انتقلت دنانير إلى مرحلة مهمة فى حياتها، عندما التقت بها سيدة ممن كشفت وجود دنانير فى عزاء غريب، وعرضت عليها السيدة أن تعمل فى أكبر شركة مقاولات وعقارات فى مصر موظفة بألف وخمسمئة جنيه فى الشهر. اتجننت دنانير من السعادة، وبكل إقبال على الحياة وأمل فى مستقبل أفضل ذهبت إلى الشركة، وقابلت المدير التنفيذى الذى عينها بعد نجاحها فى اختبارات مرعبة وتحقيقات تشبه التحقيقات البوليسية التى يتعرض لها المعتقلون، كما مرت بتجربة جهاز كشف الكذب! لماذا كل هذه الإجراءات؟ وما حقيقة هذه الشركة ووظيفة دنانير فيها؟ هنا حدثت المفاجأة، لقد اكتشفت أن وظيفتها الجديدة هى مندوبة رشوة! آه مندوبة رشوة، فهذه الشركة العملاقة لها معاملات مع جهات حكومية كتيرة، ويتطلب عملها رشوة موظفين صغارا وكبارا، وللحرص على سمعة الشركة قرروا تعيين مندوب رشوة، يكون من موظفى الشركة المعينين بعقد من نسخة واحدة، ولا يملك أى إثبات أنه ملحق على الشركة وأى أقسامها، وهذا الموظف هو المكلف بتقديم الرشوة مقابل إنهاء الخدمة والمستند أو الترخيص المطلوب. تعلم دنانير أن مندوب الرشوة السابق اتقبض عليه ويقضى عقوبة السجن، لكنها أمام فقرها الدكر، وظروفها الصعبة تقرر قبول الوظيفة، وتتسلم العمل، ونرى الأحداث بشكل بوليسى وسرى جدا كأننا فى فيلم لجيمس بوند أو لهتشكوك، حتى تأتى المفاجأة الكبرى. تقوم الشركة بالحصول على تراخيص أرض فى الواحات البحرية لبناء فندق وواحة سياحية ضخمة، لكن هذه الأرض، طبقا لعقبات الموظفين وتعقيدهم للاستثمار مقابل الرشوة، يعتبرونها إما من الآثار وإما ملكية دولة وإما مقابر بدو وإما عيون كبريتية، ومن ثم تحديد البناء عليها وتصنيف طبيعتها محتاج توقيع مديرة إدارة هندسية فى محافظة الجيزة، معروف أنها هى والإدارة كلها التى ترأسها بأنها إدارة مرتشية من الساعى لغاية المديرة، وهى إدارة لم تستقبل موظفا جديدا من عشرين سنة، وكل الذين خرجوا على المعاش يتقاضون نصيبهم من الرشوة حتى يموتوا. كان مطلوبا من دنانير الذهاب إلى هذه القلعة الهندسية لتحديد ثم تسليم قيمة الرشوة المطلوبة. تلتقى دنانير الست المهندسة المديرة سعادات رسمى، كى تصل إلى قيمة الرشوة، لكن سعادات تؤكد أنها لا تريد فلوسا ولا مالا هذه المرة فى تلك الرشوة، فتعرض عليها دنانير سيارة، طيب مجوهرات، بلاش خليها شقق فى مشروع الشباب فى المحافظة، طيب شحنة فياجرا للعاملين وأسرهم، ترفض سعادات كل هذا وتطلب أن تكون الرشوة هى قتل زوجها؟ قتل من؟ زوجها! قتل زوج سعادات هو الرشوة المطلوبة، ولن تتنازل عنها سعادات بكل غل وحسم، وتحذر سعادات دنانير أنها لو أبلغت البوليس، فلن تستطيع إثبات أى شىء، وقد تلبسها قضية محاولة رشوة موظف عام، ولن ترى شركتها أيضا هذه الواحة السياحية طول العمر، كما أن هناك شركات منافسة للمشروع ويمكن أن تنفذ الرشوة المطلوبة. قتل زوجى هو الرشوة المطلوبة، تقتلوه حلال عليكم مشروع العمر اللى ح يكسب مليار جنيه! اجتمع مجلس الإدارة بكل أعضائه المهمين وهيئته الموقرة، وحضرت الاجتماع دنانير، وهى تشعر بأنهم كائنات فضائية وشخصيات إلكترونية من فرط تعاليهم وغطرستهم وجمودهم، وقرروا بدلا من أن تضيع الصفقة بمكسبها الهائل، قرروا الموافقة على الرشوة، وأعطوا تعليمات واضحة لدنانير أنها المسؤولة عن إتمام الرشوة، ورصدوا لها مئة ألف جنيه مكافأة فى حال نجاحها فى تنفيذ الرشوة. ماذا تفعل دنانير؟ هل تقتل زوج مدام سعادات؟ ولماذا تريد المهندسة سعادات قتل زوجها؟ أى لغز يقف وراء ذلك الطلب؟ ومن هو زوج سعادات؟ وماذا فعل بها كى تريد الانتقام منه بقتله؟ هل تنجو دنانير من تنفيذ الرشوة وتضيع عليها المئة ألف والوظيفة؟ هل تستسلم للإغراء ولضغوط الحياة؟ هل تؤجر قاتلا أجيرا؟ طيب، أين هم القتلة المأجورون؟ وكيف يتم الاتفاق معهم؟ هل تستورد قاتلا أجنبيا من الخارج؟ أملك إجابة عن كل هذه الأسئلة، لكن من الأفضل أن تكمل أنت هذه القصة، وماذا ستفعل لو كنت مكان دنانير؟