الفلول هو أحد المصطلحات التي راجت وانتشرت في الفترة التي تلت ثورة 25يناير, وهو ليس بمصطلح جديد بل هو من المصطلحات القديمة التي تظهر عقب عمليات التغيير. ويتناسب طول فترة تداوله وبقائه تناسا عكسيا مع درجة نجاح التغيير وحجمه, ومع تذبذب ولا أقول توقف المد الثوري لثورة 25 يناير زاد انتشار المصطلح وذاع صيته في الاعلام المسموع والمرئي والمكتوب وعلي الأفواه والألسن للعامة والخاصة. بل أكثر من هذا اصبح مادة درامية وكاريكاتيرية ساخرة وليس هذا بمستغرب فبعد سقوط رأس النظام المخلوع بالحسني وعدم سقوط نظامه معه تحصن النظام البائد وقويت شوكته خاصة وهو مازال يملك المال والسلطة ولم تصدر في حق رؤوسه الفاسدة أي أحكام رادعة تعيد للشعب حقه وتشفي صدره ولهذا أصبحنا نري ونسمع ونشاهد بقايا النظام البائد وهم يتحدثون في وسائل الاعلام والفضائيات وكأن الثورة لم تحدث.. ويترحمون علي النظام البائد.. بل ويبشرون ببقاء الوضع علي ما هو عليه. جاء بالمعجم الوجيز أن الفل كسر في حد السيف, وفل السيف أي ثلمه وكسر حده وانفل السيف أي انثلم حده والقوم انهزموا إذن الفل هو الكسر في حد السيف أو المنهزم وجمعه فلول, ومن ثم يعني مصطلح الفلول الأقوياء الذين كسوت شوكتهم وانهزموا شر هزيمة. وفي السياسة يطلق علي بقايا النظام الذي سقط أي أن الفلول هم من تبقي من النظام البائد والذين يحاولون التجمع والعودة إلي المشهد السياسي مرة أخري. وقد طالبت القوي السياسية بعد الثورة المجلس العسكري باصدار مرسوم بابعاد اعضاء الحزب الوطني المنحل عن الحياة السياسية لمدة خمس سنوات علي الأقل, حفاظا علي الثورة من أعدائها, وضمانا لبلوغ المرحلة الانتقالية نهايتها بسلام وتحقيقا لأهداف الثورة, إلا أنه ليس كل ما يتمناه الشعب يناله. وهذا ما أطلق الفلول من جحورها وتحولت الفئران المذعورة إلي وحوش عاوية تصول وتجول وتنشيء الأحزاب حتي بلغ عددها ثمانية. ويدافع هؤلاء عن أنفسهم بأن الكثيرين ممن أتي بهم الحزب الوطني المنحل كانوا مجرد ماكياج سياسي لتحسين صورته أمام المجتمع والإعلام وأنه لايمكن وصفهم بالفلول ولكن هؤلاء يتناسون أن كل اعضاء الحزب الوطني بلا استثناء قد دخلوه بإرادتهم طوعا لا جبرا حبا للسلطة لا كرها, طمعا في المناصب لا قناعة استغلالا للفرص لا عفافا, عبيدا لا أحرارا ذلا لا كرامة, عونا للظالم لا نصرة للمظلوم, وبذلك انطبق عليهم قول الله تعالي إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا واليوم يحاول هؤلاء المنافقون أن يغسلوا أنفسهم (غسيل البشر علي غرار غسيل الأموال) ليعيدوا خداعنا مرة أخري وكأن الشعب المصري الذي يشكل الشباب نحو ثلثيه قد اصابه الزهايمر.. ومرة أخري ينطبق عليهم قوله تعالي يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون). في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون فتراهم اليوم يتحدثون علي أنهم من الثوار.. بل من الذين كانوا يعارضون النظام البائد ويدعون للاصلاح من داخله.. ويصدرون الصحف ويسمونها بأسماء الوطن.. ويطلقون القنوات الفضائية ويسمونها بأسماء الثورة.. وينشئون الأحزاب والجمعيات ويسمونها بأسماء شعار الثورة الخالد (عيش حرية عدالة اجتماعية).! وللحق فإن الفلول ليسوا فقط الملايين الثلاثة التي دخلت حزب الشيطان الأصغر, بل هناك الآلاف مثلهم من سدنة الأحزاب القديمة والذين تحالفوا مع الشيطان الأكبر (مباحث أمن الدولة) وكانوا له خداما وأعوانا ولا نملك إلا أن نقول: الحمد لله الذي عافانا من هؤلاء وأولئك ومن علينا بالثورة وجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلي.