أسياد وعبيد في بلاط صاحبة الجلالة كشفت عنهم أزمة الدستور : ناظر مدرسة «الشهداء» الصحفية المشتركة للصحفيين و الصحفيات بين كاتب اختفي ، و مالك هرب .. كان هذا هو المشهد الآن علي سلالم مسرح نقابة الصحفيين ومقره 4 شارع عبد الخالق ثروت بالقاهرة .. مجموعة الصحفيين الشبان يعتصمون للمطالبة بحقوقهم المشروعة في العمل بمهنة الصحافة التي ظلوا يمارسونها لأعوام طويلة مضت ، يؤدون ما يكلفهم به رئيس التحرير بأقصي ما يستطيعون من جهد لقاء بضع عشرات من الجنيهات تكفي بالكاد نفقات الانتقالات اليومية بين اماكن المنازل و مقر المجلة و اماكن تواجد مصادر الاخبار. في الوقت الذي اختفي فيه رئيس التحرير "القائد" من المشهد العام بينما يصر المالك الجديد للصحيفة علي استمرار الهروب من مواجهة ابطال مشهد طال عرضه امام جمهور المشاهدين الذين يشكلون الرأي العام كله، ليس في مصر فقط و لكن امام كل من استطاع الدخول علي الشبكة العنكبوتية ليستعرض "اخبار" مصر و الحادث فيها الآن . واذا كان الزميل الصحفي ابراهيم عيسي قد اسس مدرسة صحفية خاصة لها اسلوبها في العرض و التناول - لها ما لها و عليها ما عليها وليس المقام هنا تحليل ادائها المهني - و كان لهذه المدرسة تلاميذ تربوا علي منهجها و تدربوا علي نمط ادائها، الا انه لم يكن مخلصاً لمدرسته كاخلاص تلامذته لها، و الا بماذا يفسر اختفاءه من فناء المدرسة وتركه لتلاميذه يحيون وحدهم علم الصحافة التي ابتكرها ، و يتوجهون وحدهم الي فصول المقال و الحوار و الاخبار دون دليل يوجههم الي اماكن طوابق تلك الفصول لكي لا يذهب تلميذ الي فصل آخر غير فصله ، ثم يجلسون علي مقاعد الدرس دون استاذ يشرح لهم منهج العمل اليومي. اختفي "ناظر المدرسة" وسلم المدرسة ، تلامذتها و مبانيها ل "ناظر" من نوع آخر لم يمارس من قبل مهنة الصحافة ولا يعرف مسرح عملياتها ، بل ان مهنته هي الاستثمار في العلم كأي صاحب مدرسة خاصة لها احترامها وتقديرها، وهو له كل الحق في عدم تعاطفه مع مهنة لا يعرفها ولا يخبر اصحابها، ولا يستطيع احد توجيه اللوم له علي ذلك الأمر او دعوته الي تفهم ظروف التلاميذ "المحاصرين" الآن في فناء المدرسة علي سلم نقابة الصحفيين. فهو لم يمارس مهنتهم ليشعر بشعور الضياع الذي يعيشونه الآن.. بعدما تخلي عنهم "ناظر" المدرسة الأصلي ومؤسس اركانها.. وبين كل من الناظرين. الكاتب الناظر والمالك الناظر .. وقع التلاميذ من شباب الصحفيين اسري معركة تدور بين الناظرين و تم احتجازهم فيها رهائن لا يعرف احد حتي تلك اللحظة من سيفك أسرهم و يطلق سراحهم ، أو من سيدفع فدية الافراج عنهم، ليعودوا الي المهنة التي احبوها ومارسوها .. انهم "شهداء" المدرسة الصحفية التي انتقلت ملكيتها من السيد ابراهيم عيسي الكاتب الناظر الذي اختفي، والمالك الناظر السيد ادوارد الذي هرب ليتبع السيد البدوي الذي سبقه في الفرار من مواجهة ظروف استجدت لم يتوقعوها وقت اتمام "البيعة" .. ما "تربيت" عليه و تعلمته من اساتذة الصحافة، ان الصحافة مدارس .. و لكل مدرسة منهج واسلوب، و لكل مدرسة صحفية استاذ ومعلم ومرب وناظر ، لا يمسك بالعصا .. لكنه يمسك بالقلم يتعلم منه ابناؤه الدرس . وما الدرس الأول في الحصة الأولي من اليوم الأول للدراسة الا الاخلاص للمهنة و احترام قواعدها و بيان الحقيقة في خبرها .. الاخلاص في ايضاح الحقائق لجمهور القراء ، والاحترام لكل صغير والتوقير لكل كبير.. هذا هو منهج مدارس الصحافة التي تبقي و تدوم .. تبقي بأبنائها في الحاضر و المستقبل.. وتدوم بأفكارها التي تصلح للاستفادة منها و تطبيقها و التعامل معها في كل عهد .. ولا يبقي من مدرسة الصحافة الا منهج، و ناظر ، وتلميذ.. منهج يحيا و يدوم بالاخلاص و الاحترام .. و ناظر يقف مدافعاً صلداً بين تلاميذه حتي وان مات . وتلميذ يتعلم من ناظره مبدأ الدفاع عن فكره ورأيه واقفاً في ميدان المعركة بينهم بشخصه ، لا بعيداً عنهم متعاطفاً معهم بصوته بينما الآخرون يقاتلون باسمه .. تلاميذ كل املهم طلب العمل في الصحافة، لا طلب الاعتصام أملاً في الشهادة .. لكن للأسف زملائي الصحفيين الشباب اصبح حال كونهم الآن تلاميذ في مدرسة "الشهداء" الصحفية المشتركة للصحفيين و الصحفيات. مدرسة اختفي ناظرها و مؤسسها ، وهرب شاريها و مالكها ، حتي وان ظهر المالك واجتمع وناقش و حاور و استمع و أنصت .. فسوف يبقي احتقان الأزمة قائماً بين الادارة الجديدة من جهة والصحفيين من الجهة المقابلة .. لقد ولد هاجس الشك و الريبة و لن يموت بين الطرفين. رئيس تحرير مجلة أبطال اليوم الصادرة عن مؤسسة أخبار اليوم