يمر الطريق إلى 25 يناير 2012 بطرق أصعب بكثير من تلك التى كان علينا أن نسير فيها أثناء 25 يناير 2011 أو أننا نعتقد ذلك ونصعب الأمر على أنفسنا أكثر وأكثر بدون داعى لأنه وببساطة لم تكن لدينا فى المره الاولى أى مقاييس على سهولة أو صعوبة الطريق الثورى , كنا نسير صوب أمل واحد وبخريطة واحده رسمت ذات ملامحها فى تونس وهدفت إلى إسقاط النظام . حتى اننا لم نكن ندرك وقتها ماهية النظام المراد إسقاطة !! ولا ماهية أركان النظام المراد إسقاطها أو حتى السيطرة عليها دون السماح لها بالسيطرة على الثورة والشارع والشرعية الثورة إلا أنه حدثت الأخيرة وسيطرة قوى نظامية على الثورة وعلى البلد بإدعاء حمايتها وهو ما لم يحدث لا فى أيام الثورة ولا بعد إسقاط مبارك بل ظلت تحمى مبارك من الثورة بكل قوتها - تذكر أن مبارك لم يقدم للمحاكمة إلا بعد التهديد والحشد الشعبى- ولم تلبث هذه القوى بعد إبعاد مبارك أن بدأت تتخذ الشكل الجديد للنظام بكامل قوته وفساده السياسى . وبدأ يظهر نظام جديد فى مسماه قديم فى أفعاله وإمتداد طبيعى وواقعى لنظام مبارك الأب إنتقل إلى نظام مبارك الأخوة بدلاً من أن ينتقل إلى مبارك الأبن وكأن الثورة لم تقم إلا لإبعاد الأبن عن التوريث والسلطة ونقلها إلى الأخوة أخوة يوسف "الشعب" إلا إنهم زادو فى قسوتهم عن قسوة إخوة يوسف زيادة متوحشة وكذلك زادوا فى العدد ثمانية أخوة جدد . نفذ الاخوة الجدد وصية الأخ الأكبر "القائد الأعلى لهم" قائدنا أو الفوضى .. إذن لتكن الفوضى تشريد قتل تعذيب سجن إنتهاكات للحرية للكرامة للإنسانية ..إنقلاب وكانت الاخيرة هى إمنية الشقيق المدلل عمر سليمان والتى توعدنا بها ..وقد كان لم يكن إنقلاباً على الأخ الأكبر إنما الإنقلاب كان على الشعب وإرادته وإختياراته ساعد فى ذلك وعلى مر إحدى عشر شهراً كثيراً إما إنخداعاً أو فى أحيان أخرى كثيرة تأمراً.. وصلنا فى النهاية ومع مرور ما يقرب من عام على وجود المجلس العسكرى على رأس سلطة مغتصبة إلى نفس المعطيات التى كانت تقود الشارع فى الطريق إلى إسقاط مبارك مضاف إليها أن المجلس العسكرى حقق فى أقل من عام نفس الإختناق الشعبى منه الذى أكتسبه مبارك فى أكثر من ثلاثين عاماً وأيضا إهتزاز وتدهور صورة القوات المسلحة بشكل لم يسبق له مثيل منذ إنتكاسة 67 حتى أيام مبارك برغم خضوعه العسكرى للعدو الصهيونى وإنكساره أمامه وكان كفيل بذلك ما تم ممارسته من إنتهاك للكرامة الإنسانية ومن قبل ذلك التعدى على المكون الثانى للشعب المصرى بالدهس والقتل أقباط مصر الأحرار فى مجزرة أشعلها الأعلام الرسمى للعسكر وغاصت فى وحلها قواتهم . كل ذلك يقود إلى طريق واحد ..طريق العودة إلى 25 يناير وحين نتحدث عن عودة للميادين فى الذكرى الأولى للثورة لا يعنى ذلك أنها ستكون عودة مثل كثير من مرات العود الماضية على الميدان فى مراحل الحشد المختلفة على مدار أثنى عشر شهر ,لكن نتحدث هذه المره عن عودة بشكل مختلف كلياً عودة ستكتمل أركانها بالشكل والإصرار الثورى على رحيل المجلس العسكرى ومحاسبته قد تختلف أشكال الدعوات لهذا الرحيل لكن الرحيل لن يكون حوله إختلاف . سنذهب للميدان حاملين كل الدعوات ومتقبيلن لها - إسقاط العسكر- تسليم السلطة- محاكمة القتلة- القصاص للشهداء- القصاص للكرامة.. وبعدها سنحتفل أما قبل هذا فعلى أى شئ نحتفل إلا خيبتنا الكبيرة سيبونا نوصل الميدان وهناك حنعرف نتصرف مع نفسنا ونحدد حنعمل إيه زى ما إتصرفنا فى أول مره . إنزل .. إنزل علشان الشهدا مستنينك