أدين بالشكر والعرفان للأستاذة نجلاء بدير لأمرين، الأول: ذكرها لي في مقالها بمديح لا أستحقه. والثاني: أنها لفتت نظري إلي أن بعض السادة القراء لا يفهمون كتاباتي، بالرغم من مجهوداتي الحثيثة للقيام بالسفارة ما بيننا، نحن الطافرين، وبين أجيال ما قبل الطفرة، ومحاولاتي المضنية لشرح الملابسات التي نشأ فيها الطافرون بأكثر الصياغات وضوحا. ولا أخفيكم، لقد صدمت في مشاعري المرهفة، وقررت أن أنتقم. هي بقت كده! طييييييب، اتفضلوا: بقي أنا عاملة سليمان نجيب، وما انفك وما انحل وما انخلع وصضقيني يا نوال، وقربت ألبس بنطلون هاي كول، عشان أرسيكوا علي الحوار وتبقوا معانا في الليلة بدل ما تحسوا أنكوا كومدينو في القعدة، وزملائي الطافرون أيرون مني كيك عشان صيحت لهم وموتوا الكلام معايا، وفي الآخر تخنقوا عليا بالهئ والمئ وتنفضوا لي؟ أمال لازمته إيه بقي الهرك اللي أنا فيه ده كله؟ (بالشفا، من فهم فهم، ومن لم يفهم: خد الحتة دي أتسلي في فك شفرتها طوال الأسبوع، ولا تسأل ابنك، الغش ممنوع والزعل مرفوع). نزرق في الموضوع: اليوم تعقد الجلسة الأولي للنظر في دعوي السب والقذف التي رفعتها الدكتورة ماجدة جمعة، الأستاذ بكلية آداب حلوان، علي الطالبة أسماء إبراهيم. ما حدث، كما ورد في الصحف، أن الدكتورة ماجدة كتبت علي خريطة فلسطين اسم «إسرائيل»، وقالت للطلبة إن إسرائيل دولة عربية! فقامت أسماء مبدية اعتراضها، فما كان من د.ماجدة إلا أنها هددت الطلبة بأن الطالب الذي لن يكتب اسم إسرائيل علي خريطة فلسطين سوف يرسب في الامتحان، ثم خرجت للتو وحررت محضر سب وقذف ضد الطالبة أسماء إبراهيم. هناك احتمالان، الاحتمال الأول: أن تكون المربية الفاضلة قررت أن تأخذ أسماء بالصوت قبل أن تغلبها، وربما يكون اعتراض أسماء، أمام الطلبة، قد أحرج الدكتورة فقررت الانتقام لكرامتها بهذا الشكل. الاحتمال الثاني: أن تكون أسماء بالفعل قالت جملا، لم تفهمها الدكتورة ماجدة، تماما كالذي أكتبه ولا يفهمه بعض القراء، فظنت أن ما تقوله أسماء هو سب وقذف. كأن تكون مثلا قالت لها: «الكلام ده فاكس آخر حاجة يا بروفة». وإن كانت قالت جملة مشابهة، فهي ليست سبًا وقذفًا بالتأكيد، ف«بروفة» مؤنث «بروف» أي بروفيسور. وفي حال ما إذا كانت الدكتورة ماجدة ادعت أن إسرائيل دولة عربية، فيكون هذا الكلام بالفعل: فاكِسٌ آخِرُ حاجةٍ يا برُوفّةُ. قشطات كده يا أبلة؟ أديني شكلتها لك أهو. ولندعو الله معا ألا تكون أسماء قالت لها: «يا اشتغلاتك.. شايفانا جايين بالبدل والتاييرات؟ صبح صبح». فهذه الجملة، بالرغم من أنها ليست سبًا وقذفًا أيضا، فإننا سنحتاج إلي ثلاث دورات قضائية لشرحها لهيئة المحكمة. أيا كانت الملابسات، تظل الدكتورة ماجدة جمعة هي من كتبت اسم «إسرائيل» علي خريطة فلسطين، وتظل أسماء إبراهيم هي من اعترضت علي ذلك وقالت: اسمها فلسطين. وهذا يعني أن أسماء ليست من الطافرين، وأنها رفضت محاولات من نظام التعليم لتطفيرها. لذا فأنا متضامنة مع أسماء آخر حاجة.