بني سويف ودمياط تاها في القسم الثالث والبقية تحاول البقاء الأندية الشعبية لا تستطيع مواجهة أموال الشركات لم يتوقف تراجع الأندية الشعبية أمام فرق الشركات، والمؤسسات عند الدوري الممتاز، لكنه يظهر بشكل أكثر وضوحًا في دوري الدرجة الثانية فالمنافسة علي الصعود لدوري الأضواء والشهرة في المجموعات الثلاث انحصرت بين أندية الشركات واكتفت الأندية الشعبية وبعضها سبق له اللعب في الدوري الممتاز، بالعمل من أجل البقاء فقط. في المجموعة الأولي المنافسة علي الصدارة انحصرت بين مصر المقاصة وتليفونات بني سويف، ويمكن القول إن الصاعد للدوري الممتاز سيكون واحدًا منهما، وهناك أيضًا فريق جراند أوتيل الذي حقق نتائج جيدة تحت قيادة مدربه نبيل محمود، وإذا كان فريق سوهاج هو الممثل الوحيد للأندية الشعبية في سباق القمة بعد تراجع أسوان إلا أنه قد لا يستمر في المنافسة حتي النهاية لضعف الإمكانات المادية، وهي أحد العوامل المهمة في تحديد الفريق الصاعد للدوري الممتاز، وفي المجموعة نفسها ابتعد أسوان عن سباق القمة ويحاول المنيا تأمين بقائه في الدرجة الثانية. انحصار المنافسة علي الصعود للدوري الممتاز يكشف البدعة التي اخترعها اتحاد الكرة بوجود ممثل للصعيد في الدوري الممتاز، لأن فريق الشركة لا يمثل أندية الصعيد ولا تعيره الجماهير أي اهتمام، بل تنحصر المباريات لمتابعة نجوم دوري الأضواء، خاصة الأهلي والزمالك والإسماعيلي. ممثلو الصعيد في الدوري الممتاز خلال السنوات السابقة كانوا: سكة حديد سوهاج والألومنيوم وبترول أسيوط، وفي هذا الموسم صعد الجونة وهو لا يمكن أن يمثل الصعيد لوجوده في محافظة البحر الأحمر، وبالتالي فقدت الأندية الشعبية في الصعيد كل آمالها في الصعود لدوري الأضواء لضعف إمكاناتها المادية وعدم وجود دعم كاف سواء من اتحاد الكرة أو المجلس القومي للرياضة، لذلك سيبقي ممثل الصعيد في دوري الأضواء لا يمثل إلا شركته فقط، وبالتالي يجب إعادة النظر في هذه البدعة، لأنه لايوجد شخص واحد في الصعيد يهتم ببقاء أو هبوط بترول أسيوط في الدوري الممتاز هذا الموسم. في المجموعة الثانية تتنافس من أندية الشركات والهيئات علي القمة وادي دجلة والداخلية وجاسكو والاتصالات والرباط، وابتعد الترسانة الهابط من الممتاز عن المنافسة، واكتفي بالوجود وسط الجدول لكن الغريب في هذه المجموعة أن كل الفرق المهددة بالهبوط سبق لها اللعب في الدوري الممتاز وهي المريخ البورسعيدي والسكة الحديد والشمس وجمهورية شبين ومنتخب السويس وأسمنت السويس، وفي المجموعة نفسها نجح فريق الشرقية الصاعد من الدرجة الثالثة في تأمين بقائه لكنه يبقي مثل غيره من الأندية الشعبية يسعي فقط للبقاء دون طموح في المنافسة علي القمة رغم أن النادي صاحب شعبية جماهيرية لكنه فقير ماديًا. في المجموعة الثالثة تراجعت الأندية الشعبية وابتعد دمنهور وطنطا والأوليمبي عن المنافسة علي القمة، ويصارع كفر الشيخ ونبروه وسمنود والسنبلاوين من أجل البقاء، وانحصرت المنافسة علي الصعود للدوري الممتازيين سموحة والكروم ولا يمكن اعتبار سموحة ناديًا شعبيًا، لأنه نادي أولاد الذوات في الإسكندرية، مثل: الجزيرة وهليوبوليس في القاهرة. ما الحل؟.. هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه بقوة بعد تراجع الأندية الشعبية التي أصبح صعود أحدها للممتاز أشبه بالمستحيل وستنضم ثلاث شركات جديدة للدوري الممتاز الموسم المقبل، ووصل الأمر إلي هبوط دمياطوبني سويف للدرجة الثالثة رغم أنهما سبق لهما اللعب في دوري الأضواء. الأندية الشعبية تبحث عمن ينقذها من غول أندية الشركات الذي قضي علي أحلامها وأحلام جماهيرها في الصعود للممتاز، وأصبحت هذه الأندية تتحمل عبء مواجهة هذا الغول في الوقت الذي وضع فيه مسئولو المجلس القومي للرياضة واتحاد الكرة أيديهم في الماء البارد.