ما كل هذا العبث. لماذا صار علينا أن نمارس هذا النوع من اللعب الساذج؟.. هكذا في أكثر من مناسبة أقرأ تأكيد «حسني صالح» مخرج مسلسل «شيخ العرب همام» أن «نسرين طافش» الوجه الجديد التي تشارك «يحيي الفخراني» البطولة ليست جزائرية لكنها سورية وتحديداً تحمل الجنسية السورية والدها فلسطيني وأمها فقط جزائرية، وهكذا أصبحت الجنسية الجزائرية وكأنها اتهام يلاحق الفنان ويهدده في أكل عيشه ويعرضه لاغتيال موهبته؟! لقد بدأ الهجوم مبكراً لمجرد أن البعض تهامس بأن «نسرين» جزائرية وجدوها فرصة لكي يطعنوا «الفخراني» وهو نفسه قال إنه اختارها بعد أن شاهد لها صورة ولم يسأل عن جنسيتها وكأنه يخشي أن يتهمه أحد بالعمل مع فنانة جذورها جزائرية.. لقد أسأنا كثيراً لأنفسنا عندما أصبح هدفنا هو البحث عن الأصول العرقية للفنان، وهكذا أمامنا ممثلة من الممكن أن تحمل في جيناتها ثلاث جنسيات عربية قد يغفر البعض لها جواز سفرها السوري وجذورها الفلسطينية ولكن جذور أمها الجزائرية ستظل تطاردها، أخشي أن نفعل معها مثلما ورطنا «أحمد مكي» الذي أخذ يؤكد أنه يعتز بأمه المصرية وليس أبيه الجزائري.. هل هناك من يريد أن يصل بالممثلة الجديدة إلي هذا الاختيار الصعب بين الأم والأب.. الواقع هو نعم والحقيقة أن «نسرين طافش» التي لم التق بها من قبل سيظل عليها أن تتحمل نيران غضب من يهاجمها ثلاث مرات كلما كان له موقف من أي من الجنسيات الثلاث فلسطينية -سورية- جزائرية.. الجنسية الأخيرة تحديداً الآن هي التي صارت تشكل أكبر المناطق وعورة في التعامل داخل الوسط الفني المصري وذلك بعد موقعة «أم درمان» في أعقاب مباراة مصر والجزائر، ويجب ألا ننسي أن نقابات الممثلين والموسيقيين والسينمائيين والتشكيليين وغرفة صناعة السينما واتحاد النقابات الفنية وعدداً من الشركات السينمائية الكبري تورطت جميعاً في الشجب والهجوم علي كل ما هو جزائري، وقرارات المقاطعة لم تجف بعد من مدادها.. كما أن وقفة النجوم المصريين الاحتجاجية تحت سفح الهرم وهم يحتضنون العلم المصري ضد الجزائر لا تزال تذيعها الفضائيات لتؤكد تلك الورطة التي وضع النجوم أنفسهم داخلها ولم يستطيعوا الهروب، بعضهم فقط في كل حوار يسارع مؤكداً أنه لم يصرح ولم يحتج متجاهلاً الشريط الذي لا تزال تبثه الفضائيات في تلك الوقفة الذي صار وثيقة.. أتمني أن تهدأ تلك الضغائن داخل الوسط الفني وإذا كان البعض يري في تلك المقاطعة فرصة لإتاحة العمل للفنان المصري فإنه لم يعد يعيش الزمن لأنه قد صارت موهبة الفنان فقط هي الأساس في الرهان الفني.. أما الجنسيات سوري، فلسطيني، جزائري.. فلقد سقطت تماماً ولن تعود في ظل سيطرة قانون الفضاء المفتوح.. مع الأسف اتسعت رقعة الفن بقدر ما ضاقت عقول بعض الفنانين!!