شبق الإخوان ولهاثهم وسعيهم الدؤوب خلف أى مقعد من مقاعد السلطة لا ينتهى ولا يعنيهم نقض أى عهد أو نكث بأى وعد ولا يعنيهم حتى مصالح البلاد والعباد فكل ما يعنيهم هو جمع أكبر عدد من مقاعد السلطة بل جمع كل مقاعد السلطة تحت قبضتهم بدءاً من محاولة الحصول على أغلبية مقاعد برلمان ما بعد الثورة ومروراً بمحاولة الحصول على مقاعد الحكومة وإنتهاءاً بحلم إمتلاك كرسى السلطة الأعلى فى البلاد إنه كما يسمى فى علم النفس الطموح القاتل الذى يورد صاحبه موارد الهلاك والضياع وهذا هو ما يحدث مع الإخوان الآن فهم بالرغم من علمهم ويقينهم الكامل بحجم الخسائر التى تتوالى عليهم من إلغاء اللجنة التأسيسة لإعداد الدستور الذى كانوا يحلمون بإعداده على حسب أهوائهم وتطلعاتهم بالإضافة لعدم ترشح أى نائب من برلمان ما بعد الثورة وكُتّاب الشورى (مجلس الشورى) الذى لم أجد له أى جدوى أو نفع من وجوده منذ نشأته حتى الآن إلى جانب خسارتهم لمرشحهم القوى فى إنتخابات الرئاسة والدفع بمرشح يعلمون علم اليقين أنه لن يجلس على مقعد الرئاسة فى يوم من الأيام وذلك لأسباب عديدة لا محل لذكرها الآن وبالرغم من كل ذلك فما زال الإخوان على عنادهم وتمسكهم بفكرهم الذى سيلقى بهم خارج الملعب السياسى فى وقت قريب . لقد ذكرت فى مقالى بجريدة الدستور الأصلى بعض الخطوات التى يجب على الإخوان إتخاذها حتى يطمئن الشعب إليهم مرة أخرى وحتى يقبل بعودتهم إلى أحضان الثورة من جديد وأقسم لك عزيزى القارئ أننى كنت أعلّم علّم اليقين أنهم لن يكترثوا بما ذكرته ولن يقيموا له وزناً فلغة الكبر والتعالى ورسوخ فكرة أنهم دائماً على حق وأنهم القوة المسيطرة داخل عقولهم مازالت تسيطر عليهم وهاهى مليونية الأمس قد أثبتت بما لايدع مجالاً للشك الفرق بين مليونية الإخوان الهزيلة التى كانت بتاريخ 13- 4 – 2012 وما بين مليونية أمس التى قام بها ثوار مصر الشرفاء فى ميادين مصر المختلفة وإن كان إنضمامهم لهذه المليونية ما هى إلا محاولة للتمسّح بالثورة ورجالها ولم يفلح ذلك الظهورالمصطنع من بعض أعضاء هذه الجماعة أمام الكاميرات الفضائية بمظهر المدافعين عن الثورة والخائفين عليها فى تحسين صورتهم أمام المواطنين بل كان على العكس كاشفاً فاضحاً لنواياهم وباعثاً على الضحك فى آن واحد .
ما يحدث الآن من الإخوان يدل على أن إختلافى مع ماقاله الكاتب الرائع وصديقى الدكتورعلاء الإسوانى من ضرورة القبول بعودة الإخوان مرة أخرى إلى أحضان الثورة كان فى محله فها هم يحاولون الآن الإلتفاف من جديد فى محاولة منهم من أجل اللحاق مرة أخرى بلجنة إعداد الدستور الجديدة وذلك عن طريق إحالة مشروع يخص اللجنة التأسيسة إلى اللجنة التشريعية ببرلمان ما بعد الثورة وهو ما دفع الجبهة الوطنية والتى تضم أكثر من 15 حزباً ومجموعة من النواب المستقلين هذا بالإضافة إلى الجمعية الوطنية للتغيير إلى إصدار بيان بالأمس بوقف أى حوارات أو عقد أى إجتماعات مع جماعة الإخوان المسلمين تخص لجنة إعداد الدستور كما أن الأزمة التى يفتعلها الإخوان الآن بالضغط من خلال البرلمان ورئيسه على القوى السياسية لإجبارها على القبول بتخصيص نسبة يتحكم فيها الإخوان فى أعضاء اللجنة التأسيسية بعيداً عن المعايير التى قدمتها الرموز السياسية قد وضعتهم فى إختبار صعب وهم لا يشعرون أمام الشعب الذى إنتخبهم فهم الآن بين شقى الرحى إما أن يقبلوا بتلك المعايير وإما أن يتم أتهامهم بتعطيل مسار العملية السياسية وتفاقم الأزمة بين طوائف الشعب المختلفة وكل ذلك من أجل تحقيق أهدافهم فقط دون أية مراعاة لمصلحة الوطن العليا .
ومن أجل الخروج من ذلك المأزق بعد إستشعار ضعف موقفهم التفاوضى لجأ الإخوان فى محاولة أخيرة فاشلة للشارع فى محاولة منهم لإكتساب شرعية جديدة قد تعوض بعض من خسائرهم التى هدمت فى الأساس أى مكتسب قد حصلوا عليه فى يوم من الأيام .
والعجيب أنهم يتصورون أن الشعب المصرى قد بلغ من السذاجة ما قد يدفعه لتصديق ما يقوله هؤلاء الإخوان وأننى أسأل السيد أحمد أبو بركة أين قوتكم الآن التى كنت تتحدث عنها ولماذا تلجأون الآن إلى الميدان وأين أنتم حينما سقط الشهداء !! كنتم فى البرلمان تسبحون بحمد مجلس الجنرالات والحكومة وحينما لفظكم مجلس الجنرالات لفظتكم بالتبعية الحكومة فإنقلبتم عليهم وخرجتم مهددين بعمل مليونية لكنها لم تحرك شعرة واحدة فى رأس مجلس الجنرالات وإستكبرتم أكثر بعد تأكدتم من خروج عمر سليمان من سباق الترشح للرئاسة فتعاليتم على الشعب مرة أخرى وتصريح أبو بركة أبلغ دليل على ذلك .
والآن أنتم فى موقف لا تحسدون عليه ولكنكم من وضعتم أنفسكم فيما أنتم فيه الآن وخسارتكم قادمة لا محالة فلا كرسى الرئاسة ستنعمون به ولا حتى مقعد واحد بلجنة إعداد الدستور وقريباً بإذن الله سيحل ذلك البرلمان الذى من أجله ضحيتم بالثورة والثوار والشهداء .