أحب سفيان وأحب شيكابالا، سفيان بصفته ابني الأوَّل، وشيكابالا بوصفه أفضل لاعب في فريق الزمالك الذي أحبُّه وأشجعه. ولكن شيكابالا رغم حبي له وتشجيعي إياه لا يستوي وسفيان؛ فأنا لم أره على الشاشة جنينًا في بطن أمه، ثم لم أره وهو للتوِّ خارج إلى الدنيا يصيح ويبكي وأنا أبكي، ولم أشاهده يبتسم أول ابتسامة، ويضحك أول ضحكة، ويخطو أول خطوة، ولا زلت أنتظر أن أسمع منه أول كلمة. وهذا هو الفرق بين حبي لسفيان وحبي لشيكابالا. وقد عرفت كثيرين ممن يؤيدون الثورة كتشجيعي للزمالك، ويحبونها كحبي لشيكابالا. هم لم يشاركوا فيها إما لتخوُّفهم من ذلك وهم داخل البلاد، أو لعجزهم عن ذلك وهم خارج البلاد؛ فإذا أحرز شيكابالا هدفًا هتفوا باسمه وفرحوا، وإذا كان بعيدًا عن مستواه لعنوه وكرهوه، أو تجنبوا الحديث عنه في أحسن الأحوال. وقد تكون المباراة في غاية الإثارة وهم يشاهدونها على شاشات التلفاز، ثم تكون فرحتهم عارمةً حين يحرز شيكا هدفًا أو هدفين، ويفوز أخيرًا الفريق الذي يشجعونه، ثم يتحدثون بعد ذلك عن المباراة يومًا أو يومين، أو شهرًا أو شهرين ثم ينسونها، أو تصبح عندهم بالكاد ذكرى جميلة. ولكن سفيان أمر آخر، هو جزء مني، حين لا أتمكن من النوم بسببه لا أغضب منه، وحين يكسر شيئًا غاليًا لا أحزن عليه - غالبًا، وحين يرهقني لا أشتكي، وحين تصدر منه تلك الرائحة المعهودة لا أتأفف، وحين يبالغ في التدلُّل أبالغ في تدليله، وهو ما لا أفعله عادةً مع غيره، لأنه - ببساطة – جزء مني. وهل يتخيل أحدٌ أنه سيتخلى يومًا عن ابنه أو ابنته مهما بلغت متاعبهما، أو أنه سيتحمل من يطعن فيهما، ومن يسخر منهما، أو من يرى أنهما مجرد شيءٍ عابر لا يستحق المعاناة؟ وهل سيلقي أيٌّ منا فلذة كبده على قارعة الطريق لأنه ثقيل الدم، أو بليد، أو نحيف أو سمين أو غبي! كلنا يرى طفله أجمل وأظرف أطفال الدنيا لأنه طفله، ولأنه أسعد حدثٍ شارك في صنعه، وكل أمرٍ آخر في حياته يبدو باهتًا معدوم الأهمية قياسًا عليه! الثورة لمن شارك فيها سفيان، ولغيرهم هي شيكابالا؛ فأرجو أن تحترموا ذلك.