ما يحدث الآن وما سوف يحدث من إهدار لأى مكتسب من مكتسبات الثورة ومن ضياع لحق أى دمٍ سُفك غدراً وطغياناً فدءاً لمصر وثورتها هى حقوق معلقة فى رقبة جماعة الإخوان المسلمين وستسأل عنها أمام الله يوم الدين تلك الجماعة التى قفزت على الثورة وتعلقت بها حتى إمتصت دمائها وتركتها جثة تئن بلا حراك ولم تكتفى بذلك بل مازالت تعتصر تلك الثورة حتى تلفظ أنفاسها تماماً . نعم كان الإخوان آخر من إلتحق بالميدان وأول من غادره لحصد مغانمهم ومكاسبهم فقط غير عابئين بمصر وشعبها وشهدائها كل ما كان يعنيهم هو الحصول على أكبر قدر من كعكة المناصب والكراسى ثم جمح بهم الخيال أن يسيطيروا على كل مقاليد الحكم فى مصر وكأن الحزب الغير وطنى قد عاد من جديد بكل تبجح لإحتكار كل سلطات ومقدرات الدولة مرة أخرى .
إن الإخوان هم السبب فى تلك المتاهة وذلك النفق المظلم الذى دخلت مصر فيه الآن ويعلم الله كيف ومتى ستخرج منه بعد أن أجهض الإخوان كل محاولات إنجاح الثورة بكل السبل وأبلغ دليل على ذلك ما يلى :
- إن الإخوان كانوا آخر من إنضم للثورة والثوار وأول من تركوا الثوار بالميادين سعياً وراء مصالحهم ولم يكتفوا بذلك فحسب بل كانوا هم أول من وجه وكال الإتهامات للثوار بالبلطجة والعمالة مستخدمين آلة النفاق الإعلامية المأجورة .
- الإخوان هم أول من تحالف مع مجلس الجنرالات ضد الثورة فلم يقفوا مع أى مطلب من مطالب الثورة قد يعكر صفو العلاقة بينهم وبين مجلس الجنرالات .
- الإخوان هم أول من رفضوا مبدأ الدستور أولاً فى عملية الإستفتاء على مواد الدستور بل وحاربوه بالشعارات الدينية لإستمالة الشعب على الموافقة على تلك المواد وأطلقوا على هذا الإستفتاء إسم غزوة الصناديق .
- الإخوان لم يشاركوا فى أى ميليونية إلا مليونية رفض وثيقة السلمى التى لا تتماشى مع مصالحهم .
- الإخوان لم يحركوا ساكناً فى مجازر ماسبيرو ومحمد محمود وأحداث مجلس الوزراء وأحداث محيط وزارة الداخلية .
- الإخوان هم أول من دافع عن الداخلية ووزيريها وقواتها وخراطيشها وضباطها ولم يهتز لهم جَفن من قسوة مشاهد الدماء التى سالت بلا ذنب أو جريرة .
- الإخوان لم يتخذوا موقف حازماً من المحاكمات الهزلية لمبارك وأقطابه بل إنهم لم يستطيعوا حتى نقله إلى مستشفى طره ولم ولن يستطيعوا رد أى حق من حقوق الشهداء والمصابين بالرغم من أن تلك الحقوق معلقة فى رقابهم أمام الله فهم الآن الأغلبية وهم الذين ملئوا الدنيا صياحاً بأنهم أختيار الشعب والدليل على ذلك النجاح الذى حققوه كان هو الصندوق فلم نرى منهم أى أداء لتلك الأمانة.
- لم يستطع الإخوان إتخاذ أى موقف تجاه مجلس الجنرالات عندما أصدر ثلاثة قوانين ( الأزهر – سيناء – الرئاسة ) قبل بدء عمل مجلس ما بعد الثورة بإسبوع واحد فقط .
- ومع عدم إستطاعتهم تطهير وهيكلة وزارة الداخلية عاد إلينا جهاز مباحث أمن الدولة مرة أخرى لكن بمسمى وشكل جديد ولا يكاد يمر يوماً إلا ونقرأ ونسمع عن عودة سلخانات التعذيب داخل الأقسام وكأن شيئاً لم يكن وكأن الثورة لم تقم أساساً للحفاظ على حقوق الإنسان وحرياته .
- لم يكن فى إستطاعة مجزرة إستاد بورسعيد أن تثير حمية الإخوان على أبنائهم وإخوانهم المصريون الذين إستشهدوا ضحية الغدر والخيانة ويبدو أن برلمان ما بعد الثورة قد نسى تلك المجزرة تماماً وأصبح لا يعيرها إهتماماً نظراً لإنشغالهم بما هو أهم من وجه نظرهم ... كرسى الرئاسة !!!!
- وعندما رفض الثوار حكومة الجنزورى كان الإخوان أول المرحبين بها لإعتقادهم أن الجنزورى سيحقق مطالبهم ورغباتهم وحينما تيقنوا من عدم إكتراثه بهم هددوا وما زالوا يهددون بسحب الثقة من الحكومة وهو بالطبع ما لا يستطيع مجلس ما بعد الثورة إتخاذ أى خطوة حيال ذلك الموضوع وكان أبلغ دليل على إستهانة الحكومة بهذا التهديد هو ما صرحت به الوزيرة فايزة أبو النجا بأن برلمان ما بعد الثورة لا يستطيع أن يسحب الثقة من الحكومة .
- وحينما شعر الإخوان بإفتقاد شعبيتهم ورصيدهم لدى المواطن المصرى سارعوا مرة أخرى إلى إرتداء القناع القديم ألا وهو قناع حماية الثورة والعمل من أجل الوطن فى محاولة منهم لإستمالة الشعب للنزول معه فى تلك المليونية التى هددوا بها وكأن ذلك الشعب ساذج وستنطلى عليه تلك الخدعة البالية ثانياً .
- لم يف الإخوان بأى وعد قطعوه على أنفسهم بدءاً بوعد الترشيح على 30% من مقاعد البرلمان ومروراً بالحفاظ على مكتسبات الثورة وتحقيق العدالة الإجتماعية والعمل بشرع الله وإسترداد حقوق الشهداء والمصابين وآخراً وليس أخيراً الدفع بمرشحين من الإخوان لخوض إنتخابات رئاسة الجمهورية بالرغم من وعدهم من قبل بعدم خوض إنتخابات الرئاسة .
- لم ولن يستطيع الإخوان التخلص من فلول النظام ورموزه والتى مازالت تسيطر على كل مفاصل الدولة فما زال سامى مهران هو الأمين العام لمجلس الشعب بالرغم من كل تلك القضايا المقامة ضده بل أن رئيس ذلك البرلمان هو الذى سعى بنفسه لرفع حظر السفر عنه ولم يعبأ بكل ما قِيل عن ذلك الرجل ولم يتخذ أى موقف تجاهه ، فإذا كان الإخوان لم يستطيعوا أن يقيلوا من يعمل تحت إمرتهم فهل يستطيعوا أن يطّهروا مصر من فلول ذلك النظام ؟؟؟ !!!