اندلعت اشتباكات بين فلسطينيين غاضبين وجنود الجيش الإسرائيلي أمس، بعد يوم علي إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قراره بأنه سيضم موقعين دينيين في الضفة الغربية إلي قائمة الأماكن الأثرية الإسرائيلية. واندفع قرابة 100 فلسطيني غاضب في مدينة الخليل للاحتجاج علي القرار الإسرائيلي بضم الحرم الإبراهيمي، وقبة راحيل المعروفة كذلك باسم مسجد بلال، فقاموا بإلقاء الحجارة علي الجنود الإسرائيليين وأشعلوا إطارات السيارات، فيما شهدت المدينة إضراباً عاماً شل مرافق الحياة فيها. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد تعهد بتخصيص 400 مليون شيكل أو ما يعادل 100 مليون دولار لغرض ترميم وصيانة المواقع الأثرية والتاريخية في إسرائيل «بما فيها الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل وقبة راحيل قرب بيت لحم» وفقاً للإذاعة الإسرائيلية. وأكد نتنياهو خلال جلسة خاصة عقدها مجلس الوزراء الإسرائيلي «أن قيام دولة إسرائيل لا يعتمد علي قوة جيش الدفاع والمتانة الاقتصادية فحسب، وإنما علي تنمية الشعور بالانتماء لدي المواطنين وتطوير الوعي التراثي والتاريخي لديهم». وقالت الإذاعة الإسرائيلية أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا رصاصاً مطاطياً علي الفلسطينيين وقنابل مسيلة للدموع. واستنكر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، إعلان نتنياهو الاستيلاء علي الحرم الإبراهيمي وقبة راحيل. وقال المفتي، في بيان صحفي، إن «الاحتلال كرس جهوده كاملة في سلب المعالم الإسلامية في القدس والخليل والمدن الفلسطينية كافة، بهدف تغيير الوجه الإسلامي العربي للمدن الفلسطينية، وإثبات يهودية البلاد». واعتبر قرار الاستيلاء علي الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح (قبة راحيل) «مصادرة للأماكن الدينية وفرض أمر واقع علي الأرض». وأضاف: الحرب في هذه الأيام ليست حرب مدافع أو صواريخ بل هي حرب دينية وحرب معتقدات وتزييف للتراث والتاريخ الإسلامي. من ناحية ثانية، أدانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمس الاثنين ما وصفته ب«القرصنة الإسرائيلية الجديدة» التي تمثلت بقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، ضم قبرة راحيل في بيت لحم والحرم الإبراهيمي في الخليل، إلي الأماكن الأثرية لدولة الاحتلال، محملة إسرائيل وحدها «تداعيات هذا القرار الاحتلالي». من جانبه قال الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي إن القرار الإسرائيلي الأخير ليس إلا حرباً جديدة تشنها إسرائيل علي الشعب الفلسطيني، واعتداءً صارخاً علي جزء أصيل من التراث الإسلامي، وطالب عزام في تصريحات خاصة ل«الدستور» بأن يكون القرار الإسرائيلي دافعاً نحو تحقيق المصالحة الوطنية.