الاستوديو مختلف تماما هذه المرة، المخرج منشغل بتحريك الكاميرا على جدار زجاجى، يبدو بعيدا عن أجواء برنامج «ناس بوك». هالة سرحان تجلس فى جهة، ومعها الكاتب الصحفى وائل قنديل والمحلل السياسى، ثم على الجانب الآخر نجد الشيخ عاصم عبد الماجد، المتحدث باسم الجماعة الإسلامية يجلس فى النصف الثانى من الاستوديو يتحاور معهما.. لماذا؟ لأن الشيخ الفضيل أصر على أن لا يتحدث مع هالة سرحان مقدمة البرنامج وجها لوجه، لأنها غير محجبة واشترط وضع حاجز بينهما. المذيعة التى قبلت طلبه وأصرت على محاورته بالحجة تشير إلى أن دورها فى الأساس هو عرض جميع الأطياف، والتيارات، ثم توضح وجهة نظرها فى موافقتها على الظهور معه وبينهما فاصل زجاجى: «شغلتى كإعلامية هى إنى أقدم جميع النماذج، وعلى هذه النماذج أن تعبر عن أسلوبها وتفكيرها والمشاهد هو من يختار، لأن هى دى ثورة الحوار، والمشاهد هو السيد الأول والأخير وهو الناخب، وأنا لن أفكر أو أختار بالنيابة عنه، فالاختيار مهمته، وأنا تعودت منذ بدايتى على أن لا أعامل المشاهد معاملة الأطفال»، المذيعة التى عرفت ببرامجها التى تثير جدلا كانت قد استضافت فى وقت سابق من البرنامج محامى أبناء مبارك، مع عدد من الضيوف «كان من بينهم الفنان التشكيلى صلاح عنانى» الذين رفضوا الحديث معه اعتراضا على توجهاته، إلا أنها أصرت على محاورته، لمعرفة وجهة نظره فى وصفه لمبارك ب«بابا».