انقسم خطباء المساجد أمس حول الحكومة، ففي الوقت الذي تحدث فيه خطباء مساجد الأوقاف بالإسكندرية عن دور الدولة في التنمية بتوفير وظائف جديدة بديوان عام المحافظة، ودعا أحدهم للحكومة لأنها «واخدة بالها من الغلابة»، شن خطيب أحد مساجد الفيوم هجوماً شديداً علي الحكومة والدولة بسبب ما وصفه ب«التبذير» في علاج «يوسف بطرس غالي» وزير المالية بأكثر من مليون جنيه، في الوقت الذي يُحرم فيه آلاف الفقراء من العلاج علي نفقة الدولة. وحذر خطباء المساجد السلفية بالإسكندرية من الاحتفال بالمولد النبوي، مؤكدين أن هذه الاحتفالات ذريعة لنشر العقائد الشيعية من خلال التذرع بحب آل البيت، فيما أجاز إمام مسجد بالجيزة استخدام الرشوة للحصول علي حق لا يمكن الحصول عليه إلا عن طريقها، علي أن يتحمل إثمها من يحصل عليها. وتحدث الدكتور «محمد سيد طنطاوي» شيخ الأزهر عن ثواب بناء المساجد في افتتاح أحد مساجد المنصورة، مؤكداً أنه يأتي علي رأس الأعمال الصالحة. وقد أعلنت المساجد التابعة للأوقاف بالإسكندرية أمس الجمعة عن توافر فرص عمل بديوان عام محافظة الإسكندرية، وتناولت خطبها أمس دور الدولة في التنمية. وأشاد أحد خطباء الأوقاف بدور المحافظة في تمهيد الطرق وتجميل المدن وواصل خطباء المساجد السلفية الحديث عن معاني التوبة النصوح والاستغفار وعذاب القبر، فيما حذر بعض خطباء المساجد السلفية المصلين من الاحتفال بالمولد النبوي، مشيرين إلي أن الاحتفال بدعة ليس لها أساس من الدين، وأشاروا إلي أن أول من احتفل بالمولد النبوي بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله، لافتين إلي أن الاحتفال بالمولد النبوي كان هدفه نشر العقائد الشيعية من خلال التذرع بحب آل البيت، وهذا ما يبين السر في كون الدولة الفاطمية هي أول من ابتدع هذا الاحتفال. ودعا خطيب مسجد الاستقامة بالجيزة إلي الابتعاد عن المال الحرام وشبهاته، وقال إن المسلم لا يحوز ولا يأكل إلا طيباً حلالاً، وروي قصة أبوبكر الصديق رضي الله عنه عندما تقياً طعاماً أكله بعد أن عرف أنه حرام، وحث الإمام المصلين علي الابتعاد عن الرشوة وطرقها لأن من يعطيها ومن يأخذها ملعونان. وانتقد إمام أحد مساجد مدينة الفيوم التبذير في علاج الوزراء والتقتير الشديد علي الفقراء، مشيراً إلي إنفاق أكثر من مليون جنيه علي علاج «يوسف بطرس غالي» وزير المالية بالرغم من امتلاكه أراضي وقصوراً في محافظة الفيوم بملايين الجنيهات، في الوقت الذي يحرم فيه آلاف الفقراء من العلاج علي نفقة الدولة، بعد أن يقضوا سنوات، واعتبر هذا نوعاً من الظلم للمواطن الفقير الذي يجب علي الدولة أن تساعده بدلاً من إنفاق الأموال علي الوزراء. وتحدث الدكتور «محمد سيد طنطاوي» شيخ الأزهر في خطبته بمسجد الشيخ حسانين بالمنصورة عن ثواب بناء المساجد، وقال: إنه علي رأس الأعمال الصالحة وإن الله سبحانه وتعالي أعد لهم حسن الثواب، مشيراً إلي أن القرآن الكريم ذكر بشارات شتي وذكر منها خمس بشارات في آية واحدة، فبشرهم بالإيمان وعمل الصالحات وأداء الزكاة وبشرهم بجنات عرضها السماوات والأرض وبشرهم بأنهم من الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه. وأكد «طنطاوي» في خطبته التي واكبت افتتاح المسجد أن الله يجزي الذين آمنوا بما لا يخطر علي قلب بشر، فالذين يعمرون بيوت الله يبنون ولا يهدمون، وأشار إلي أنهم لا يتعاملون بالإثم والعدوان بل يفهمون الإسلام فهماً سليماً، وقال: «نسأل الله أن نكون منهم». وطالب خطيب مسجد الرملي بدمنهور المصلين بأخذ العبرة والعظة من الموت والاستعداد للقاء الله «عز وجل» بالأعمال الصالحة، مستغلاً وجود أحد النعوش الذي كان في انتظار الصلاة عليه.