عبر المسؤولون العسكريون في حلف شمال الأطلسي اليوم عن ارتياحهم بعد انتهاء اليوم الأول من الهجوم على أحد معاقل حركة طالبان في جنوبأفغانستان حيث ظهرت مقاومة ضعيفة من جانب المتمردين التي اعتمدت على الألغام وعمليات القنص. ولم تتجاوز خسائر القوات الدولية الجنديين احدهما بريطاني والثاني أمريكي، اما الجيش الافغاني الذي يشارك في العملية فقال ان عشرين من عناصر طالبان قتلوا. ويشن العملية 15 الف جندي معظمهم من الأمريكيين يليهم البريطانيون تحت راية القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان "ايساف" التابعة للحلف الاطلسي، وتعتبر هذا العملية هي الأكبر من نوعها منذ سقوط حكومة طالبان في عام 2001. وكان حلف شمال الاطلسي قد اعلن أمس السبت عن مقتل 5 عسكريين بينهم ثلاثة أمريكيين في الجنوب الأفغاني لكنه لم يوضح ما إذا كان البريطاني والآخرون قتلوا في اطار العملية الجارية. وبعد 24 ساعة من بدء عملية "مشترك"، قال الجنرال جوردن ميسنجر الناطق باسم الجيش البريطاني في لندن ان المسؤولين العسكريين في الحلف والجنرالات البريطانيون "مرتاحون جدا"، وأكد ان الشعور ذاته عبر عنه المسؤولون العسكريون الأمريكيون. وأضاف الجنرال البريطاني "جرت مواجهات متفرقة، لكن طالبان لم يتمكنوا من تنظيم مقاومة متماسكة"، مشيرا الى "مقتل عدد قليل من المتمردين". وأكد الجنرال ميسنجر أن القوات الدولية "ضمنت أمن اهداف استراتيجية ولم تواجه سوى حدا أدنى من المعارضة". وفي محيط "مرجاه" رأى الجنرال الأمريكي لاري نيكولسون ان الساعات ال24 الاولى للهجوم "جيدة".وأضاف "تعرضنا لاطلاق نار من قناصة" بينما قامت آليات نزع الالغام "بتفجير عدد كبير من العبوات الناسفة"، موضحا ان ذلك يبطىء من تقدم رجاله. وقالت كابول والقوات الدولية ان الهجوم هو مرحلة اولى من عملية واسعة تهدف الى بسط سلطة الحكومة على ولاية هلمند احد المعاقل الرئيسية لحركة طالبان و"خزان" الافيون الذي يشكل مصدرا مهما لتمويل طالبان. وفي واشنطن قال البيت الابيض انه يتم اطلاع الرئيس الأمريكي باراك اوباما عل مجريات الهجوم الذي يجري في جنوبافغانستان منذ ليل الجمعة السبت. وسيعقد اجتماع صباح اليوم الاحد في هذا الشأن. وبدأت العملية بعيد منتصف ليل الجمعة بانزال عناصر من مشاة البحرية الأمريكية المارينز وجنود افغان بواسطة 60 مروحية في بلدة مرجه، في حين تقدم القسم الاخر من الجنود من المنطقة المحاذية التي سيطروا عليها قبل ايام. وستتركز العملية على مدينة مارجه ومحيطها حيث يقدر عدد السكان ب125 الف نسمة. وقالت السلطات المحلية ان آلاف السكان فروا قبل الهجوم.