتسبات لنفسه وكم كانت التحذيرات فى محلها من خطورة ترك الميدان قبل تحقق أهداف الثورة فيالتهم ما تركوا الميدان فهم الذين زرعوا وحصد غيرهم وهم الذين ضحوا وغنم غيرهم . والرأى لك الآن عزيزى القارئ لتحكم من المسئول عما أل إليه حال البلاد ؟؟؟