ينتمي الإعلامي والصحفي «عمرو خفاجي» إلي مدرسة صحفية خاصة فرض أبناؤها أنفسهم بشدة علي المشهد الإعلامي في مصر في السنوات الأخيرة، هي تلك المدرسة التي لابد أن يكون أبناؤها قد عاشوا سنوات شبابهم وتوهجهم الصحفي في كواليس مؤسسة بأهمية «روزاليوسف» - سابقا بكل تأكيد- ، فاكتسبوا منها الحيوية والشباب الدائم وعدم الخوف من مواجهة «التخين»، وأكبر قدر ممكن من المشاغبة والمشاكسة مع الالتزام التام بكل قواعد المهنة. دخل «عمرو خفاجي» روزاليوسف وهي في «عزها» في عهد الأستاذ «عادل حمودة»، ثم هجرها مثلما هجرها معظم الموهوبين بعدما ضاقت بتمردهم وقد أصبحت مؤسسة حكومية رصينة، لكن الهجرة هذه جاءت في الوقت المناسب تماما، لأنها تزامنت مع تغير ملامح الخريطة الإعلامية في مصر، مع بدء ظهور القنوات الفضائية والصحف الخاصة. في سبتمبر 2004، تولي عمرو خفاجي مسئولية الإشراف علي قناتي «دريم 1» و«دريم 2» خلفا للإعلامية سناء منصور، وعبر هذا المنصب المهم في أول قناة فضائية مصرية خاصة، استطاع عمرو خفاجي أن يصنع حالة من الزخم الإعلامي الفضائي غير المسبوق في مصر، عندما وضع خريطة لمجموعة من البرامج التليفزيونية الجديدة، لعل أهمها هو برنامج «العاشرة مساء» ، ولعل «عمرو خفاجي» هو الصانع الحقيقي الذي يقف وراء نجاح «العاشرة مساء»، لأنه لم يكن صاحب الفكرة فحسب، ولا من راهن علي نجاح مني الشاذلي في تقديمه، بل كان أيضا مشاركا في نسج كواليسه، كما أنه أيضا لم يحاول أن يقفز علي نجاح البرنامج ولم يسع لأن يشارك في تقديمه مثلا، مكتفيا بتقديم برنامجه الفني الناجح «ستديو مصر» الذي قدم فيه حلقات مميزة عن السينما وأهلها في مصر قبل أن يتوقف عن تقديمه. كما أنه صاحب فكرة أن يكون هناك برنامج رياضي يومي وكان في دريم «الرياضة اليوم»، ومن التليفزيون عاد عمرو خفاجي مجددا إلي أرضه الأولي، الصحافة، ليشارك في صناعة تجربة صحفية ناجحة أخري، عندما أصبح ناشر جريدة «الشروق» اليومية، التي رغم أنه لم يمر علي صدورها سوي عام فقط فإنها رسخت من وجودها في السوق الصحفية وصنعت لنفسها منهجا صحفيا مستقلا، جعلها وسطا بين صحافة النخب والصحافة الشعبية، وهو منهج لابد أنه سيستمر ومعه لمسة خاصة من عمرو خفاجي الذي أصبح- بجانب كونه الناشر- رئيسا لتحريرها منذ أيام قليلة.