قبل ان تلعنونني بما يليق ويتناسب مع هذا العنوان المستفز ، فلست قائله وانما قالته د – لميس جابر على قناة الحياة مع معتز الدمرداش في برنامجه " مصر الجديدة " حين سألها عما كتبته عن " فتاة العباية " التي اطلقت عليها بوقاحة " فتاة الاستربتيز " ، وقامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن ، وتناول كتّاب كثيرون في أكثر من 30 مقال – انا واحد منهم - رأيها المستفز ورد عليها بما يليق بما ذهب إليها فكرها المعتوه. وزيادة في الاستفزاز قالت لميس جابر أن شرف الكتاب لا يضاهيه شرف أخر وأهم مليون مرة من شرف المرأة المصرية .. إيه يعني واحدة اتعرت في الشارع ، والكل اتفرج عليها وشاف جسمها .. يساوي إيه ده أمام حريق المجمع العلمي والكتب القيمة النادرة التي تم حرقها .. هو ده اللي يستحق الالتفات والانتباه والنحررة .. مش " سوتيان " واحدة وبطنها وسُرتها. " ناقص تقول لنا الست لميس .. إيه التخلف العقلي اللي احنا فيه ده " .. ثم راحت تُكمل : أى شرف تتحدثون عنه .. هل " الولّية " الجاهلة عندها شرف ، حتى لو كانت متغطية من فوق لتحت .. لقد استغل الإعلام الجاهل حادثة فتاة العباية " الاستربتيز " ليغطي على حريق المجمع العلمي الأكثر قيمة وشرفا من هذه الفتاة ومن كل حريم مصر. واغتاظ منها معتز وبان على وجهه الغضب وسألها : يعني انت كواحدة ست .. مش مضايقة للي حصل للبنت اللي إتعرت في الشارع واتسحلت وانضربت بالجزمة ؟ فردت وكأنها عمياء لا ترى بعينيها ، ولا تبصر بعقلها : محدش من الجيش ضربها .. اللي ضربها المتظاهرين ورجالة الجيش هما اللي كانوا بيحموها منهم .. بلاش افترا على الخلق .. بتوع الجيش ميعملوش كده ابدا. معتز بغضب أشد : بس احنا كلنا شوفنا عساكر وضباط نازلين فيها ضرب واللي حاولت تحميها انضربت هى كمان بقسوة بالغة. فردت بحماقة : انا مشفتش .. كل اللي شفته انها كانت بتجري من ناس عاديين ، فالتف حولها رجال الجيش وحموها منهم. ثم راحت الست لميس بنت عم جابر تتهم كل من هاجمها بالتخلف وعدم الوعى ومحاولة التمويه على الحدث الأكبر والأهم ، وهو حريق المجمع العلمي .. بالتركيز الغبي على مجرد واحدة شفنا عورتها في الشارع وجزم العساكر والضباط نازلة بانتقام غير مبرر على بطنها وثدييها .. إحنا برضه المتخلفين والجهلة عشان معرفناش قيمة الكتاب اللي اتحرق ، ورحنا نصرخ على لحم بناتنا الرخيص. يا ست لميس هانم .. ملعون أبو كل كتب العالم ، لو كانت عند جنابك سعادتك أهم من شرف البنات .. ده إيه الفكر المتخلف ده .. ثم إيه دخل شرف البنت بمدى علمها وثقافتها .. وهل لا مؤاخذة يعني لو واحدة مثقفة زى حضرتك ودماغها توزن بلد وقرأت كل كتب العالم ، لكن - لا مؤاخذة كمان مرة - ماشية بطّال .. فهل في هذه الحالة تُصبحين بعلمك وثقافتك وفكرك ورؤاك أشرف من الفلاحة الجاهلة اللي مبتعرفش تفك الخط؟ لا يا ست لميس لو عقدنا مقارنة افتراضية بينك كمثقفة ولا قدر الله " ماشية بطّال " وبين الجاهلة اللي شرفها عندها بالدنيا كلها .. فننحنى إجلالا للفلاحة الجاهلة الشريفة ، ونبصق على المثقفة القارئة الواعية ، ولو كانت حتى خريجة كاليفورنيا ، لو أعمتنا ثقافتها عن شرفها. الكلام الكبير ده اللي انت عايزه تقوليه ، ليس محله أبدا ولا مقامه هنا في حادثة " فتاة العباية " تحديدا .. قاله قبلك - لكن بوعي شديد - نجيب محفوظ واسماعيل ولي الدين وغيرهما في قصص وروايات كثيرة .. أن الشرف اختصرناه فقط في غشاء بكارة الأنثى ، غير ان العهر الفكري والدعارة العقلية أشد خطورة .. صح .. لكن لم يبح أحد من عظماء الكتّاب - وأنت بالتأكيد لست منهم – التغاضي عن الشرف في مفهومه عندنا .. أعطيك مثالا اخر .. في قصة " الحرام " مثلا للدكتور يوسف إدريس عندما أخطأت بطلته وحملت سفاحا ، وهى الفقيرة المُعدمة .. فهل من المنطق أن نحاسبها هي أم نحاسب المجتمع الظالم الذي دفعها لهذا السلوك.. هنا المنطق مقبول جدا .. من الذي فقد شرفه ؟ بطلة " الحرام " .. ام المجتمع الغبي والنظام الأكثر غباءا؟ كتّاب كبار يا ست لميس ، أكبر منك ومن غيرك ، تناولوا هذا المفهوم الذي تريدين الترويج له الآن ، حتى نظنك مثقفة ومخك سابق عمرك - مع إني أرى العكس - ، وهناك فرق بين ما ذهب إليه المفكرون والكتّاب العباقرة ، وبين ما ذهب إليه عقلك المريض .. هم يتكلمون في العموم ، وأنت تتحدثين عن واقعة بعينها ، وتؤكدين أن شرف الكتاب اللي اتحرق أشرف من شرف البنت اللي إتعرت. معنديش كلام أقوله غير .. " يخرب بيت العلم اللي انتي إتعلمتيه .. ويخرب بيت الثقافة اللي دماغك مليانة بيها .. وتتحرق كتب العالم كلها.. ولا تتعرى بنت واحدة في الشارع ويرى جسدها العاري الملايين .. وأخيرا .. يخرب بيت أبو الصدفة السودا اللي خلتني أتفرج عليكي مع معتز الدمرادش ، لتؤكدي لي ولغيري للمرة الألف أنك مخلوقة عجيبة وآراؤك أعجب .. وربنا يديم عليكي ثقافتك ودوسي بجزمتك أى حاجة تانية حتى لو كانت تخصك أو تخص حد في عيلتك .. طظ في الشرف بمفهومه الغبي بتاعنا ، وتعظيم سلام للشرف الفاجر بتاع سعادتك. ونصيحة مني .. بلاش الظهور تاني في البرامج .. معدتنا " قالبة " ومش ناقصين قرف!