الروح الثورية خرجت المسيرات الحاشدة من مختلف جامعات مصر اليوم بأعداد غير مسبوقة لرفض الحكم العسكري، والمطالبة بتسليم السلطة فورا لإدارة مدنية، والتحقيق مع العسكريين المسئولين عن مجازر محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو، وإعلان نتائج تحقيقات أحداث البالون واستاد بورسعيد. ورغم تأكيد الدكتور حسين خالد –وزير التعليم العالي- انتظام المحاضرات بنسبة 90% في الكليات إلا أن العديد من مجالس الكليات أعلنت تعليق الدراسة لمدة يومين تضامنا مع الغضب الطلابي وامتنع معظم أساتذة الكليات عن دخول المحاضرات، بينما أعلن شباب جماعة الإخوان المسلمين بجامعة القاهرة عن تأييدهم لتعليق الدراسة احتجاجا على مجزرة استاد بورسعيد. الهدوء الذي ساد جامعة القاهرة في الصباح الباكر سرعان ماتحول إلى أمواج ثائرة من الطلاب توافدت من جميع كليات الجامعة للقبة رافعين لافتات الإضراب والاعتصام حتى رحيل العسكر. إدارات كليات الجامعة التي حاولت امتصاص غضب الطلاب بالمشاركة فى احتفالات تأبين ضحايا الجامعة في أحداث بورسعيد البالغ عددهم 7طلاب لم تتمكن من السيطرة على هتافات رحيل المجلس العسكري التى دوت في مدرجات الكليات، كما وقفت عاجزة أمام عروض عسكر كاذبون التي تم عرضها على أجهزة بروجيكتور الجامعة. المشهد في جامعة عين شمس -التى زارها الوزير ظهرا- لم يختلف كثيرا عن جامعة القاهرة حيث خرج الآلاف من الطلبة في مسيرات بالنعوش والملابس السوداء من أمام قصر الزعفرانة الذىي غطاه الطلاب بصور الشهداء قبل أن يطوفوا في مسيرة واحدة حاشدة بجميع كليات الجامعة وتنظيم معرض صور لانتهاكات الجيش بدء من أحداث ماسبيرو وصولا إلى مذبحة بورسعيد، إلى جانب عرض سينمائي مشابه لانتهاكات الجيش. الوزير الذي تفقد بعض الكليات تنبأ بانتهاء موجة الاحتجاجات الطلابية وفشل الإضراب قبل يوم الثلاثاء، مؤكدا أن الدراسة تسير بشكل طبيعي، لكن ماقاله الوزير لايعبر عما حدث له في جامعة حلوان حين اضطره طلاب جامعة حلوان إلى مغادرة الجامعة قبل استكمال جولته بعد ترديدهم الهتافات المضادة للمجلس العسكري وحكومة الجنزوري أثناء المسيرة الطلابية التي طافت كل ارجاء الجامعة قبل الوقوف أمام مدرج 6 الذي تواجد به الوزير لتفقد انتظام وسير الدراسة في أول أيام الفصل الدراسي والذي كان قد بدأ امس الأحد. وزير التعليم العالي الذي استقبلة المئات من الطلاب وبعض أعضاء هيئة التدريس بهتافات تندد بالحكم العسكري وسؤ ادارته للفترة الانتقالية، إضافة إلى المطالبة برحيلة فورا عن الحكم وعدم وضع الدستور في ظل حكمة، وتسليم السلطة لرئيس مدني منتخب مرددين «قول متخافشي العسكر لازم يمشي» و«استفتاء مارس بيقول الرئيس قبل الدستور». كما ردد الطلاب مجموعة من الهتافات ضد حكومة الدكتور كمال الجنزوري والمطالبه برحيلها وتشكيل حكومة ثورية لتنفيذ مطالب الثورة. «عملنا مسيرة لفت الجامعة كلها واجبرنا الوزير انه يمشي» هذا ما أشار إليه حليم حنيش -القيادي بحركة مقاومة بجامعة حلوان- لافتا إلى أن الطلاب نظموا مسيرة طافت كل ارجاء الجامعة للإعلان عن اضرابهم عن الدراسة وتضامنهم مع زملائهم المضربين في كل الجامعات المصرية. الطلاب المضربين في جامعة حلوان طالبوا بضرورة القصاص لدماء شهداء الثورة وشهداء التراس أهلاوي الذين استشهدوا في مذبحة بورسعيد، ومحاكمة كل من تسبب في قتلهم من المجلس العسكري ووزارة الداخلية مرددين «قتلوا الألتراس الأحرار عشان وقفوا مع الثوار»، وقام الطلاب بالوقوف دقيقة حداد وأداء صلاة الغائب على أرواح الشهداء أمام مبني شعار.