لماذا إنقلب غالبية الناس اليوم على الثورة التى طالما حلم بها الكثيرون ومن هم الذين إنقلبوا عليها ؟؟ بادئ ذى بدء لابد أن نسمى ونصف الذين إنقلبوا على هذه الثورة ثم بعد ذلك نضع أسباب إنقلاب كل فصيل منهم على حده وما دعاهم إلى ذلك . - هناك فصيل إختفى تحت دثاره وهؤلاء من يطلق عليهم وصف الفلول . - وفصيل آخر إنتظر بعض الوقت حتى تيقن من نجاح الثورة وترجيح كفتها فإنضم إليها فى لحظة معينة حتى يستطيع أن يلتحق بنسب الثورة وركابها وهم من يطلق عليهم التيارات الإسلامية . - وآخرون يتراقصون على كل الحبائل و كانوا من عبيد النظام الذى لم يسقط بعد والآن يتمسحون بالثورة ويدّعون كذباً أنهم من أبنائها ومؤيديها وهؤلاء من يطلق عليهم المنافقون . - مجموعة أخرى فرحت حقيقة بالثورة وأيدتها وبعد فترة نقمت عليها وهؤلاء يمكن وصفهم بالمتحولون. وبالنسبة للفصيل الأول المسمى بالفلول الذين لاذوا بالفرار وسكنوا الجحور بعد تيقنهم من سقوط مبارك وظنهم بسقوط نظامه بالكامل ولخشية الثأر منهم والإطاحة بهم لم نسمع أو نرى أياً منهم يحتل المشهد السياسى كما كان من قبل . وبعدما تأكدوا من بقاء النظام كما هو وحينما تيقنوا أن كل شيئ ظل كما كان هو سابقاً خرجت تلك الفلول الهاربة من جحورها شاحذة همتها فى محاولة منها للقضاء على الثورة والعمل على إنجاح الثورة المضادة بكل السبل وهو ما سعت إليه ومازالت تلك الفلول تعمل جاهدة على تحقيقه بدون أى وازع من دين أو ضمير كالعادة. لذا كان من الطبيعى أن تعمل تلك الفلول على إسقاط الثورة المجيدة بكل الطرق وذلك من أجل الحفاظ على مصالحهم ومكاسبهم التى حققوها فى ظل نظام كان ولا يزال مرتعاً للفساد والفاسدين . أما التيارات الإسلامية وهم الفصيل الآخر الذى إنتظر بعض الوقت حتى شعر بحسه وتلمس نجاح الثورة فظهر فى الميدان مشاركاً الثوار الحقيقيين ثورتهم حتى يستطيع فيما بعد أن ينسب نفسه إلى الثورة فى حين أن شباب تلك التيارات فقط هم الذين شاركوا وضحوا بأنفسهم مع الثوار بخلاف قادتهم الذين تحّركهم المصالح والمكاسب السياسية فقط . فهؤلاء الشباب الأبطال من أبناء هذه التيارات كان لهم من التضحيات ما يسطّر على جبين الوطن بحروف من نور . وبعدما تم لهذه التيارات ما تصبو إليه أدارت ظهرها إلى الثورة ولم تكمل مشوار الكفاح مع الثوار فى خندق واحد بل تخلت عنهم ودأبت على تحقيق مصالحها ومكاسبها السياسية والتى تتعارض مع مطالب الثورة لذا كان من الطبيعى أن تسعى تلك التيارات لإسقاط الثورة التى كانت هى السبب فى إعتلائهم المشهد السياسى وتحقيق مصالحهم الخاصة . أما عبيد النظام الذى لم يسقط بعد والمنتفعين منه فهؤلاء دائماً يجيدون ركوب الموجة وفقاً لما تمليه عليه مصالحهم فعندما كان مبارك يقبض بيديه على سلطةالحكم كانوا يسبحون بحمده ودافعوا عنه بكل قوتهم وإستخدموا كل الوسائل من أجل ذلك . حتى وصل الأمر إلى إتهامهم الثوار بأشبع وأقبح الإتهامات وظلوا على هذا الحال إلى أن تم إسقاطه وحينما تم خلعه إنقلبوا عليه وكانوا من أشد المهاجمين له وكانوا من المؤديين للثورة والمباركيين لها بل حاول بعضهم أن ينسب نفسه إليها . والآن بعد إعتلاء التيارات الإسلامية للمشهد السياسى وإقتسام السلطة بينهم وبين المجلس العسكرى إنقلبوا على الثورة وعلى أبنائها ورجالها وحجزوا مقاعدهم فى محراب النفاق للمجلس العسكرى والتيارات الإسلامية . أما المتحولون فهم حقيقة كانوا من المؤديين بل ومن الذين تهللت أساريرهم بالثورة وبنجاحها لما كانوا يشعرون به من ظلم وقسوة وإستبداد وكبت للحريات على يد المخلوع ونظامه الذى لم ينخلع بعد . هذا النظام الذى يقود الآن الثورة المضادة والذى مازال يحاول جاهداً أن يسقط الثورة بكافة الوسائل وعلى رأس تلك الوسائل الإعلام المنافق المضلل الذى يعمد إلى تشويه صورة الثوار ووصمهم بوصمة البلطجة وأنهم السبب فى إنخفاض الإحتياطى النقدى وتوقف عجلة الإنتاج وهروب الإستثمارات الأجنبية من مصر . هذا إلى جانب التهمة البشعة وهى محاولة إسقاط جيش مصر العظيم ، كل هذه الأسباب الملفقة جعلت البسطاء ينقلبون على الثورة وهم لا يدركون أن تلك المؤامرة هى مؤامرة تحاك ضدهم قبل غيرهم . ولكل هؤلاء أقول لهم ما قاله الله عز وجل : " إن الله لا يصلح عمل المفسدين " " وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون " صدق الله العظيم (سهم الحق لابد أن يصيب)